الرئيسية - تحقيقات - الوحدة اليمنية ..حينما تمرد الشعب على "سايكس بيكو"
الوحدة اليمنية ..حينما تمرد الشعب على "سايكس بيكو"
شعار الوحدة اليمنية في عيدها ال 32
الساعة 01:00 صباحاً (متابعة خاصة)

 يحتفل الشعب اليمني بالذكرى الثانية والثلاثين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة التي تم إعلان قيامها ورفع علمها في مدينة عدن، ثغر اليمن الباسم، في يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م.

فمع إعلان الوحدة اليمنية التأم شعب مع بعضه وانصهرت المشاعر ببعضها، وعلت الرؤوس والرايات فوق القمم، وتعانق الأخوة، وصدحت الأناشيد والأغاني الوطنية، وأزيلت البراميل وفتحت الطرقات وتوحدت الرموز السيادية، وتنقل الشعب بكل يسهر وسهولة بين كافة المدن اليمنية.

يؤكد سياسيون، أن الوحدة اليمنية خيار ومصير شعب عاش على أمل تحقيقها، وقدم قافلة من الشهداء من أجل ذلك الهدف السامي، فلم تكن الوحدة خيار مكونات أو قيادات سياسية أو أفراد، وبعد أن تحقق الحلم المنشود من المعيب انتقاد الشعب لاحتفاله بتحقيق حلمه.

لم تكن الوحدة اليمنية حدثاً عابراً من أحداث اليمن، بل كان الحدث الأبرز والأجل منذ قرون مضت ومنذ أول خطوة لتشطير اليمن وتفتيته، فبعد نجاح الثورتين -سبتمبر وأكتوبر- واستقرار نظامي الحكم في صنعاء وعدن كان الحراك الثقافي والجماهيري وتطلع الشعب اليمني في الشمال والجنوب إلى الوحدة اليمنية ضاغطاً على قيادتي الشطرين في المضي في طريق الوحدة لتتوج هذه الرغبة الشعبية بإعلان قيام الجمهورية اليمنية.

على الرغم أن توقيت إعلان قيام الوحدة اليمنية جاء في فترة تمزق وتفرق وتشتت الدول العظمى ومنها الاتحاد السوفييتي، ورغم معارضة الكثير من الدول على إعلان الوحده اليمنية، إلا أن أبناء اليمن مضوا نحو مشروعهم الوحدوي التاريخي ليكونوا مثالا وأنموذجا تتوق إليه بقية شعوب المنطقة.

كان اليمن على مر العصور والأزمان دولة واحدة وإن وجدت دويلات أنشئت هنا أو هناك، ولم يوجد على الأرض اليمنية دولتان وبينهما حدود سياسية إلاّ مع نهاية الدولة العثمانية التي كانت تحكم الوطن العربي ومنها اليمن، فكانت خسارتها وهزيمتها في الحرب العالمية الأولى وتسليمها لدول الوطن العربي للاحتلال البريطاني والإيطالي والفرنسي، فاحتلال بريطانيا لجنوب اليمن وإيجاد الحدود السياسية المصطنعة مع النظام الإمامي البائد الذي كان يحكم شمال اليمن كانت ضمن مخطط اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت ومزقت الوطن العربي إلى دويلات وممالك وجمهوريات صغيرة، وأوجدت الحدود السياسية، فكانت الوحدة اليمنية هي أول تمرد على اتفاقية سايكس بيكو، والتي كسرت الحدود السياسية المصطنعة.

يتفاخر الشعب اليمني أمام شعوب المنطقة بوحدته كونها فتحت للشعب العربي آفاق التنوير ليكونوا تواقين للبحث عن الوحدة العربية التي ستصل بها الشعوب إلى الأمل المنشود الذي تسعى المؤامرات الدولية لإفشاله.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص