المتحوثون.. أدوات المليشيات الحوثية في ممارسة جرائمها
الميثاق نيوز - صنعاء:منذ سيطرة المليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، على العاصمة صنعاء في 2014م وعلى السلطة، برز أصحاب المصالح والمنتفعون الذين ساندوا هذه المليشيات وأصبحوا يسهلون لها ويديرون لها عملية السيطرة على مفاصل وأجهزة الدولة، ويبررون لها عمليات الحرب والإجرام والقتل والتدمير التي تمارسها.
وإذا كان الشارع اليمني تعارف منذ العام 2004م تاريخ أولى حروب الدولة ضد عصابة التمرد الحوثية، على أن كل من ينتمي إلى هذه العصابة يسمى بالحوثي، فقد ظهر خلال السنوات الأربع الماضية منذ شنت هذه العصابة حربها على الشعب اليمني مصطلح (المتحوثين) وهو الاسم الذي يطلق على المساندين والمساعدين والمؤيدين والمناصرين والمنخرطين في دعم المليشيات الحوثية بشكل أو بآخر.
والمتحوثون هم أشخاص محسوبون على فئة (الزنابيل) الذين يعدون الوقود الأساسي الذي تدير به مليشيات الحوثي معركتها ضد الناس والمجتمع وتستخدمهم في حربها العسكرية والسياسية والاقتصادية لتركيعهم وجعلهم طوع أمرها.
المثقفون والناشطون المتحوثون
تعد فئة المثقفين والناشطين المتحوثين أو الذين تحولوا إلى مساندين لمليشيات الحوثي، أبرز فئات وشرائح المتحوثين، حيث تحول هؤلاء القلة إلى أشبه بمنظرين ومبررين لكل أفعال وجرائم المليشيات الحوثية بحق الآخرين، ويسوغون لما تقوم به من أعمال وجرائم في جبهات القتال أو بحق خصومهم السياسيين.
والملفت للنظر أن معظم فئة المثقفين والناشطين الذين يبررون للمليشيات ويتصدرون الدفاع عنها هم من المثقفين اليساريين الذين كانوا يشككون وينكرون وجود الله، ويهاجمون العقائد الدينية، ويرون فيها أفيوناً للشعوب، ويشككون بأحاديث السنة النبوية، وباتوا اليوم يدافعون عن عقائد الحوثية، ويرون في ملازم قائد الجماعة الصريع حسين الحوثي نظريات يدافعون عنها.
والمتابع لهؤلاء المثقفين والناشطين سيجد أن بعضهم يدافعون عن عبدالملك الحوثي الذي يفجر منازل الناس، ويستبيح حرماتهم، ويعتقل خصومه ويقتلهم، ويبررون له أفعاله وجرائمه، ويحاولون شرعنتها، بل إن بعضهم يضفون عليه طابع القداسة إلى الدرجة التي يصفونه فيها ببعض كتاباتهم بما يوصف به الأنبياء والرسل.
وتحول الناشطون والمثقفون، الذين كانوا في مقدمة المدافعين والمنادين بمشروع الدولة العلمانية التي لا علاقة للدين فيها بأمور السياسة والحكم، إلى مجرد بيادق يدافعون فيها عن هراءات عبدالملك الحوثي ومحاضراته العبثية التي يرى فيها نفسه ابناً للرسول، ويضفي على ما يمارسه من جرائم طابع القداسة التي لا تمس، وعقب كل محاضرة ينبري هؤلاء إلى تقديم قراءات فيها بشكل مثير للسخرية والاستغراب.
وعلى الرغم من كل ما يقدمه هؤلاء من دفاع مستميت ضد خصوم المليشيات الحوثية فإن الأخيرة لا تقدم لهؤلاء سوى بعض الفتات على موائدها، بل إن قياداتها من فئة الهاشميين لا يرون في هؤلاء المثقفين سوى مجرد زنابيل وأدوات مسخرة لخدمة مشروع الفئة الباغية في الحكم على أسس عنصرية ومذهبية مقيتة.
الموظفون ورجال الأعمال
تمثل فئة الموظفين ورجال الأعمال المتحوثة إحدى أبرز الفئات التي تقدم المساندة والمساعدة للمليشيات الحوثية، وتمارس عمليات تسهيل لقيادات المليشيات لملشنة وحوثنة وهوشمة مؤسسات الدولة وتحويلها.
ويتولى هؤلاء المتحوثون من الموظفين تسهيل كل عمليات الفساد والانتهاكات لصالح قيادات المليشيات الحوثية سواءً في الجانب المالي أو في الجانب الإداري.
كما يتولى هؤلاء الموظفون، الذين تحوثوا من أجل مصالحهم، عمليات توفير المبررات القانونية لقيادات المليشيات في عمليات توظيف عناصرها أو تمرير معاملاتها المخالفة للنصوص الدستورية والقانونية بشكل شبه يومي وفي مختلف المؤسسات.
ورغم أن الموظفين الذين يشغلون مناصب مديري عموم ووكلاء وزارات سارعوا إلى التحوث حفاظاً على مصالحهم، إلا أن قيادات المليشيات الحوثية سرعان ما تتخلى عن هؤلاء الموظفين وتستبدلهم بموظفين أو مديري عموم أو وكلاء وزارات من المحسوبين على فئة الهواشم.
وفي جانب آخر فإن رجال الأعمال المتحوثين هم الآخرون يمارسون عملية غسيل أموال غير مسبوقة لصالح المليشيات الحوثية، حيث سارعوا إلى إنشاء شركات بأسمائهم يديرونها لصالح مليشيات الحوثي.
وتؤكد مصادر في وزارة الصناعة والتجارة وفي الغرفة التجارية بأمانة العاصمة لنيوزيمن، أن بعض التجار المتحوثين باتوا اليوم يشاركون قيادات المليشيات الحوثية في شركاتهم أو عبر إدارة عمليات تجارية في بيع وشراء المشتقات النفطية والسلع الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية، وحتى في مجال تجارة العقارات والمنازل والأراضي.
ويعد مجال الصرافة والتحويلات المالية أحد أبرز المجالات التي دخلت فيها المليشيات الحوثية بأسماء تجار آخرين، حيث تمارس محلات الصرافة التابعة لمتحوثين أكبر عمليات غسيل الأموال لصالح المليشيات الحوثية التي تقوم بعمليات تحويل وإرسال واستقبال الأموال من وإلى اليمن لإدارة تجارتها في مجالات كثيرة.
ويتولى التجار المتحوثون مسؤولية غسل أموال قيادات المليشيات مقابل حصولهم على الحماية واستمرار مصالحهم، فيما يحصل بعضهم على بعض التسهيلات في مجال تخفيض الضرائب التي تتحصلها المليشيات على شركاتهم نظير الخدمات التي يقدمونها لهذه المليشيات.
المشايخ وعقال الحارات
ثالث الفئات المتحوثة والتي ذهبت للبحث عن مصالحها وأصبحت مجرد أدوات تمارس من خلالها المليشيات أهدافها في تدجين المجتمع هي فئة المشايخ وعقال الحارات.
وعبر المشايخ وعقال الحارات المتحوثين تمارس مليشيات الحوثي عمليات الحشد للمقاتلين من الشباب إلى جبهاتها، وتستخدم في ذلك أساليب كثيرة سواءً بالإغراءات المالية أو عبر وسائل المعيشة كأسلوب توزيع الغاز والمساعدات الغذائية.
ويتولى المتحوثون من عقال الحارات والمشايخ عمليات الحشد والتعبئة للناس للمشاركة في فعاليات الحوثي المذهبية واحتفالاتهم التي يقيمونها بين الفينة والأخرى، كما يتولون على عاتقهم الضغط على الناس لحضور دورات ثقافية مذهبية تقيمها المليشيات على مستوى الحارات والمديريات، وذلك لإقناعهم بالتوجهات العقائدية والفكرية المذهبية العنصرية كالولاية... وغيرها.
- المقالات
- حوارات