الرئيسية - محافظات وأقاليم - القاهرة.. الرئيس العليمي يضع الحل العادل للقضية الفلسطينية شرطًا أساسيًا لاستقرار الشرق الأوسط
القاهرة.. الرئيس العليمي يضع الحل العادل للقضية الفلسطينية شرطًا أساسيًا لاستقرار الشرق الأوسط
الرئيس العليمي يدعو إلى حل عادل للقضية الفلسطينية كمفتاح للاستقر
الساعة 09:49 مساءاً (الميثاق نيوز - خاص)

 

القاهرة — الميثاق نيوز-  في خطاب جريء أمام القمة العربية غير العادية التي انعقدت يوم الثلاثاء في القاهرة، أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، أن تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط يتطلب حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وشدد على أن التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة تشكل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي والدولي.

"لا بديل عن حل الدولتين"
في كلمته أمام القادة العرب، قال الرئيس العليمي إن "نجاح أي مقاربة سياسية لتحقيق الاستقرار الشامل والمستدام في المنطقة مرهون بحل الدولتين"، مشيراً إلى أن إنهاء النفوذ الإيراني المزعزع للاستقرار وإنهاء الصراعات المسلحة من خلال تحرك جماعي هي الخطوات الأساسية نحو بناء نظام إقليمي قائم على السلم والتنمية.

وأضاف: "فلسطين ستظل القضية المركزية للدول والشعوب العربية، ولن يتمكن أحد من ردع مشاريع الاحتلال التوسعية عبر الشعارات الرنانة أو المغامرات الطائشة". ودعا إلى توجه استراتيجي جماعي يدعم الموقف الفلسطيني الموحد ويقوي التعاون العربي الدولي لتطبيق قرارات الشرعية الدولية.

رسالة واضحة إلى الجهات الانتهازية
الرئيس أشار إلى أن الأحداث التي أعقبت السابع من أكتوبر 2023 قدّمت دروساً لا يمكن تجاوزها، مؤكداً أن الجهات والجماعات التي حاولت استغلال معاناة الشعب الفلسطيني لتحقيق مكاسب سياسية أو أمنية قد توارت اليوم عن المشهد. وقال: "حينما يتعلق الأمر بجبر الضرر وتشارك الآلام والخسائر، تظهر الحقائق الحقيقية".

دعم عربي وإقليمي لتحقيق التعافي الفلسطيني
جدد العليمي موقف الجمهورية اليمنية الثابت في دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، مطالباً برفض مشاريع التهجير والاستيطان والتجويع التي ينتهجها اليمين الإسرائيلي المتطرف. كما أعلن دعم اليمن الكامل لمواقف مصر والأردن والخطة العربية للتعافي والإعمار في فلسطين، مشدداً على ضرورة تسريع تنفيذ هذه الخطة لإفشال رهانات الاحتلال الإسرائيلي بتحويل غزة إلى مكان غير قابل للعيش.

إشادة بالدور المصري والسعودي
أشاد الرئيس  العليمي بدور مصر في الدعوة إلى انعقاد القمة العربية غير العادية، معتبراً ذلك خطوة استراتيجية تعكس الإجماع العربي في مواجهة التحديات المتشابكة التي تواجه الأمة. كما أشاد بجهود المملكة العربية السعودية التي سخرت مواردها خلال الأشهر الماضية لعقد اجتماعات طارئة دعماً للقضية الفلسطينية.

الانتقال السياسي في لبنان وسوريا
وفي سياق آخر، أعرب العليمي عن تطلعه إلى دعم عربي ودولي لجمهورية لبنان وسوريا في تحقيق انتقال سياسي ناجح يحفظ السلم الأهلي ويحقق التنمية الاقتصادية. وأكد أن هذا الانتقال يمكن أن يكون نموذجاً للسيادة الوطنية واستقرار الأمن الإقليمي.

ختاماً
خطاب الرئيس العليمي يعكس رؤية شاملة لمعالجة التحديات الإقليمية من خلال التعاون العربي والدولي. ومع تصاعد التوترات في المنطقة، تسعى اليمن إلى لعب دور أكثر فاعلية في بناء نظام إقليمي مستقر ومزدهر.

 

    
وفيما يلي نص الخطاب:
الحمد لله القائل: "وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ ٱقْتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمْ أَوِ ٱخْرُجُواْ مِن دِيَٰرِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ".

أخي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس القمة العربية غير العادية،،
اخي جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة، رئيس الدورة الثالثة والثلاثين لمؤتمر القمة العربية،،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط،،
أصحاب المعالي والسعادة،،
اسمحوا لي في البداية أن أتقدم لكم بخالص التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، الذي نسأله تعالى ان يعيده وقد تحققت لبلداننا وشعوبنا وفي المقدمة الشعب الفلسطيني، كل ما يتطلعون اليه في السلام والامن والاستقرار، والتنمية.

وكل الشكر والتقدير للأشقاء في جمهورية مصر العربية، بقيادة أخي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، على الاستضافة الكريمة لهذه القمة الاستثنائية.

أصحاب المعالي والفخامة والسمو،،
ان انعقاد هذه القمة غير العادية، يحمل دلالات استراتيجية مهمة لناحية الاجماع العربي في الاستجابة العاجلة لقضايا الامة وتحدياتها المتشابكة، امتدادا لجهود الاشقاء في المملكة العربية السعودية الذين سخروا جهودهم على مدى الأشهر الماضية لعقد مثل هذه الاجتماعات الطارئة، وحشد المواقف العربية والإسلامية الى جانب شعبنا الفلسطيني، وقضيته العادلة في لحظة مفصلية مليئة بالتحديات التي ترقى الى مستوى التهديد الوجودي.

أصحاب الجلالة، والفخامة والسمو،،
لقد قدمت لنا الوقائع المتعاقبة منذ السابع من أكتوبر، حقائق، ودروسا لا يمكن تجاوزها في مقارباتنا لقضايا المنطقة.

وفي مقدمة هذه الحقائق، انه لا بديل عن الحل العادل للقضية الفلسطينية كخيار رئيسي لبناء نظام إقليمي ينعم بالسلم، والاستقرار، والتنمية، وينهي بؤر الفوضى، والخراب.

كما اثبتت الوقائع، ان فلسطين ستظل هي القصية المركزية للدول والشعوب العربية، وان مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية لا تتم من خلال الشعارات الرنانة، او المغامرات الطائشة، بل عبر توجه استراتيجي جماعي، يساند الموقف الفلسطيني الموحد، ويعمق عرى التعاون، وبناء التحالفات حول العالم من اجل انفاذ قرارات الشرعية الدولية، وحماية مصالح شعوبنا، وامنها القومي بمفهومه الشامل.

وقد رأينا كيف ان الجهات، والجماعات الانتهازية التي حاولت التربح سياسيا، او امنيا من استمرار الحرب، والوجع الفلسطيني، قد توارت اليوم عن الصورة، حينما بلغ الصراع مرحلة مفصلية، وحينما يتعلق الامر بجبر الضرر، وتشارك الآلام، والخسائر، بينما كان الموقف العربي الرسمي، والنهج الديبلوماسي القائم على التكامل، والواقعية، في صدارة الجهود التي قادت الى إيقاف آلة الحرب الإسرائيلية في غزة، والضغط من اجل انهاء العدوان على لبنان.

وأننا من هذا المنبر نجدد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني، ودعم حقه الأصيل في إقامة دولته كاملة السيادة، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، ورفض مشاريع التهجير، والاستيطان، والتجويع، التي يقاومها الشعب الفلسطيني، بصموده، وتمسكه المستميت بأرضة.
كما نؤكد دعمنا الكامل لمواقف الاشقاء في مصر والأردن، والخطة العربية للتعافي والاعمار بكافة مراحلها، وحشد التمويلات الإقليمية والدولية اللازمة لإتمامها بمشاركة الشعب الفلسطيني، وسلطته الشرعية، والتشديد على تسريعها لإفشال رهانات اليمين الاسرائيلي المتطرف بتحويل غزة الى مكان غير قابل للعيش.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،،
اننا في الجمهورية اليمنية نحيي العهد الجديد في الجمهورية اللبنانية بقيادة الرئيس جوزيف عون، كما نحيي القيادة الجديدة للجمهورية العربية السورية ممثلة بالرئيس احمد الشرع.

وأننا نتطلع بكل صدق، الى دعم عربي ودولي للبلدين الشقيقين ليكونا نموذجا ناجحا للانتقال السياسي الذي يحفظ السلم الاهلي، ويجسد سيادة الدول، وحقها الحصري في اتخاذ قراري السلم والحرب، ويحقق التنمية الاقتصادية كمورد استقرار لمنظومة الامن العربي والإقليمي.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
خلافا لما يتوقع البعض من احتمالات التهدئة من جانب النظام الايراني، فإن طهران تتجه اليوم الى تعظيم استثمارها في المليشيات الحوثية، لتعويض خسائرها في لبنان، وسوريا، وبالتالي مفاقمة معاناة الشعب اليمني، واستمرار انتاج الازمات، والحروب، والهجمات الارهابية العابرة للحدود، واستنزاف الموارد العربية، وعسكرة ممراتها المائية.

لذلك نجدد التأكيد ان نجاح أي مقاربة سياسية لتحقيق الاستقرار الشامل والمستدام، مرهون بإنهاء النفوذ الإيراني المزعزع للأمن والسلم الدوليين، والتحرك الجماعي لتصفير النزاعات المسلحة، وتعزيز دور المجموعة العربية في ردع خطر المليشيات الحوثية، والالتحاق بقرار تصنيفها منظمة إرهابية، الذي دخل حيز التنفيذ هذا اليوم.

شكرا لكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص