من رحم المعاناة والألم دائما ما تأتى القوة ويولد الأمل وهو ما حدث بالفعل مع الطفلة السورية بانا العابد التى تحولت إلى أصغر مراسلة حربية عبر» تويتر» تنقل للعالم أبشع المآسى الإنسانية التى قد يواجهها ويعيشها أى طفل تركت الحرب بصمتها عليه ونحتت وشكلت ذكريات طفولته بالقصف ومعاناة الحصار مهددا بالموت فى أى لحظة.
«كل ما أريده حقا هو أن تتوقف الحرب وأن يتمكن أطفال سوريا من اللعب بأمان وأن يعودوا للمدارس دون خوف من القتل بالطائرات»..كلمات كررتها بانا ذات الأعوام السبعة التى لم تغرد عبر حسابها الذى تديره لها والدتها عن لعبتها ورسوماتها المفضلة كأى طفلة فى عمرها بل غردت عن تفاصيل معاناتها وعائلتها وأطفال سوريا فى شرقى حلب، مطلقة استغاثات ومناشدات للعالم من أجل وقف الحرب وإنقاذ أطفال سوريا كشفت خلالها عجز وفشل المجتمع الدولى؛ فتفاعل مع تغريداتها الآلاف حتى تخطى متابعيها 370 ألف متابع خلال أشهر قليلة لتصبح الطفلة الشهيرة إحدى أيقونات حلب فى ظل تردى الوضع فى سوريا.
ورغم نجاح بانا وعائلتها فى الخروج من حلب والنزوح إلى تركيا فى ديسمبر 2016 إلا أنها استمرت فى توثيق ورصد معاناة أطفال سوريا وأهلها فى الداخل، الأمر الذى جذب العديد من دور النشر للتواصل مع الطفلة الشهيرة من أجل نشر مذكراتها فى كتاب يوثق تجربتها كطفلة تحت الحرب، ووقع اختيار عائلة بانا على دار نشر «سيمون وشوستر» الأمريكية .
وقال غسان العابد، والد بانا فى تصريحات صحفية إن نسبة من قيمة العقد ستذهب لدعم الأعمال الإنسانية، موضحا: «غالباً ستخصص هذه النسبة لتأسيس مركز لدعم الأطفال فى الحروب، وسيكون الكتاب مخصصاً لتوثيق حياة بانا منذ بداية الحرب فى حلب، وحتى دخولها تركيا. كما سيخصص حيزا كبيرا لدعم الأطفال فى مناطق النزاعات»
وستقوم والدتها السيدة فاطمة بالتعاون مع ابنتها بتأليف الكتاب الذى سيحمل اسم «عزيزى العالم Dear World» باللغة الإنجليزية، وستتولى دار النشر ترجمة الكتاب المتوقع صدوره خريف العام الجارى إلى عدة لغات من بينها العربية.
وقالت بانا فى بيان صادر عن ناشرها: «أنا سعيدة لأنى سأروى قصتى وقصة ما حدث فى حلب وآمل أن يجعل كتابى العالم يفعل شيئا من أجل أطفال وشعب سوريا، وإحلال السلام للأطفال الذين يعيشون ويلات الحرب فى العالم».
ومن بانا إلى ملالا يوسفزاى الباكستانية لا يختلف الوضع كثيرا فقد نجحت الفتاة الباكستانية منذ كانت فى الحادية عشرة فى لفت أنظار العالم من خلال تدويناتها عن الواقع الباكستانى المرير تحت سطوة نظام حركة طالبان، مما عرض حياتها للخطر لدرجة محاولة اغتيالها من قبل «طالبان» فلجأت إلى بريطانيا لتواصل الدفاع عن حقوق الأطفال والفتيات بصفة خاصة فى أنحاء العالم وأصبحت مؤخرا أصغر الفائزين بجائزة نوبل للسلام تقديرا لتضحاياتها وجرأتها .
«أنا أقوى من الخوف..كتبنا وأقلامنا أقوى بأسا من أسلحتهم.. بالرصاص يمكن قتل الإرهابيين وبالتعليم يمكن قتل الإرهاب..لقد أظهر المتطرفون أن أشد ما يرعبهم هو فتاة تحمل كتابًا»..رؤية خطتها ملالا فى كتابها الأول الذى تضمن سيرتها الذاتية ونشر باسم «أنا ملالا» وركزت فيه على الحق فى التعليم، وتستعد ملالا لإصدار كتابها الثانى مع دار نشر بافن الخريف المقبل باسم «قلم ملالا السحرى»، وهو كتاب مصور للأطفال يوضح كيف يمكن جعل العالم مكانا أفضل.
وأعربت ملالا التى أكملت 19 ربيعا عن أملها فى أن يكون الكتاب مصدر إلهام للأطفال ليؤمنوا بأن أصواتهم يمكنها أن تحدث فرقا.
- المقالات
- حوارات