قبل نيله الشهادة دفاعاً عن اليمن والحرية والديمقراطية، الزعيم الراحل علي عبدالله صالح، قائد ثورة 2 ديسمبر ضد ميليشيا الحوثي الإمامية، خاطب الشعب اليمني بالقول: "أيها الشعب اليمني العظيم.. ثور.. ثور.. ثورة"، وهو الصوت الذي يشكل رعباً لميليشيا الحوثي من غضب الشعب عليها ورفضه لها.
في محاولة بائسة للنيل من الشهيد صالح، نشرت ميليشيا الحوثي الإمامية، قبل 6 أيام، من الذكرى الثانية لانتفاضة 2 ديسمبر، تقريراً كاذباً أعلن في مؤتمر صحفي، أنه يكشف عن مسئولية السعودية، وضباط يمنيين بينهم علي عبدالله صالح، عن جريمة اغتيال الرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي، قبل 4 عقود، إلا أن ما نشرته الميليشيا في وسائلها الإعلامية أثار سخرية اليمنيين وكشف مدى رعبها من هذه ذكرى انتفاضة 2 ديسمبر العظمية.
ويقول مصطفى ناصر، محلل سياسي، لـ"وكالة 2 ديسمبر" إن ميليشيا الحوثي تنظر لذكرى انتفاضة 2 ديسمبر 2017، كزلزال يؤرقها، وبوابة لزوالها، كونها مستمرة وتزداد قوة ورسوخا كل يوم، فلجأت إلى بث معلومات كاذبة للنيل من سمعة وشخص الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، بهدف تشويه تاريخه النضالي، في قلوب اليمنيين، الذين يكنون له كل الحب والوفاء، لما قدمه لهذا الوطن وختم بروحه دفاعاً عنه.
وتعيش ميليشيا الحوثي أزمة الرفض المجتمعي، وانحسار سلطتها في المناطق التي تسيطر عليها والذي تصاعد بشدة عقب انتفاضة 2 ديسمبر 2017، وقتلهم الزعيم الراحل علي عبدالله صالح، والتي انعكست بغضب ورفض شعبي عارم تجاه الميليشيا، وإدراكاً منها لهول الكارثة، عمدت إلى تشويه شخص ومسيرة الزعيم الراحل علي عبدالله صالح، بغية تخفيف غضب اليمنيين عليها.
وتقوم قيادات ميليشيا الحوثي، محمد علي الحوثي، وأبو علي الحاكم، بزيارات متلفزة وبصحبة صحفيين، إلى منزل شقيق الرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي ليعزيه بوفاة شقيقه، قبل أربعة عقود!
ويضيف ناصر، الحوثيون يدركون مدى حب اليمنيين للرئيس الشهيد علي عبدالله صالح، ويعملون على تشويه سمعته وتصويره كقاتل، ووصل بهم الحقد إلى تغيير المعالم التي تحمل اسمه، واستبدلت مليشيا الحوثي الانقلابية اسم "جامع الصالح" باسم "جامع الشعب"، مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية إلى " مؤسسة الشعب الاجتماعية للتنمية ". مع أن الشعب الذي تتشدق باسمه، مازال يطلق في أحاديثه اليومية ومواقع التواصل الاجتماعي، اسم "الصالح" على الجامع، وكل معلم يحمل اسم.
كما قامت مليشيا الحوثي بنهب متحف الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح من الجامع، المكون من مصلى ومرافق تعليمية ومتحف وغيرها من المرافق، التي تعبر عن النظام الجمهوري ومراحله خلال ثلاثة عقود، بهدف تغييب مسيرة الزعيم الراحل وشواهدها الرمزية المعبرة عن مواقف على المستوى المحلي والعربي والدولي.
ووفقاً للمعلومات التي حصلت "وكالة 2 ديسمبر" عليها، أعد خبراء إيرانيون ولبنانيون، مختصون بقياس الرأي العام وإدارة الأزمات، دراسة لإخراج ميليشيا الحوثي من أزمتها على المستوى الجغرافي والمجتمعي، عقب استشهاد الزعيم علي عبدالله صالح في 4 ديسمبر 2017، ووضعت توصيات لتجاوز الأزمة واحتواء آثارها.
وتفيد المعلومات المؤكدة أن الدراسة التي أُعدت خلال شهري نوفمبر وأكتوبر من 2018، أوصت الميليشيا بالعمل على زعزعة وتشويه مكانة الزعيم علي عبدالله صالح في وجدان اليمنيين، وتحويلة من زعيم قومي إلى قاتل وجبان وفاسد، وحصر مقتل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح بقضية شخصية منفردة، بعيداً عن مقاومة الحوثيين، وكيان حزب المؤتمر الشعبي العام.
وعلمت "الوكالة" من عاملين في التوجيه المعنوي التابع لوزارة الدفاع والذي يعمل تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، أن الميليشيا أعدت خطة وميزانية ضخمة لتنفيذ توصيات الدراسة التي أعدها خبراء في إدارة الأزمات، ونفذت أجزاء من الخطة، وتعمل على تنفيذ أجندة الخطة كاملة خلال العام الجاري 2019.
ووفقاً للمعلومات الموثوقة تضمنت أجندة الخطة، تلفيق عملية اغتيال الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي، قبل 4 عقود، وإلصاقها بالرئيس علي عبدالله صالح، وهو ما قامت الميليشيا بتنفيذه، كما تضمنت خطتها تسمية شوارع ومصالح حكومية باسم الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي.
وتنفذ ميليشيا الحوثي الإرهابية، توصيات الدراسة الإيرانية بالاستخدام المكثف وبتنسيق كامل بين وسائلها الإعلامية، ومواقع التواصل الاجتماعي، وأصدرت صحيفة 26 سبتمبر النسخة الحوثية بصنعاء، عقب نشرة قناة الجزيرة الحليفة للحوثي فيلم الغداء الأخير، عددا كاملا كرس لمقتل الرئيس الحمدي ونشرت الصحيفة ما اعتبرته وثائق تتهم فيها الزعيم علي عبدالله صالح.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "وكالة 2 ديسمبر" تضمنت توصيات الدراسة السخرية من منجزات الزعيم علي عبدالله صالح من خلال نشر صور لمدن وجسور وطرقات عالمية والتعليق عليها أنها في صنعاء من منجزات الزعيم صالح بهدف النيل منه وإظهاره أمام الشعب بأنه كان فاسدا، ولم ينفذ مشاريع للشعب.
كما تناقلت مواقع الحوثي الإلكترونية صورة مدبلجة نشرها الحوثيون، قالوا إنها تنشر لأول مرة عن هروب علي عبدالله من منزله قبل مقتله، وإنه جبان، هرب من المعركة، ولم يستشهد وهو يدافع عن بيته وعرضه.
تتصاعد السخرية والرفض الشعبي لميليشيا الحوثي كل يوم، وبكل موقف تتناول به سيرة الزعيم الراحل علي عبدالله صالح، وتجسد صفاتها المتمثلة بالتدليس والكذب وتزييف الحقائق، فهي التي دخلت صنعاء بقوة السلاح وأسقطت الدولة ودمرت الاقتصاد وأفقرت الشعب اليمني، بذريعة كذبة إسقاط جرعة المشتقات النفطية في الربع الأخير من 2014، لتتخذ بعدها المشتقات النفطية سلعة تبتز بها الشعب اليمني ورفعت أسعارها 800 %.
- المقالات
- حوارات