
في مشهد يعكس عمق الأزمات التي تعصف بالعالم العربي، اجتمع البرلمان العربي في القاهرة لعقد مؤتمره السابع، الذي جاء في وقت حرج يتطلب من القادة العرب اتخاذ قرارات جريئة ومصيرية. مثلا اليمن في المؤتمر كل من رئيس البرلمان االشيخ سلطان البركاني ورئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد عبيد بن دغر.
كلمة اليمن في المؤتمر القاها، الشيخ سلطان البركاني، أكد فيها أن الشعوب العربية تعوّل على هذا المؤتمر لتشكيل موقف حاسم في مواجهة ما وصفه بـ"العبث بالحقوق الوطنية للشعوب"، مشيرًا إلى أن أي محاولة لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم لن تكون إلا جريمة تاريخية تستوجب التصدي الفوري.
رسالة صارخة ضد مخططات التهجير
ركز البركاني في كلمته على القضية الفلسطينية باعتبارها "القضية المركزية للأمة"، محذراً من خطورة مخططات التهجير التي تستهدف الشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن هذه المحاولات ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين، والتي تسعى إلى تحويل أراضيهم إلى "منتجعات سياحية" على حد تعبيره. وقال: "ما كنت ولا أنتم لنصدق أن الزمان سيمتد بنا إلى أن نسمع أن هناك من يريد إخراج شعب بأكمله من وطنه بغية تحويله إلى منتجع سياحي يجلب الفرحة والسرور لمرتاديه".
وفي هذا السياق، أكد البركاني على ثلاثة مبادئ أساسية يجب أن تكون حاضرة في أي نقاش يتعلق بالقضية الفلسطينية:
- التمسك بالوطن وهوية الشعب الفلسطيني.
- رفض التهجير بكل أشكاله والتأكيد على حق العودة كجزء لا يتجزأ من الذاكرة الوطنية الفلسطينية.
- استبدال فكرة المنتجعات السياحية بإعادة الإعمار وإحلال السلام العادل والشامل.
إدانة واضحة للسياسات الإسرائيلية
وجه البركاني انتقادات لاذعة للسياسات الإسرائيلية التي وصفها بأنها "لا تتوقف عن ممارسة الإجرام"، مشيراً إلى توسع الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والجولان وجنوب لبنان. كما أشاد بمواقف مصر والأردن والسعودية التي وصفها بأنها "قلعة العروبة وحصنها المنيع"، حيث رفضت تلك الدول بشكل قاطع أي محاولات للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كانت "بوصلة التحكم في مسار القضية الفلسطينية"، مؤكداً على ضرورة الاستمرار في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
دعوة إلى العمل البرلماني الموحد
شدد البركاني على أهمية دور البرلمانات العربية في تحرير الحكومات من قيود التردد والخوف، مؤكداً أن النقاش حول قضايا الشعوب العربية يجب أن يكون صريحاً وواضحاً دون مواربة. وقال: "إن عملنا البرلماني يتطلب منا أن نتحرر عن بعض القيود التي تكبّل الحكومات، وأن يكون نقاشنا لا يحتمل اللبس أو المواربة في قضية شعب يموت أطفاله ونساؤه وشيوخه أمام أعيننا".
كما أشاد بصمود الشعب الفلسطيني في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية، واصفاً إياه بأنه "درس لن يُنسى" للمحتل. وأكد أن الصمود الفلسطيني هو مصدر إلهام للأمة العربية بأسرها.
مصادفات تاريخية تحمل رسائل أمل
في ملاحظة ذات دلالة رمزية، أشار البركاني إلى أن انعقاد المؤتمر يتزامن مع ذكرى قيام أول وحدة عربية بين مصر وسوريا في 22 فبراير 1958، وكذلك مع يوم التأسيس للمملكة العربية السعودية. واعتبر هذه المصادفات "بشرى بالأمل والرجاء" لاستعادة الوحدة العربية وتعزيز التعاون بين الدول العربية.
دعم الجهود الدبلوماسية
من جانبه، أعلن رئيس البرلمان العربي، محمد اليماحي، أن الوثيقة البرلمانية وخطة التحرك التي تم إعدادها خلال المؤتمر سيتم رفعها إلى القادة العرب خلال القمة العربية الطارئة المقرر عقدها في القاهرة. وأكد أن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز التكامل بين الدبلوماسية البرلمانية والدبلوماسية الرسمية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة.
ختاماً: نداء للوحدة والتضامن
اختتم البركاني كلمته بتوجيه نداء صادق للقادة العرب، مستشهداً بكلمات الرئيس المصري الراحل أنور السادات التي ألقاها أمام الكنيست الإسرائيلي، والتي أكد فيها أن "السلام لن يكون قائماً إلا على أساس العدالة". ودعا القادة العرب إلى اتخاذ موقف حازم وقوي يضع الحق في نصابه ويضع حداً للتجاوزات الإسرائيلية.
في نهاية الجلسة، أعرب المشاركون عن تقديرهم العميق للجهود التي بذلتها مصر وقطر في قيادة مراحل التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدين أن الصبر والمثابرة هما المفتاح لتحقيق السلام العادل والشامل.

- المقالات
- حوارات