لن تتوقف خسائر الميليشيا الحوثية من عملية اغتيال حسن زيد عند فقدان واحد من أهم العناصر الأكثر تطرفا في صفوف الجماعة، بل ستتعداه الى ما هو اعمق.
حيث شكل التوقيت الزمني للحادثة امرا مهما في ذلك، لكون يتزامن مع الانتشار الأمني المكثف لاستعدادات الميليشيا للاحتفال بذكرى ميلاد النبي،اذ تكشف الحادثة في توقيتها بان الإجراءات الأمنية التي تقوم بها الميليشيا ماهي الا فقاعات مزينة بالضجيج الإعلامي والطلاء الأخضر فقط ليس الا.
اضف الى ذلك ان الحادثة غدت تحذيرا عاجلا موجها للدول التي ترمي الى إعادة فتح سفارتها في صنعاء والاعتراف المبطن بحكومة الميليشيا غير المعترف بها حتى الان؛ مفادها بانه التطرف الحوثي لن يستثنى احد ولم يسلم منه احد اركان الجماعة نفسها.
فالعنصر الأمني مهم للبعثات الدبلوماسية ومدى توفره يقدم ثقة بالحماية الأمنية التي تلاشت مع مرور دراجة نارية في جسر حدة.
لذلك عمدت الميليشيا وبشكل سريع الى بث خبر تقديم السفير الإيراني لأوراق اعتماده سفيرا لطهران بعد الحادثة مباشرة، وهي رسالة سعت الميليشيا من خلالها مخاطبة الخارج بان الأمور مستبه وان اغتيال حسن زيد لن يؤثر على الإجراءات الأمنية.
وما قدمته عملية اغتيال هو مدى الهوة بين اركان الجماعة وان التصدع الداخلي تتامي كثيرا فلم يعد لنيران الحوثي ما تأكله الا التهام بعضها وهو امر طبيعي في ظل تعدد الغايات والاهداف الضيقة والشخصية والمحدودة على التيار الهاشمي الذي يسعى الى الاستحواذ على كل شيء وترك المواطن يتذوق كل أنواع الالام والقهر والعيش تحت سطوة الحديد والنار
- المقالات
- حوارات