الرئيسية - محافظات وأقاليم - تقرير للمخابرات الامريكية يستعرض التهديدات الحوثية في البحر الأحمر وتكتيكات مواجهتها
تقرير للمخابرات الامريكية يستعرض التهديدات الحوثية في البحر الأحمر وتكتيكات مواجهتها
تفخيخ الزوارق الحديدة
الساعة 03:00 صباحاً (موقع “war on the rocks”)

تناول تقرير جديد لـ  موقع “war on the rocks” الأمريكي المتخصص في السياسية الخارجية والأمن والدفاع، التهديدات الحوثية للملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وذكر التقرير، إن البحارة عادة ما يتعرضون للتهديد من قبل القراصنة، لكن عليهم الآن التعامل مع تهديد أكثر حداثة في البحر الأحمر أيضا، والمتمثل بالقوارب الحوثية المتفجرة المسيّرة عن بعد.
وذكر التقرير، أن مليشيا الحوثي في اليمن، “تعمل منذ عام 2017، على تحسين استخدامها القوارب البحرية المسيّرة -التي يشار إليها أحيانًا بالمركبات السطحية غير المأهولة أو الزوارق المسيّرة أو العبوات الناسفة المحمولة على المياه- لتنفيذ هجمات ضد السفن البحرية ومنشآت الموانئ في المنطقة”.
وقال: “في حين أن واحدة فقط من هذه الهجمات حتى الآن أدت إلى خسائر في الأرواح، تسببت هجمات أخرى في أضرار مادية لعدد من السفن وأدت إلى إغلاق مؤقت لأحد أكثر موانئ المملكة العربية السعودية ازدحاما”.
وأشار التقرير، إلى عدد من الخطوات التي يمكن للحكومات والشركات البحرية الخاصة اتخاذها لمواجهة تهديد القوارب البحرية المسيّرة، قبل أن يزداد الوضع سوءً.
ومن الخطوات، التي أوردها التقرير، أنه “يمكن أن يساعد تبادل المعلومات الاستخبارية بشكل أفضل وتكتيكات المراوغة المقترنة بإجراءات استباقية مثل التشويش الإلكتروني وخراطيم المياه وشبكات القوارب، في الحفاظ على سلامة السفن التجارية أثناء مرورها عبر اليمن”.
وكشف التقرير، عن 24 هجوما بحريا ناجحا شنه الحوثيون في الفترة ما بين يناير 2017 ويونيو 2021، استهدفت خلالها أربعة موانئ مدنية، ومنشآت إنتاج وتوزيع نفطية بنحو 16 هجوماً
كما لفت إلى أن “غالبية هجمات الحوثيين البحرية بالقوارب الموجهة، كانت على سفن الشحن التجارية مثل الناقلات أو ناقلات الشحن التي تبحر تحت أعلام مختلفة، أغلبها سعودية”.
وأوضح، أن موقع انطلاق الهجمات، في الغالب من الحديدة وميناء الصليف، إضافة إلى ميناء المخا قبل أن يتم دحر مليشيا الحوثي منه.
وأضاف التقرير، أن “الحوثيين إلى جانب الهجوم بالزوارق المسيّرة، نفذوا هجمات بطائرات بدون طيار، وقصف بقذائف آر بي جي من زوارق سريعة الحركة، وألغام بحرية عشوائية في المضيق الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن”.
وقال: “قد يكون تهديد الزوارق البحرية المسيّرة جديدا، ولكن في محاولة مواجهته، يمكن للبحرية وشركات الشحن الاستفادة من خبرتها في مكافحة القرصنة وكذلك على الجهود العسكرية لمواجهة الطائرات بدون طيار.
وبيّن التقرير، أن الخطوات التي ساهمت في تراجع القرصنة قبالة سواحل الصومال، كانت تشمل تكتيكات مراوغة وإجراءات مضادة نشطة. فكلاهما مهم في مواجهة تهديد قوارب الحوثي البحرية الموجهة.
ويرى التقرير، أن “زيادة الوعي بالأوضاع لكل من السفن العسكرية والمدنية. وهذا يعني تتبع الهجمات الأخيرة، والبحث بنشاط عن تقارير استخباراتية من خلال خدمات مفتوحة المصدر، ثم مشاركة هذه المعلومات على نطاق واسع. مثلما تحتاج الوكالات الحكومية إلى مشاركة معلوماتها الاستخباراتية في  المعركة ضد الإرهاب، يجب على المجتمع البحري المدني أن يفعل الشيء نفسه. يتطلب هذا نظاما لمشاركة تقارير الحالة المحدثة مع طواقم السفن. ويجب أن تحتوي هذه التقارير على معلومات حول محاولة أو نجاح هجمات الوارق البحرية الموجهة، بالإضافة إلى تفاصيل حول أي تهديدات بحرية أخرى، أو قوات بحرية صديقة في المنطقة. ومن الناحية المثالية، ستستند هذه التقارير إلى عمل الأجهزة الأمنية أو الاستخباراتية، بينما يتم فحصها بعناية لتجنب الكشف عن المصادر والأساليب”.
ويعتقد التقرير، أنه “يمكن للسفن العسكرية والمدنية المسلحة بوعي جيد بالموقف، في البيئات البحرية الخطرة التركيز على تحديد التهديدات من خلال التعرف البصري وأنماط الحركة. ومع ذلك، فقد كشفت الأبحاث التجريبية أن قدرة الإنسان على الكشف الدقيق عن النوايا العدائية في السفن المحيطة محدودة، لا سيما عند الاقتراب من السفن التي تستخدم استراتيجيات لإخفاء الدوافع العدائية”.
وتابع: “هذا يعني أن الاعتماد فقط على الهوية البشرية قد لا يكون كافياً. على عكس العديد من المنشآت المدنية والعسكرية على الأرض، فإن السفن البحرية المدنية والعسكرية الأكبر حجما مجهزة بالفعل بتقنية الرادار. هذا يساعد في الكشف، وربما أيضا تحديد السفن التي تقترب. كما يمكن أن تساعد التطورات في التعلم الآلي والتحسينات في تكوين دوائر الرادار في التغلب على التحديات المستمرة”.
وأوضح، أن الإجراءات المضادة الحالية المستخدمة لحماية السفن البحرية المدنية، التي تشمل استخدام حراس مسلحين لردع السفن التي تقترب أو إشراك أطقمها بأسلحة صغيرة. وكذلك الأسلاك الشائكة على جوانب السفن لمنع الصعود، قد تكون نافعة في عمليات القرصنة. غير أنها تكون عديمة الفائدة عندما تقترب سفينة معادية موجهة عن بعد.
ويشير التقرير، إلى أهمية التركيز على الخيارات الحركية والميكانيكية، في مواجهة القوارب البحرية الموجهة، التي تشمل المقذوفات التي تستهدف بدن أو محرك القوارب البحرية الموجهة، التي يمكن أن تبطئها أو تقلل من قدرتها على المناورة. إضافة إلى استخدام أنظمة دفاع “جاتلينج” عالية السعة، مثل نظام Phalanx Close-In Weapons، كما أن البنادق عالية الدقة بديلاً أكثر احتمالاً للتدابير الدفاعية.
ومن خيارات الدفاع، التي أوردها التقرير، استخدام شباك القوارب، ونشره حول السفن من طائرات الهليكوبتر، حيث من الممكن أن تجعل هذه الشباك مروحة المحرك عديمة الفائدة من خلال تقييد حركتها. ويمكن تكييفها للاستخدام على السفن.
وشدد على وجوب أن تحتوي هذه الشباك على نظام توصيل يمكّن السفينة المدافعة من الابتعاد عن الشبكة الفعلية بعد نشرها للحماية من أي تفجيرات لاحقة.  كما يمكن استخدام الشباك كإجراء مضاد قائم بذاته.
كما يقترح التقرير، أيضا تكييف التقنيات المستخدمة لمكافحة القوارب البحرية الموجهة، “مثل تقنيات التشويش والخداع، وكذلك الأسلحة عالية الطاقة مثل أنظمة الليزر وأسلحة الميكروويف، مع مراعاة البيئة البحرية.
ولفت، إلى أن السفن الحربية التابعة لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا بدأت بالفعل باستخدام مثل هذه التقنيات الدفاعية، خصوصا بعد أحدث هجوم على ناقلة السيارات قبالة سواحل عمان. كما يمكن للأسلحة عالية الطاقة تعطيل أو تعطيل الإلكترونيات الداخلية، مما يجعل منصة الهجوم غير قادرة على تنفيذ الحركة.
وأفاد التقرير، أن الإجراءات البحرية الأكثر ردعا يمكن أن تلعب دورا في مواجهة التهديد البحري الحوثي. فمنذ الهجوم الإسرائيلي على السفينة الإيرانية سافيز في 6 أبريل 2021، تم تأكيد هجومين فقط للحوثيين بطائرات مسيرة. وكانت سافيز، وهي سفينة شحن، تم استخدامها للمراقبة البحرية ودعم العمليات البحرية للحوثيين. كما أن الهجوم على سافيز كان له تأثير على عمليات الحوثيين البحرية.
واستنتج التقرير، أن “التهديد البحري للحوثيين حقيقي ومتصاعد، كما يتضح من هجمات الجماعة الأربع والعشرين على مدى السنوات الأربع الماضية. لكن السفن التجارية ليست عزلاء. ويمكن أن يلعب الوعي الأفضل بالموقف، والتدابير لتجنب الاقتراب من القوارب البحرية الموجهة، وأدوات تعطيلها دورا رئيسيا في الحفاظ على البحر الأحمر آمنا.
كما يعتقد التقرير، أن إيران ربما تستخدم البحر الأحمر عن عمد، كمنطقة اختبار للتقنيات البحرية الجديدة، أو ربما يكون الحوثيون هم من ورد هذه التقنيات بمفردهم. وفي كلتا الحالتين، ستكون إيران حريصة على التعلم من تجارب الحوثيين وتكتيكاتهم. وسيكون من المهم تطوير تدابير مضادة فعالة قبل ظهور القوارب البحرية الموجهة في مضيق هرمز أيضا.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص