فاجأت المطربة ماجدة الرومي جمهورها اللبناني والعربي بأغنية تحمل عنواناً رمزياً هو "غنوا بكل اللغات"، كتبت كلماتها بنفسها ولحنها ووزعها ميشال فاضل ونشرتها على قناتها الرسمية في يوتيوب. وما إن نشرت الأغنية حتى راجت بسرعة وتناقلتها مواقع كثيرة احتفالاً بالمطربة أولاً ثم بالأغنية العابقة بالحياة والداعية إلى الفرح والأمل في زمن الخوف الذي نشره وباء كورونا. حملت الأغنية أكثر من مفاجأة فعلاً، فصوت ماجدة يزداد رقة وعذوبة وحلاوة بعدما انخفضت فيه الرنة العالية وأصبح كأنه طالع من القلب وليس فقط من الحنجرة، علاوة على أدائها الدافئ جداً والمتقن والمتوحد مع اللحن الجميل والبسيط والمنساب انسياباً غنائياً ووجدانياً، وبدت فيه العطفة الجميلة التي تلي المقاطع وكأنها ركيزة لحنية.
ونجحت ماجدة في كتابة القصيدة القصيرة وفي بث لواعجها ومشاعرها في كلماتها وإيقاعها، وحمّلتها معاني الشوق الذي ولّده الافتراق والذي لا بد أن ينتهي في اللقاء، وفي حجر الأحباء في القلب. وفي بُعد رومنطيقي تصوّر ماجدة الدنيا أو الحياة بشجرة سقطت أوراقها ولكن ما زال في روزنامتها سنين كثيرة. وبدت دعوتها جمهورها الكبير الى الغناء بكل اللغات أشبه بدعوة إلى السلام العام والتسامح والاخوة، وهذه أصلاً من القيم التي تؤمن بها المطربة الكبيرة التي تكاد تبقى وحيدة في ساحة الغناء الأصيل والحقيقي والجميل. واعتمدت فرقة الكورس في مرافقتها المطربة لهجات عربية عدة تناغمت معاً، دلالة على دعوة ماجدة كل جمهورها العربي إلى الغناء.
لم تتعدّ الأغنية الدقائق الأربع، لكنها غدت كأنها تخبئ في ثناياها مدى غنائياً رحباً يجسده صوت ماجدة الرقيق الذي يذوب شوقاً وحنيناً، ويتوجه الى أذن المستمع وقلبه في آن واحد، ليزرع فيه حالا من الفرح العميق. وقد شاءت ماجدة وشقيقها عوض الرومي المنتج والمشرف على التنفيذ، ان ترافق الاغنية في صيغتها البصرية مشاهد فوتوغرافية جميلة مستوحاة من الاغنية نفسها، نجحت في خلق مناخ يليق بالأغنية، وأطلت ماجدة عبر صورعدة لها تحيط بها طبيعة خلابة وقناطر من فن العمارة التراثية الاصيلة. ولعل هذه الصيغة التي قدمت في سياق يشبه الفيديو كليب،غدت أفضل وأشد تعبيراً عن رسالة ماجدة التي شاءت أن تؤديها.
- المقالات
- حوارات