نفى مصدر أمني مطلع، ما تناولته وسائل إعلام موالية للحكومة والتحالف العربي المساند لها، من إلقاء القبض على القيادي الحوثي حسن علي العماد في عملية استخباراتية، في المهرة.
وقال المصدر لـ “الشارع”، إن “العماد” دخل إلى محافظة المهرة قادماً من سلطنة عمان بشكل عادي، وبجواز سفر إيراني، هو وأولاده الثلاثة (ولدين وبنت).
وأوضح المصدر، مشترطاً عدم ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، أن “العماد” وصل، قبل أسبوع، إلى منفذ شحن البري الذي يربط اليمن بسلطنة عمان، ودخل المنفذ بشكل عادي وبهويته المعروفة، غير متنكر، فأبلغ عنه أحد موظفي الجوازات في المنفذ، بسبب حمله وأولاده للجوازات الإيرانية.
وقال المصدر: “تم الإبلاغ عن العماد من قبل موظفين عاديين يعملون في الجوازات، بسبب أنه يحمل جواز إيراني، ولم يكن لأي جهة استخباراتية يمنية أو سعودية أي دور في العملية. تم إبلاغ ممثلي الأجهزة الأمنية المتواجدين في المنفذ حينها، وجرى القبض على العماد وهو وسط موظفي المنفذ”.
وأضاف المصدر: “لو كان العماد يحمل جواز سفر يمنيا، لكان عبر المنفذ بكل سهولة، لكن حمله للجواز الإيراني (هو وأولاده) هو ما قاد إلى إلقاء القبض عليه. يبدو أن العماد وصل إلى منفذ شحن وفق ترتيبات معينة، و بضمانات تسهيل عبوره، عبر عناصر تعمل لصالح مليشيا الحوثي في منفذ شحن والمهرة بشكل عام، لكن خلل ما في المخطط أدى إلى انكشافه بالصدفة، ولم تكن هناك أي عملية استخباراتية”.
وذكر المصدر، أنه بعد الإبلاغ عن العماد من قبل موظفي الجوازات، حضر مندوبو جهازي الأمن القومي والسياسي، وألقوا القبض على العماد مع أولاده ونقلوهم إلى مدينة الغيضة، عاصمة محافظة المهرة، حيث تم سجن العماد، والإفراج عن أولاده الذين يعتقد أنهم توجهوا إلى صنعاء، مشيراً إلى أن “العماد” متزوج من امرأة إيرانية منذ نحو ١٥ عاماً، وأنجب أولاده الثلاثة منها.
وأفاد المصدر، أن العديد من العناصر الحوثية تتواجد في محافظة المهرة، إضافة إلى وجود عاملين في منفذ شحن يعملون لصالح الحوثيين، وهم من يسهلوا عبور القيادات والمواد الحوثية عبره من عمان إلى اليمن بصورة دائمة.
وحول دور الضباط السعوديين المتواجدين في المنفذ، قال المصدر، إن الضباط السعوديين لا يتدخلوا بتفتيش جوازات المسافرين، وتقتصر مهمتهم على تفتيش الشحنات وفحصها فقط، لكن ذلك لا يتم بشكل جيد ودقيق.
وقال المصدر: “بحوزة الضباط السعوديين جهاز كشف أشعة تمر خلاله الشاحنات لتفتيشها، جرى استقدامه قبل نحو أربع سنوات إلى منفذ شحن، وعمل لمدة أسبوع واحد فقط وهو متوقف عن العمل حتى الآن، ولا يجري تفتيش الشاحنات بشكل جيد في المنفذ، رغم الشكوك بأنه يتم تهريب مواد وأجهزة عسكرية لجماعة الحوثي”.
وأضاف المصدر: “80% من الشحنات التي تمر عبر المنفذ تذهب إلى صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين، و20% منها تتجه إلى الغيضة ومن ثم تتوزع حضرموت وعدن وغيرها من المحافظات المحررة”.
وكانت قوات سعودية، قدمت إلى المهرة، منتصف العام المنصرم، بحجة ضبط عمليات التهريب التي تتم عبر منافذ المحافظة وتتدفق أغلبها إلى مليشيا الحوثي. كما أن أغلبها أسلحة مواد تدخل في الصناعات العسكرية، وهو ما أشار إليه الكثير من التقارير الدولية.
كما نوه المصدر، إلى وصول فريق صحفي من العربية إلى ميناء شحن، اليوم الأحد، بعد الكشف عن ضبط العماد.
وكشف المصدر، عن تدفق مواد غريبة إلى منفذ شحن، وأن لجنة وزارية تابعة لوزارة الدفاع كانت في المنفذ قبل نحو اسبوعين ولم تعمل أي شيء يذكر حتى الآن.
وأوضح، أنه تتواجد في الميناء مواد خطيرة منذ أكثر من عشر سنوات، ولا يعلمون ما هي هذه المواد، بالإضافة إلى دخول مواد جديدة، ولازالت تتدفق حتى اللحظة.
ومن المواد التي ذكرها المصدر، وجود حفار وصفه بـ “الضخم” و”الغريب”، جاء إلى المنفذ عبر سلطنة عمان وجرى إيقافه في منفذ شحن.
وبحسب المصدر، فإن الحفار، يعتقد أنه يستخدم لحفر المناجم والتنقيب عن المعادن وخصوصا الذهب، كما يستخدم في حفر الأنفاق وغيرها.
وأضاف، أن أمن محافظة شبوة حاول إخراج الحفار بالقوة من منفذ شحن، وأن موضوعه لازال معلقا وهو محتجز في المنفذ حتى الآن، وسط استمرار مساعي إدخاله إلى البلاد.
وأشار، إلى استمرار المساعي الحثيثة لإدخال الحفار، خصوصا مع الفساد المستشري في المنافذ في السلطة المحلية والجمارك على حد سوأ.
كما أفاد المصدر، أن الطائرات “المسيّرة” تحلق في سماء شحن والمنفذ باستمرار، وسط تكهنات بتبعيتها لمليشيا الحوثي، فيما آخرون يقولون إنها تتبع القوات الأمريكية، كون المهرة تحولت إلى وكر لعناصر القاعدة خلال الفترة الأخيرة.
وذكر، أنه في مرة واحدة فقط جرى استهداف طائرة مسيرة، بسلاح دوشكا، فالجميع هنا متخوف، سواءً السلطات أو الجهات الأمنية، ولم تحرك ساكناً.
- المقالات
- حوارات