حذرت منظمة حقوقية من خطر انهيار الهدنة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن، جراء استمرار ميليشيا الحوثيين في استهداف المدنيين، خاصةً في تعز التي تفرض عليها حصاراً خانقاً منذ نحو سبع سنوات.
وقالت منظمة "سام" للحقوق والحريات، في بيان، إن استمرار ميليشيا الحوثي في ارتكاب الخروقات، والتي كان آخرها عمليتي قنص استهدفت مدنيين اثنين في تعز المحاصرة الجمعة، يهدد بانهيار الهدنة.
وأشار البيان إلى أن حادثتي القنص تأتيان بعد أقل من 48 ساعة على وفاة مدنيين برصاص ميليشيا الحوثي، وأيضاً بعد مرور ثلاثة أيام فقط من إعلان المبعوث الأممي تمديد الهدنة الأممية لشهرين إضافيين.
وأورد البيان بأن ميليشيا الحوثي تسعى من خلال هذه الخروقات إلى رفع سقف شروطها، والحصول على مكاسب سياسية تحت مبرر "مزايا إنسانية واقتصادية" لا سيما وأن هناك إصرارا دوليا على إنجاح التهدئة في اليمن، رغم فشل الهدنة الأولى في تحقيق أهم بنودها وهو رفع الحصار عن تعز، التي يحاصرها الحوثيون منذ عام 2016.
ودعا البيان المجتمع الدولي "لضرورة التدخل وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين، وإجبار كافة أطراف الصراع على إنهاء الانتهاكات المتكررة بحق المدنيين وتشكيل لجنة تقصي حقائق في تداعيات هذه الانتهاكات".
كما طالب بتشكيل "لجنة رقابة دولية لحماية اتفاق الهدنة، تشرف عليها دول محايدة، كخطوة أولى تمهيداً للخروج بحل نهائي يضمن إنهاء حالة الصراع المستمرة، وإرساء سلام دائم في اليمن".
وأمس السبت، أعلن مركز حقوقي مقتل وإصابة خمسة مدنيين بينهم طفلان في مدينة تعز المحاصرة بنيران ميليشيا الحوثي، منذ إعلان المبعوث الأممي تمديد الهدنة للمرة الثالثة في اليمن لشهرين آخرين.
وقال مركز تعز الحقوقيTHRC إنه "وثق على مدى أربعة أيام منذ إعلان تمديد الهدنة، مقتل اثنين من المدنيين (مسن وطفل) وإصابة ثلاثة آخرين بينهم طفل".
وأضاف أن جميع الضحايا تم استهدافهم من قبل قناصة جماعة الحوثي التي تستمر بفرض حصار مطبق على مدينة تعز واستهداف الأحياء السكنية والشوارع والأسواق المزدحمة بقذائف المدفعية ونيران القناصة.
صمت مخزي
في سياق متصل أدانت الحكومة اليمنية، تصعيد مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، من جرائم استهداف المدنيين في مدينة تعز.
وأوضح وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، في تصريح صحفي امس، أن قناصة مليشيا الحوثي المتمركزة بتلة معسكر الامن المركزي، استهدفت المواطنين اثناء صلاة الجمعة في حي كلابة شمال شرق المدينة، ما أدى إلى إصابة محمد مهدي عبدالله 18 عاما وأنور العبسي 21 عاما، أحدهم في حالة خطيرة.
وأشار الإرياني، إلى أن مليشيا الحوثي الإرهابية تواصل خروقاتها واستهدافها الممنهج وقتلها المتعمد للمدنيين في مدينة ومحافظة تعز، بنيران القناصة وقذائف الهاون والمدفعية، وحصارها الظالم على المحافظة الأكثر كثافة سكانية في اليمن للعام السابع على التوالي، في ظل صمت دولي مستغرب وغير مبرر.
وطالب وزير الإعلام، المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان، بإدانة واضحة لجرائم القتل اليومي للمدنيين بمحافظة تعز، وملاحقة المسؤولين عنها باعتبارها "جرائم حرب"، والضغط على مليشيا الحوثي للالتزام بالهدنة وإنهاء الحصار بشكل فوري عن تعز.
- المقالات
- حوارات