الرئيسية - تحقيقات - صنعاء.. السدود والمعالم التاريخية مهددة بالزوال جراء اهمال ميليشيا الانقلاب
صنعاء.. السدود والمعالم التاريخية مهددة بالزوال جراء اهمال ميليشيا الانقلاب
صنعاء.. السدود والمعالم التاريخية مهددة بالزوال جراء اهمال ميليش
الساعة 03:37 مساءاً (الشرق الاوسط)

حذَّرت مؤسسات وهيئات يمنية في صنعاء خاضعة للجماعة الحوثية من انهيار كلي أو جزئي وشيك لثمانية سدود مائية، وسبعة معالم تاريخية يمنية، من بينها صنعاء القديمة، نتيجة استمرار هطول الأمطار الغزيرة التي تشهدها معظم المحافظات.
وحذرت تلك الهيئات والمؤسسات في بيانات مما وصفته بالإهمال المتعمد، وعدم وجود معالجات سريعة في ظل استمرار توقف مشروعات الترميم والصيانة الدورية. في إشارة منها إلى استمرار تقاعس وإهمال الجماعة وتغاضيها وتقليلها من حجم تلك التحذيرات.

ودعت البيانات إلى سرعة التحرك العاجل من أجل انقاد تلك المعالم والمواقع الأثرية اليمنية، من خطر الأمطار والإهمال المحيط بها، وكذا إيجاد معالجات للسدود والحواجز المائية التي تحتاج لتدخلات سريعة في أعمال صيانة، ومنع انهيارها بسبب تدفق السيول إليها.


وفي الوقت الذي لا يزال فيه اليمنيون في صنعاء يواجهون أشد المعاناة جراء الأضرار التي لحقت بهم وبممتلكاتهم بفعل استمرار تدفق السيول، وما خلَّفته أيضاً من دمار كبير للسدود والمدن والمواقع التاريخية والتراثية، تواصل الميليشيات المضي في تجاهلها لحجم الكارثة، وتكرِّس جل طاقتها في عقد مزيد من الاجتماعات واللقاءات اليومية مع قيادات محلية ومجتمعية، بهدف تحشيد المواطنين للمشاركة في مناسبتها الطائفية المقبلة.

ومن بين تلك المدن والمعالم المهددة «مدينة صنعاء القديمة، ومدينتا ثلاء وحبابة بمحافظة عمران، والطويلة في المحويت، والهجرة بمنطقة مناخة بصنعاء، وحصن الصبار بمديرية الحيمة الخارجية بمحافظة صنعاء، ومدينة تنعم في الطيال بصنعاء، وغيرها من المدن الأخرى التي طالتها الأضرار».

وعشية إطلاق التحذيرات كانت خمسة منازل بمدينة صنعاء القديمة انهارت، بينما تم إخلاء منزلين آخرين إثر ظهور تشققات واحتمالية تعرضهما للسقوط، ورافق ذلك تعرض مبنيين قديمين بأحياء مذبح وعصر القديمة، بمديرية معين بصنعاء للانهيار الكلي، في حين تهدمت 3 مبانٍ أخرى بشكل جزئي، وجميعها بفعل تساقط الأمطار وسيولها المتدفقة.

ومع استمرار مواصلة نهب وسرقة الميليشيات الموالية لإيران، لكل المخصصات المالية التشغيلية للهيئات والصناديق الخاصة والمؤسسات الحكومية، منذ انقلابها على السلطة الشرعية في 2014، لم تجد الهيئة العامة للآثار والمتاحف وغيرها من الهيئات والمؤسسات الأخرى وسيلة للقيام بوظيفتها، غير مناشدة المنظمات الدولية والمحلية ورجال المال والخيِّرين، ومطالبتهم بمد يد العون والمساعدة العاجلة في مواجهة الأضرار التي ألحقتها الأمطار والسيول في المعالم والمواقع الأثرية والسدود وغيرها.

وعلى صلة بفساد الميليشيات ونهبها المتكرر لمواد الدولة ومخصصات الصناديق التشغيلية، كانت تقارير برلمانية وأخرى محلية بصنعاء، كشفت في وقت سابق استمرار مصادرة الانقلابيين لمخصصات الصناديق الخاصة، وتوريدها إلى حسابات خاصة بنافذين في صفوف الجماعة، والاستحواذ على إيرادات السلطات المحلية في المحافظات والمديريات، عبر استحداث هيئات خاصة بالجماعة بصورة مخالفة للقوانين والأنظمة.

وعلى الصعيد ذاته، أفادت تقارير محلية في صنعاء بأنه منذ كارثة الانقلاب الحوثي واقتحام مسلحيه مؤسسات الدولة، استولت الجماعة بقوة السلاح على إيرادات «صندوق التراث والتنمية الثقافية» الذي أنشئ عام 2002، بهدف «الإسهام في الحفاظ على المواقع الأثرية والتاريخية وترميمها وصيانتها»، وكذا الإسهام «في تحقيق التنمية الثقافية، وتعزيز قيم الثقافة الوطنية وصون هويتها وتأكيد أصالتها»، والإسهام في «جمع وتوثيق التراث الثقافي والفني، وحماية وصيانة الموروثات الثقافية والحضارية والتاريخية».

ولا تزال صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تعج بمناشدات الأهالي لسلطة الحوثيين، باعتبارها سلطة الأمر الواقع، لإنقاذ أسرهم ومنازلهم ومدنهم ومعالمهم التاريخية من كارثة السيول التي غمرت عدة حارات وأحياء بالعاصمة صنعاء ومدن أخرى.
إلى ذلك، دعت خمس منظمات حقوقية محلية ودولية إلى مساعدة سكان المحافظات اليمنية التي تعرضت لأضرار بالغة، بسبب كوارث السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة مؤخراً، وعلى وجه الخصوص: الحديدة، ومأرب، وصنعاء، وعمران.

وأكدت منظمات: «سام للحقوق والحريات»، و«المركز الأميركي للعدالة»، و«تمكين للتنمية وحقوق الإنسان»، و«دفاع للحقوق والحريات»، و«نساء من أجل اليمن»، على أن الصور الأولية التي اطلعت عليها، وتداولتها وسائل الإعلام، تؤكد أن اليمن يتعرض لكارثة إنسانية غير مسبوقة جراء السيول، مما يشكل عبئاً إضافياً على المدنيين، ويفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وخصوصاً مخيمات النازحين التي دمرتها السيول. وأشارت المنظمات إلى أن ذلك «يزيد من المخاطر الصحية في البلاد المتدهورة أصلاً، ويهدد بزيادة انتشار الأوبئة والأمراض، مثل الكوليرا والحصبة وحمى الضنك التي أصابت عشرات الآلاف خلال سنوات الحرب».

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص