بينما كانت تعليقات وإفادات المليشيات الحوثية ومسؤوليها تهرب إلأى النفي والإنكار والهجمات المعاكسة بكيل الاتهامات وفبركة الوقائع وتلفيق أفلام ولقاءات معاكسة واستخدام نساء تحت الإكراه لإعطاء إفادات مزورة ، فإن كواليس الفعاليات الرسمية كانت تضج بوقائع وفضائح وممارسات الأجهزة الأمنية التي تديرها القيادات الحوثية والاستخدام الممنهج للدعارة وقسر الفتيات والنساء على القيام بمهام لا أخلاقية للإيقاع بالسياسيين والمسؤولين وإقامة سجون سرية لإشباع النزوات الجنسية المنحطة للمسؤولين والقيادات الحوثية وممارسة الانتهاكات المنظمة ضد النساء والفتيات المختطفات.
قام البرلماني عبده بشر بمرافعة مدعومة بالوثائق أمام البرلمان الخاضع للحوثيين تدين أجهزة وقادة أمنيين في المليشيات باستهداف شخصيات سياسية عامة - وحوثية أو محسوبة على الانقلاب الحوثي وسلطاته القائمة ، من المجلس السياسي ومجلس الوزراء ومجلس النواب (..)، بواسطة نساء تلفق ضدهن قضايا دعارة داخل سجون سرية مجهزة في صنعاء لذلك الغرض.
"مسيرة الدعارة"
"عيب.. استحوا.. عيب..." يستدرك النائب عبده بشر وهو يتحدث للجلسة والحاضرين..
يستعيد الحديث الذي يترافع به بشر، في حضور حكومة الحوثيين والبرلمان المصادر، استخلاصات سلسلة من التقارير والبيانات والتحقيقات الحقوقية والإنسانية والصحفية (في تزامن مع تلك الفترة وموعد الجلسة المسرب منها المقطع المسجل) على المستويين المحلي والدولي، والتي سلطت الضوء تباعا على جرائم وانتهاكات الحوثيين السوداء ضد النساء والسجون السرية والخاصة وممارسة الدعارة والانتهاكات الجنسية بحق المختطفات، كما وثقت تقارير دولية من بينها تقرير فريق المراقبين لمجلس الأمن، وضمنتها قرارات عقوبات بحق قيادات ومسؤولين حوثيين صادرة عن جلس الأمن الدولي والولايات المتحدة.
ظهرت تباعا نساء وناشطات يمنيات يدلين بشهاداتهن وتجاربهن المريرة وما تعرضن له في سجون ومعتقلات الحوثيين من تعذيب واستغلال واعتداءات جنسية وغيرها. لم تستطع المليشيات إنكار الروايات المتطابقة ولجأـ إلى فبركة أفلام ولقاءات مفضوحة حاولت خلالها التهرب والتذرع بالشماعة المستهلكة "العدوان".
كان يدفع متحدث حوثي بأن هناك محاولات استهداف وتشويه لسمعة المسيرة (...)، ليرد عليه معلق وناشط "تقصد مسيرة الدعارة"!
استخدام وامتهان مزدوج للنساء
قال بشر، تبعا لتسجيل مسرب لجلسة تعود إلى العام2020 حضرها بن حبتور رئيس وزراء الحوثيين وأعضاء ما تسمى بحكومة الإنقاذ، :
”هنالك ملفات تجهز باعترافات لنساء وتكليفهن لاستهداف شخصيات من المجلس السياسي ومجلسي الوزراء والنواب“.
وأشار إلى أن توجيه تهما كيدية ضد السجناء والسجينات من مثل العمل في الدعارة أصبحت ”موضة“ لدى سلطات الحوثيين.
سلوك ممنهج ومستمر
ليس ببعيد، بما يؤكد استمرارية النهج المتبع كسلوك ممنهج وسياسة أمنية متأصلة، تحاول المليشيا إدانة المعتقلة منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر انتصار الحمادي بقضية أخلاقية بعد رفضها الانخراط في العمل لصالحها في الدعارة. تبعا للمحامي عبدالوهاب قطران.
ينقل قطران عن الحمادي قولها:”عندما اعتقلونا عصبوا عيوني، وبصمونا على اوراق لا نعرف ما هي، واخذونا لمشاهدة عدة بيوت، قالوا لنا اشربوا وارتاحوا مع اهل تلك البيوت، فقلت لهم هذه دعارة، ردوا علينا يجوز ذلك في سبيل خدمة الوطن!!“.
وثائق قضائية
وبحسب التسجيل، استعرض البرلماني بشر وثيقة، ضمن وثائق أخرى، صادرة عن النيابة الجزائية المتخصصة بتاريخ 13فبراير/شباط2019 وموجهة إلى النائب العام، تثبت تورط سلطان زابن وآخرين في ”إعداد سجون خاصة لحجز نساء ورجال بدون مسوغ قانوني“، فضلا عن اتهامهم بتشكيل عصابة مسلحة للتدخل في شؤون القضاء والاعتداء على العاملين فيه وعرقلة ”سير العدالة“.
هناك أكثر
المقطع التسجيلي المسرب قصير ولكنه كاف للتأكيد على حضور واشتعال الفضائح في كواليس ودوائر السلطات المختلفة التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية سيطرة مطلقة وتفرض قبضتها المشددة في قلب العاصمة المختطفة ومركز الدولة الذي سطا عليه الانقلاب الحوثي.
يقول نائب لا يود بالتأكيد الكشف عن هويته، إن هناك تفاصيل كثيرة ومداولات أطول وأكبر على صلة بالمقطع المسرب. مضيفا إن الأجهزة الأمنية الحوثية تفرض رقابة مشددة على كافة الجلسات وخصوصا تلك التي تشهد نقاشات ومرافعات ساحنة وتطرق عناوين حساسة مثل هذه وتمنع بكل الوسائل تسربها إلى خارج القاعة.
دفن ملفات
وفرضت الخزانة الأمريكية ومجلس الأمن الدولي على زابن، الذي عين مديرا للبحث الجنائي والمخابرات في صنعاء، عقوبات لضلوعه في عمليات اعتقال واحتجاز وتعذيب "واغتصاب نساء ناشطات سياسياً"، قبل إعلان المليشيا وفاته الغامضة بداية أبريل الماضي، فيما اعتبر برأي كتاب وحقوقيين تخلص حوثي من أدوات باتت تشكل عبئا على المليشيات ومحاولة لدفن ملفات سوداء بدفن الفاعلين الأساسيين واللاعبين الرئيسيين في الواجهة لحماية الآخرين الذين في المقاعد والغرف الخلفية.
- المقالات
- حوارات