تطورت الاحداث في قضية التنكيل ب"اسرة الحرق" وسط مدينة تعز، حيث أعلنت شرطة محافظة تعز، إلقاء القبض على اثنين من المطلوبين أمنياً على ذمة المجزرة التي ارتكبتها عصابة ماجد الأعرج، الضابط في اللواء 145، والمطلوب أمنياً بقضايا جسيمة.
وقال مركز الإعلام الأمني في المحافظة نقلاً عن مصدر أمني مسؤول، إن الحملة الأمنية المشتركة تمكنت من ضبط المدعوين صلاح العربي و (شقيقه) عبدالرحمن العربي، وتم إيداعهما الحجز للتحقيق وإحالتهما إلى الجهات المختصة.
وأوضح المركز، أن قائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل وجه بتسليم نقطة الثلاثين لقوات الشرطة العسكرية واستمرار تمركز أطقم الحملة الأمنية والانتشار الأمني في المواقع التي اندلعت فيها المواجهات، وملاحقة جميع المتورطين فيها وضبطهم وإحالتهم إلى جهة الاختصاص.
من جهة اخرى نقلت “الشارع” افادة مصدر أمني مُطلع، ومصدر آخر مقرب من الأسرة، أن صلاح العربي ابن عاقل الحارة التي تسكن فيها أسرة “الحرق”، هو من استدعى الأعرج وعصابته، وأبلغهم بأن عيال الحرق يتواجدون في مزرعتهم في بير باشا.
وأضاف المصدران، أن العربي، هو أيضا من أرشد العصابة إلى منازل أسرة الحرق، كما وأبلغهم بالمنزل الذي كان يتواجد فيه عيسى الحرق، قبل اختطافه وتعذيبه ومن ثم تصفيته، ورمي جثته بجوار مستشفى الكرامة بالقرب من خط الثلاثين في منطقة بير باشا، صباح أمس الأربعاء.
وقال المصدر المقرب من الأسرة، إن العصابة اقتحمت المنزل الذي كان فيه عيسى الحرق، وكانت صاحبة المنزل قد نجحت في إقناعهم بأنه قريبا لها قدم من الحوبان. حيث والعصابة لم تكن تعرفه بأنه من أسرة الحرق.
وأضاف، أن أحد معاريف عيسى عندما حاول تهريبه من المنزل، بعد اقتحام العصابة له، صادف صلاح العربي، أثناء خروجهما، ووشى للعصابة بأن هذا هو عيسى، واختطفوه على الفور.
وأوضح المصدر، أن العربي أرشد العصابة أيضا إلى منازل أبناء محمد علي الحرق، التي جرى اقتحامها ونهبها وحرق منزلين منها، وقصف منزل أخر بأسلحة ثقيلة، والاعتداء على النساء والأطفال.
إلى ذلك، ذكر المصدر الأمني، أن قوات الشرطة العسكرية تسلمت نقطة الثلاثين الأمنية التي تتمركز فيها قوات النجدة، نتيجة تورط قوات الأخيرة، بمساندة عصابة ماجد الأعرج في تصفية أبناء الحرق.
وأضاف المصدر، أن المجرمين الأساسيين في عمليات التصفية لازالوا طلقاء ولم يجري تعقبهم ويحضون بحماية كبيرة من قيادات عسكرية....
في سياق متصل، وجه رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، اليوم “وزارة الداخلية والسلطة المحلية بمحافظة تعز، بوضع حد للأحداث المؤسفة التي شهدتها المدينة مؤخرا”. بحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
وشدد رئيس الوزراء، على “ضبط كل المتورطين في هذه الأحداث، وتقديمهم الى المحاكمة لينالوا جزائهم الرادع والعادل”.
وأكد في توجيهاته، على أن “هذه الأعمال الفوضوية وما رافقها من سفك للدماء لا يمكن السكوت عنها أو التغاضي عن مرتكبيها أيا كانوا وسيتم معاقبتهم وفقا للقوانين النافذة”.
كما وجه، اليوم، 32 نائبا من أعضاء مجلس النواب رسالة عاجلة، إلى رئيس الجمهورية، على خلفية قيام عصابات مسلحة من المنتسبين لمحور تعز العسكري بتصفية وتشريد أسرة الحرق.
وطالب النواب في رسالتهم بسرعة تشكيل لجنة رئاسية عسكرية وأمنية محايدة وتكليفها بالنزول العاجل الى مدينة تعز للوقوف على مجمل الاختلالات الأمنية في المدينة والمحافظة وتحديد من يقف ورائها.
وقال النواب، إن “هذه الاختلالات التي تمارس من قبل أشخاص ومجاميع معروفة ومطلوبة للعدالة بتهم جسيمة منها القتل والحرابة وقطع الطرق والاستيلاء على ممتلكات المواطنين والبسط على منازلهم وأراضيهم، يرتكبها مجاميع وأفراد من المحسوبين على الجيش ويلقون كل الدعم والحماية من بعض القيادات العسكرية والأمنية في المحافظة”.
وحتى الأثناء، لا يزال العديد من أبناء الحرق في عداد المفقودين، فيما النساء والأطفال جرى تشريدهم على يد العصابة بعد مداهمة منازلهم وترويعهم ونهبها وإحراقها.
وأفادت مصادر محلية، أن السلطات الأمنية والعسكرية، منعت اليوم، منظمات مدنية وممثل عن اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان وناشطون ونساء من أسرة الحرق، زيارة الجرحى والاطمئنان عليهم في المشافي. كما منعت زيارة الجثث في ثلاجة الموتى، بحجة أن أفراد العصابة توعدوا باقتحام مستشفى الثورة وإحراق الجثث.
وذكرت المصادر، أن الجهات الأمنية تتكتم بشكل شديد على سير إجراءات التحقيق في القضية، وسط غياب أي تمثيل للأسرة المنكوبة، أو من ينوب عنهم.
ولاقت هذه الجريمة، استنكارا واسعا في تعز وبقية محافظات البلاد، وتحولت إلى قضية رأي عام، كما كشفت بشكل أكبر ما تمارسه العصابات في تعز من نهب وقتل وارتباطها بقيادات أمنية وعسكرية أغلبها تدين بالولاء لحزب الإصلاح المسيطر على كل مفاصل المدينة، التي توفر لها الغطاء والحماية.
في السياق، نظم العشرات من الناشطين، اليوم، وقفة احتجاجية في مدينة تعز، تضامنا مع أسرة الحرق، وللمطالبة بضبط المتورطين في جرائم تصفية أبنائها، وتقديمهم للعدالة.
- المقالات
- حوارات