كشفا رئيسا مجلس النواب والوزراء عن حقائق هامة في خطابين منفصلين الى رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي بمناسة الذكرى ال 61 لثورة 26 سبتمبر
حيث قال رئيس مجلس النواب لشيخ سلطان البركاني في برقيته المرفوعة لفخامة الرئيس : يسرنا في هيئة رئاسة مجلس النواب واعضائه أن نهنئكم تهنئة طيبة مباركة بمناسبة الذكرى الواحدة والستين لثورة السادس من سبتمبر المجيدة ونهنئ شعبنا اليمني العظيم والصابر وذلك الرعيل الذي نظروا ذات يوم إلى المستقبل فأرادوه حراً كريماً لليمن وأبنائها.
لقد أرادوا التخلص من العبودية واستغلال الدين في تطويع الشعب لهمجية الحكم السلالي واذلاله ونهب خيراته ومقدراته وقدموا مــن أجــل ذلك تضحـيات جساماً حتى انبلجت الثورة الخالدة، سبتمبر واكتوبر اللتان توجتا بالثاني والعشرين من مايو بإعادة لحمة الوطن الكبير، تلك المسيرة الممتدة التي تبلور خلالها اليمن الحديث واشتد عوده ليقف على قدمين ثابتتين حتى أوتي بالغدر على حين غفلة، وبالطعنة النجلاء في ظهر الثورة واهدافها ولكنها حية باقية ستنهض من جديد.
إننا على يقين، من قوة عزيمتنا معًا، في الاستمرار بخطى ثابتة وواثقة في الطريق الذي اخترناه ولا رجعة فيه ، طريق الثورة والجمهورية والديمقراطية وهزيمة المليشيات الامامية الكهنوتية ، من أجل العودة إلى الجمهورية والديمقراطية والتنمية والازدهار ، وتصحيح الواقع الذي دمرته تلك المليشيات والنهوض بوطننا العزيز وتحقيق طموحات شعبه الكريم، في حاضر ومستقبل مشرق، يظلله الأمن والاستقرار، وتزدهر فيه التنمية والرخاء.
إن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي نحتفل بذكراها الواحد والستين والتي توهجت شعلتها في مثل هذه الليلة من عام 1962م كانت ثمرة لنضالات الآباء التي أخذت سنين من الكفاح والتضحية حتى انفجر الضوء البهيج من عتمة الليل الامامي الكئيب ايذاناً بانتهاء أشد فترات التاريخ اليمني ظلاماً وانغلاقاً وتخلفاً ولا مجال لعودة ذلك الليل لأن الثورة اليوم تسكن في قلوبنا وفي حدقات أعيننا وتجري في أوردتنا وشرياناتنا جريان الدم.
لقد كشفت العصابة السلالية الحوثية الحاقدة عن وجهها الأمامي القبيح وقدمت لكل من لم يجايل بؤس الحكم الكهنوتي صورة واضحة تنز بذلك العهد الذي ثار عليه أباؤنا وحطموا قرونه وانيابه باذلين الغالي والنفيس من الدم والمال لانتزاع الحياة الكريمة لشعب عانى الويلات وتجرع المرارات، وإننا على ذلك النهج سائرون غير مترديين ولا قانطين.
لقد انكشفت الميليشيات الحوثية كلياً للشعب اليمني شمالاً وجنوباً، باعتبارها وسيلة ايرانية خالصة وباعتبارها أداة موت ودمار وفقر وتجويع وبؤس وعذاب، وانكشفت باعتبارها جماعة سلالية تسعى لتكريس عرق على حساب شعب كامل، وانكشفت باعتبارها جماعة تمارس الدجل باسم الله والشعوذة باسم رسوله الكريم، وانكشفت باعتبارها جماعة فاشية نازية فاسدة ناهبة سارقة مستنفرة، جماعة يرفضها الشعب والاقليم والعالم ويلفظها الزمن على اتساعه، جماعة لا تنتمي لقيم العصر وقيم الحياة، وحولت اليمن الى مقبرة ودار عزاء والساحات جنائز ومباكي، وادخلت الحزن إلى كل قلب، والفقر إلى كل بيت، والخوف إلى كل اب وكل أم.
الأخ رئيس مجلس القيادة
الإخوة أعضاء مجلس القيادة
إننا اليوم ونحن نعيش وقع الجريمة البالغة والمريرة ونرى ما أصاب بلادنا ولحق بشعبنا منذ تسعة أعوام من ضرر طال كل جوانب الحياة، ندرك قيمة الثورة المجيدة التي اطاحت بالنظام الامامي الكهنوتي، وندرك أن هذه المليشيات التي يتزعمها فاشل فاشي ارعن هي امتداد سلالي وفكري للنظام الذي ثار عليه شعبنا في السادس والعشرين من سبتمبر عام ٦٢ميلادية، وندرك أكثر أن الخلاص من هذه المعاناة لن يتحقق لشعبنا إلا بنضالات تسقط هذا الكابوس كما اسقطه الآباء، وندرك أن السلام مع هذه العصابة ليس سوى كونه ضرباً من التعايش مع الثعابين والعقارب التي لا تؤمن بسلام ولا شراكة ولا حقوق، وندرك تمام الادراك أنه يتوجب علينا رص كل الصفوف والجهود في سبيل معركة استعادة اليمن وجمهوريتها دون يأس أو كلل او وهن وإن حاجتنا اليوم في أشد ما تكون إلى رص صفوفنا وتوحيد جبهاتنا والتآزر من أجل استعادة دولتنا وهويتنا وكرامة كل مواطن جرى خدشها والتطاول عليها.
إن كل صوت ضد هذه الجماعة هو صوت الثورة وكل يد مقاومة هي يد الثورة، وكل سلاح يمّمَ وجهته تحرير صنعاء هو سلاح الثورة، كما لا ننسى هنا أن نتقدم بالشكر الجزيل للأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وحكومتهم الرشيدة وشعب المملكة العزيز على ما قدموه من دعم واسناد لشعبنا في معركته الفاصلة.
ولا يفوتني ان اتوجه بالتهنئة والشكر والعرفان للأبطال الميامين في كل ميادين الواجب، والتحية لكل أبناء شعبنا الصابر المرابط في كل محافظة ومديرية وقرية ومترس في عموم اليمن الكبير، والرحمة والغفران والخلود للشهداء الأبرار من رجالات الجيش والمقاومة ولشهداء ثورة سبتمبر واكتوبر، عاشت الثورة سبتمبر واكتوبر.. عاش اليمن حراً سعيداً أبيا.
،وفي السياق ذاته رفع رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك سعيد برقية تهنئة مماثلة إلى فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، وأعضاء مجلس القيادة، والى كافة أبناء الشعب اليمني العظيم في الداخل والخارج بمناسبة الاحتفالات بالعيد الوطني الـ 61 لثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة.
وعبر رئيس الوزراء، باسمه ونيابة عن أعضاء الحكومة عن أسمى آيات التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الوطنية الخالدة، والتي بددت دياجير الظلام وقضت على كهنوت الإمامة البائد.
وقال " ان لثورة 26 سبتمبر دلالات ومعان مختلفة وساطعة البروز، ولأن الأشياء تتمايز أكثر في حضور أضدادها فإن الردة الإمامية الظلامية القبيحة التي عادت في عباءة الحوثية قد أعادت تذكير كل يمني ويمنية بمدى عظمة الثورة التي اقتلعت نظام الإمامة وبأنها كانت حاجة ملحة وضرورة تاريخية ووطنية وإنسانية لا غنى عنها، وليس لها أي بديل من البدائل التوافقية أو الانتظار حتى تصلح الإمامة نفسها وتتغير بما يتوافق مع العصر".
وأوضح الدكتور معين عبدالملك، ان ثورة السادس والعشرين من سبتمبر مثلت عملاً تحررياً إنسانياً في المقام الأول قبل الحديث عن مضامينها السياسية، وذلك بما فعلته من تحرير الإنسان اليمني في شمال الوطن من ظلمات القرون الغابرة وتخلفها وخرافاتها وأمراضها وبؤسها وإماطة ستائر العزلة التي كانت مضروبة عليه ليعانق انوار الحرية وتطل عليه شموس الخضارة المعاصرة والتقدم الإنساني والفكري والمعرفي، والتشارك الثقافي والحضاري مع شعوب العالم وأممه ومحاولة اللحاق بما حققته من تطور وتقدم.
ولفت الى دلالات سبتمبر الوطنية والسياسية والاجتماعية فهي كانت وستظل مقرونة بالمواطنة والجمهورية بوصفهما أعظم منحتين قدمتهما، فنقلت أفراد الشعب من مسودين مسخرين لخدمة أسياد إلى مواطنين متساوين تحت مبدأ المواطنة، ومن رعية يسودهم متسلطون بدعوى خرافة الاصطفاء السلالي إلى محكومين وحكام وفق مبدأ الجمهورية حيث منصب الحاكم ليس سوى وظيفة عامة تخضع للمساءلة والحساب.
وثمن رئيس الوزراء، التضحيات الجسيمة التي قدمها اولئك الرعيل الأول من الثوار والمناضلين والذين واجهوا الموت ليهبوا لنا الحياة.. مترحما على أرواح كل شهداء الوطن الابرار الذين يواصلون مسيرة النضال للحفاظ على الثورة والنظام الجمهوري، والدعوة بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
- المقالات
- حوارات