وضع رئيس مجلس القيادة الرئاسي فخامة الرئيس رشاد العليمي النقاط على الحروف وكشف العديد من الحقائق امام الشعب، مؤكدا التزام المجلس بتعهداته على صعيد الإصلاحات الاقتصادية والخدمية في العاصمة المؤقتة عدن، والمحافظات الأخرى.
كما أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في خطاب بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حرص المجلس على حماية التوافق الوطني العريض، والعمل بروح الفريق الواحد، والسير على قاعدة الشراكة لحسم كافة القضايا المنظورة امامه.
وقال “إن الاستقرار الأمني، ما يزال أولوية جماعية قصوى، وأن جهود المجلس والحكومة للتخفيف من معاناة المواطنين، ستؤتي ثمارها قريبا مع دخول حزمة مشروعات ممولة من المملكة العربية السعودية حيز التنفيذ”.
وأثنى الرئيس رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بموقف الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب الشعب اليمني وقيادته السياسية، وحقه في استعادة مؤسسات الدولة وتحقيق الامن والاستقرار في البلاد.
وأعرب رئيس مجلس القيادة عن امله في ان تفضي القمة العربية الاميركية المرتقبة، التي ستستضيفها مدينة جدة هذا الشهر، الى تنفيذ القرارات الأممية وإحداث التحول الدولي المطلوب ازاء القضية اليمنية العادلة، فيما يلي نص الخطاب:
فيما يلي نص خطاب فخامة الرئيس بمناسبة عيد الأضحى
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين
الإخوة المواطنون
الأخوات المواطنات
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته..
بداية أود أن أعرب لكم باسمي وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، عن عظيم التهاني وخالص الامنيات بمناسبة عيد الاضحى المبارك وأن يعيده الله علينا وعليكم جميعا، وقد تجاوزنا محنة الحرب التي أشعلتها المليشيات الانقلابية على شعبنا منذ ثماني سنوات، وهي تهنئة مخصوصة لضيوف الرحمن حجاج بيت الله العتيق، وموصولة أيضا للأشقاء في المملكة العربية السعودية، بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الامير محمد بن سلمان اللذين يسخران لخدمة الحجيج وتأمين المناسك اعظم الجهد وكل الامكانيات، سائلين الله ان يحفظ أرض الحرمين الشريفين، وأن يعم الخير، والسلام أرجاء بلاد المسلمين.
كما أزف التهاني إلى رجال القوات المسلحة والأمن، والمقاومة الشعبية، الذين ينتشرون في كل ربوع الوطن دفاعا عن أمن واستقرار بلادنا وتقديم التضحيات لاستعادة الدولة، والنظام الجمهوري.
الإخوة المواطنون
الأخوات المواطنات
لقد عدت وإخواني في مجلس القيادة الرئاسي هذا الأسبوع من جولتنا الخارجية الثانية التي شملت الكويت والبحرين ومصر وقطر، وصولا الى لقاءاتنا المثمرة مع اشقائنا في المملكة العربية السعودية وقد تم اثناء تلك الزيارات بعون الله، حشد الدعم لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، الذي سيثمر حزمة من المشروعات الموجهة بدرجة أولى للتخفيف من معاناتكم، وتحسين الخدمات الأساسية.
كما تم مناقشة التسهيلات للمغتربين، والجاليات في تلك الدول الشقيقة.
وقد شرعت الجهات المعنية في الحكومة بإجراءاتها لتنسيق تدفق الدعم، بدءاً بتمويل حزمة من المشاريع الإنمائية الحيوية التي تم استيفاء جميع متطلبات تنفيذها في العاصمة المؤقتة عدن، وعدد من المحافظات، بتمويل من اشقائنا في المملكة العربية السعودية. كما اصدرنا التوجيهات للحكومة وكافة الجهات ذات العلاقة بتسريع الاجراءات الخاصة بإنشاء صندوق للمشتقات النفطية بقيمة 900 مليون دولار، مقدمة من الاشقاء في المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، في وقت استوفى فيه البنك المركزي، اجراءاته واصلاحاته اللازمة لاستخدام الوديعة السعودية الاماراتية، البالغ قيمتها 2 مليار دولار.
وأننا بهذه المناسبة نؤكد باسم مجلس القيادة الرئاسي، لشعبنا واشقائنا واصدقائنا، التزامنا الكامل بمسار الاصلاحات الاقتصادية، والخدمية، والمؤسسية، ومكافحة الفساد، وتعزيز قيم الشفافية والمساءلة، ونحذر كافة الجهات من اساءة استخدام السلطة، او التقصير في الواجبات المخولة لخدمة المواطنين، والتخفيف من معاناتهم، وتسهيل وحماية عمل المنظمات الاقليمية، والدولية.
الاخوة المواطنون
الاخوات المواطنات
ونحن على مقربة من مضي 100 يوم على اداء اليمين الدستورية، وتسلم مجلس القيادة الرئاسي السلطة في البلاد، مازلنا على العهد الذي قطعناه بإجراء الاصلاحات الاقتصادية، والمؤسسية، والخدمية اللازمة، والتخفيف من معاناتكم، بما في ذلك إيجاد حل جذري لازمة الكهرباء، وانتظام دفع رواتب جميع الموظفين، ورجال القوات المسلحة والامن، واعادة بناء وتنظيم المؤسستين الأمنية والعسكرية، وتحسين اوضاع منتسبيها، ورعاية اسر الشهداء، والعناية بالجرحى، والنازحين واللاجئين في كل مكان، ورعاية طلابنا في مختلف بلدان الشتات.
ولعلكم تدركون ايها الإخوة والأخوات، أنه لا يمكن حل كافة المشاكل دفعة واحدة، لكني سأكون صادقا وشفافا معكم بمختلف الوسائل، بأننا ماضون في معالجة كافة هذه الاستحقاقات، واطلب منكم اليوم الوقوف إلى جانبنا، والالتحام بمعركتنا المتشعبة، باعتبارها الطريق الوحيد للتقدم الى الامام، وتحقيق النتائج المرجوة، وحماية أية مكاسب يمكننا معا تحقيقها، والبناء عليها.
وبدءا بتعهداتنا على مسار السلام، فقد رأيتم كيف تواصل فرقنا، ودبلوماسيتنا، كشف الوجه الحقيقي للمليشيا، وموقفها الرافض لكافة المساعي الحميدة للسلام، دون تفريطنا بالإرادة الشعبية، والثوابت الوطنية ومرجعيات الحل الشامل.
لقد حرصنا واخواني اعضاء مجلس القيادة الرئاسي على حماية توافقنا الوطني العريض، والعمل بروح الفريق الواحد، والسير على قاعدة الشراكة لحسم كافة القضايا المنظورة امام المجلس.
كما اوفينا بعهد العمل من العاصمة المؤقتة عدن، والشروع التدريجي في اعادة بناء المؤسسات، واستقرارها على امتداد التراب الوطني.
إن الاستقرار الأمني، ما يزال أولوية جماعية قصوى، وقد حققنا تقدما مهما على هذا الصعيد بتشكيل اللجان العسكرية والامنية، واعداد التصورات المهنية المتعلقة بإعادة بناء هذه المؤسسات الوطنية وفقا للمعايير المعتمدة، ويشمل ذلك العناية الخاصة بأجهزة مكافحة الارهاب، والجريمة المنظمة.
لقد حرصنا على انتظام دفع رواتب جميع موظفي الخدمة العامة، ورجال القوات المسلحة والامن، والمقاومة الشعبية في مناطق الحكومة الشرعية، والنازحين اليها، والبعثات الدبلوماسية، وطلابنا المبتعثين للدراسة في الخارج، وذلك جنبا الى جنب مع مساعينا المخلصة لإيجاد المعالجات الكفيلة بدفع استحقاقات الموظفين في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، مؤكدين على ضرورة أن تفي هذه المليشيا بالتزاماتها المقطوعة للمبعوث الاممي، وعلى رأسها الكف عن استخدام الاقتصاد ورقة حرب مدمرة ضد شعبنا.
كما سعينا بجهود حثيثة على تحسين الخدمات، والضبط النسبي لأسعار السلع، والعملة الوطنية بالعمل المخلص والمثابر لكافة مستويات الدولة وأجهزتها، وسعينا لتوفير عوامل تحسينها وعلى رأس ذلك العمل على جلب المساعدات التي ستصل قريبا، وتلمس ثمارها على مختلف المستويات، وخاصة في مجال الطاقة، حيث تم اعتماد انشاء محطة غازية لتوليد الكهرباء، و شبكات الجهد المتوسط و التوزيع الكهربائي للجهد المنخفض في محافظة عدن، بتكلفة تزيد عن 150 مليون دولار ضمن حزمة المشاريع المقدمة من المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وتعزيزا لهذه الجهود، نواصل على نطاق أوسع بلورة السياسات الضامنة في مجال مكافحة الفساد، واجهزة انفاذ القانون، والمساءلة، وايلاء مشاكل القضاء اهتماما خاصا بدءا بتعيين نائب عام جديد للجمهورية، ورفع اضراب القضاة، والعمل على تحسين تحصيل الايرادات، وتنميتها، والادارة الرشيدة لها، وتوجيه المساعدات الانسانية الى مستحقيها ومصارفها الحقيقية، كما شرعنا العمل بتعهداتنا في المجالات الاجتماعية، وتعزيز دور المرأة والشباب، والتوجيه باتخاذ كافة الاجراءات الضامنة لمشاركتهم في مؤسسات الدولة ومراكز صنع القرار.
يا ابناء شعبنا العظيم
إن أمة دينها الإسلام ونسيجها العروبة جديرة بالقوة لا الضعف، بالترابط والاصطفاف لا الشتات والفرقة، بالسلام والامن لا القتل والخوف، جديرة بالانتماء الى قيم العصر وبهاء التاريخ الناصع العظيم لا أن تغدو أرضا يستبيحها جنون إيران ومطامعها التوسعية العابثة بهويتنا العربية وأمننا القومي.
وأننا بهذه المناسبة، نؤكد تمسكنا بنهج السلام، ودعم جهود المبعوثين الاممي والامريكي، وكافة المساعي الحميدة من اجل حل شامل للازمة، واستعادة مؤسسات الدولة، بناء على المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محليا واقليميا ودوليا.
ان التطورات على هذا المسار، تثبت انحياز مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة الى جانب شعبنا والتخفيف من معاناته، وتعرية المليشيا الانقلابية، التي ليس امامها في النهاية سوى الانصياع للإرادتين الشعبية، و الدولية، والوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق الهدنة، خصوصا فيما يتعلق بفتح معابر تعز والمحافظات الاخرى، ودفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها من ايرادات ميناء الحديدة، وفقا للتعهدات التي قطعتها المليشيا للمبعوث الاممي، والكف عن التكسب من اقتصاد الحرب، وفرض الجبايات على المواطنين، وابتزاز القطاع الخاص، والمنظمات الانسانية.
ان هذا الامر يتطلب من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته بموجب القانون الدولي، وميثاق الامم المتحدة، وممارسة اقصى الضغوط، والمواقف الحازمة لدفع المليشيا على التعاطي الايجابي مع الفرص السانحة لصنع السلام، وانهاء معاناة شعبنا التي طال امدها.
وانني اغتنم هذه الفرصة، للتعبير عن آمال شعبنا ومجلس القيادة الرئاسي في ان تفضي القمة العربية الاميركية التاريخية، التي تستضيفها مدينة جدة هذا الشهر، الى تنفيذ القرارات الأممية وإحداث التحول الدولي المطلوب ازاء القضية اليمنية العادلة، وتقدير المواقف المشرفة التي صدرها تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، في الدفاع عن الشرعية الدستورية، وعن استقرار بلادنا، وتأمين خطوط الملاحة البحرية، ومكافحة الارهاب بكل اشكاله.
لقد عبرنا مرارا عن خيبة املنا من غياب شريك جاد لجلب السلام والاستقرار لبلادنا، ومع ذلك لم نتردد في التعاطي مع اي فرصة حقيقية باتجاه السلام المنشود الذي يضمن حقا متساو لكل أبناء الشعب في الحقوق والحريات والمساواة والتوزيع العادل للثروة، والشراكة المتساوية في السلطة، واستعادة بلادنا لدورها في الجزيرة العربية والخليج، وكعضو فاعل في الاسرة العربية والدولية.
ونحن نمضي في هذا الدرب الصعب من اجل السلام، فإننا سنوفر كل عوامل القوة لحماية ذلك النهج الثابت في برامجنا وتعهداتنا، بما فيه تعزيز جاهزية قواتنا المسلحة والامن، وابطال المقاومة الشعبية، واستعدادهم الكامل لردع اي تصعيد عدائي، من قبل المليشيا الحوثية، والجماعات والتنظيمات الارهابية المتخادمة معها.
اخواني المواطنين
أخواتي المواطنات
تعلمون ان مقر الرئاسة في معاشيق بالعاصمة المؤقتة عدن، ليس قصرا بالمعايير المتخيلة، بل معسكرا رئاسيا وحكوميا للعمل على مدار الساعة، لان المرحلة فيها الكثير من الصعوبات والتحديات الاقتصادية والامنية والاجتماعية، ولكننا أقسمنا أن نكون إلى جانبكم في السراء والضراء، وعدم العودة إلى الفراغ الذي تدفعون تكلفته وحدكم في كل مرة.
لقد عانيتم كثيرا بالفعل، ولكننا اليوم معكم، وسنمد أيدينا لكل الذين يريدون العمل إلى جانبنا في مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة للتخفيف من معاناتكم وتحقيق تطلعاتكم، وتجاوز ما نحن فيه.
سنستمد قوتنا من صبركم وتضحياتكم، من الشباب الذين لا يكترث الانقلابيون لمستقبلهم، من المرأة التي ينكرون حقوقها، من النازحين والمشردين واللاجئين في كل مكان، ومن ابطالنا في القوات المسلحة والامن والمقاومة الشعبية، المرابطين في الصحارى، والجبال الذين أثبتوا أن ستة عقود من الحرية والنظام الجمهوري، لا يمكن إعادتها إلى الوراء، ومن اشقائنا الذين سطروا معنا ملاحم تاريخية، ومن علمائنا المعتدلين في كل مكان الذين انتصروا لقيم السلام في التعايش والمحبة، والامنيات بالخير والصلاح لكل شعوب العالم.
عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير
والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
- المقالات
- حوارات