
هنأ الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي ، الشعب اليمني بمناسبة عيد الفطر المبارك، معربًا عن أمله في أن يُعيد المناسبة "بتحقيق النصر العظيم، وتبدد سحب الحرب، وانبثاق فجر السلام".
جاء ذلك في خطابٍ مُطولٍ سلط خلاله الضوء على إنجازات المجلس خلال الذكرى الثالثة لتأسيسه، والتحديات التي تواجهها البلاد، مُحمِّلًا مليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن تعميق الأزمة الإنسانية والاقتصادية.
إنجازات المرحلة الانتقالية:
أكد العليمي أن مجلس القيادة الرئاسي، الذي تأسس في أبريل 2022 برعاية تحالف دعم الشرعية، نجح في نقل البلاد "من الانقسام إلى العمل الجماعي"، مشيرًا إلى إعادة تنشيط مؤسسات الدولة في عدن والمحافظات المحررة، وتعزيز الإصلاحات العسكرية والأمنية التي "أفشلت أي اختراق حوثي ميداني". وأشار إلى تحسين أداء البنك المركزي، وانتظام صرف الرواتب نسبيًا رغم "الأزمة التمويلية الحادة"، معتبرًا إنشاء هيئة العمليات المشتركة نقلةً نوعيةً لتوحيد القرار العسكري.
الحوثي وتعطيل السلام:
حمّل العليمي مليشيا الحوثي مسؤولية استمرار الحرب، مُنددًا بهجماتها "الإرهابية" على المنشآت النفطية التي أوقفت الصادرات، وأدت إلى خسارة الموازنة 60% من مواردها، وتدهور العملة الوطنية. ووصف تصرفات المليشيا بـ"المغامرات الطائشة"، كاختطاف طائرات مدنية واستهداف الملاحة الدولية، ما أدى إلى "عسكرة المياه الإقليمية وتعميق الأزمة".
ورفض المليشيا "مشروع الإمامة المدعوم من إيران"، مؤكدًا أن المجتمع الدولي بدأ يُدرك خطورته، ما يُشكل "نقطة تحول نحو العد التنازلي لسقوطه".
دعوة للوحدة وشكر للداعمين:
دعا العليمي اليمنيين إلى "الاصطفاف حول المشروع الوطني" ودعم القوات المسلحة، معتبرًا أن "بشائر النصر" باتت قريبة، خاصةً مع "تعزيز العقوبات الدولية على الحوثيين".
كما قدّم شكرًا خاصًّا للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لدورهما في "دعم الشرعية وتخفيف معاناة الشعب"، مُشيدًا بمواقفهما "المشرفة".
اعتراف بالقصور وتفاؤل بالمستقبل:
اعترف العليمي بوجود "قصور في معالجة بعض الملفات الحيوية"، كتباطؤ عودة كوادر الدولة للداخل، وضعف الإيرادات، لكنه أكد أن استعادة الدولة "هدف لا نحيد عنه"، معربًا عن ثقته بأن "تحرير صنعاء صار قريبًا بفضل إرادة الشعب".
واختتم خطابه بتوجيه التحية للشهداء والجرحى، قائلًا: "السيادة للشعب.. والمجد للشهداء.. والحرية للمعتقلين".
يأتي الخطاب في وقتٍ تشهد فيه اليمن تصعيدًا عسكريًّا في البحر الأحمر، مع استمرار الحوثيين في استهداف السفن، رغم الضربات الدولية. كما تُواجه الحكومة اليمنية تحدياتٍ اقتصاديةٍ غير مسبوقة، وسط تفاؤل دولي بإمكانية تحقيق تسوية سياسية تدعمها الأمم المتحدة.
نص الكلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين.
يا ابناء شعبنا العظيم في كل مكان،،
يا ابطال قواتنا المسلحة والامن المرابطون في مختلف ميادين العزة والكرامة والاباء،،
باسمي واخواني اعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، اهنئكم بمناسبة عيد الفطر المبارك، سائلًا المولى سبحانه وتعالى أن يُعيده علينا وقد تحقق النصر العظيم، وتبددت سحب الحرب، وانبثق فجر السلام، واستعاد وطننا الحبيب مؤسسات دولته المغتصبة، و أمنه، واستقراره، وسيادته.
أيتها الاخوات المواطنات، أيها الاخوة المواطنون،،
مثلما كان شهر رمضان محطة ايمانية للعطاء والتقرب الى الله تعالى، فقد كان أيضا بالنسبة لنا فرصة لمراجعة الاولويات، وتقييم الذات، واستلهام العبر من انتصارات مضت، والاستعداد لأخرى قادمة بمشيئته تعالى، تتويجا لسنوات صبركم، وصمودكم.
احدثكم اليوم من مدينة عدن التي قهرت قبل عقد من الان، الإرهاب الحوثي الامامي، وتحولت الى رمز للمقاومة، وعاصمة للمشروع الوطني من اجل المستقبل الذي تستحقون.
وفي مثل هذه الايام أيضا انطلقت "عاصفة الحزم" بقيادة الاشقاء في المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة كأعظم تحالف عربي مشترك لردع مشروع الامامة الجديدة، المدعوم من النظام الإيراني التوسعي، والدفاع عن هوية امتنا، وامنها القومي، وهي جميعها مناسبات تبعث على الفخر، والامتنان لصانيعها الشجعان.
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم،،
يحل هذا العيد المبارك، تزامنا مع قرب حلول الذكرى الثالثة لتأسيس مجلس القيادة الرئاسي، في السابع من أبريل 2022، وهي محطة أخرى مفصلية، التزم فيها شركاء المصير من كافة المكونات السياسية وبرعاية من اشقائنا في تحالف دعم الشرعية، بنقل البلاد من الانقسام والفرقة، إلى العمل الجماعي، ومن حالة الحرب الى حالة السلم الذي يحقق تطلعات جميع اليمنيين في انهاء الانقلاب، وإعادة بناء دولتهم على أساس من العدل، والمساواة والمشاركة في السلطة والثروة.
وبفضل دعم الاشقاء، والأصدقاء واصل مجلس القيادة الرئاسي العمل على اولويات المرحلة الانتقالية بموجب اعلان نقل السلطة، لادارة الدولة سياسيا وعسكريا وامنيا، وإعادة بناء المؤسسات في العاصمة المؤقتة عدن، والمحافظات المحررة، ومساندة الحكومة في تأمين التزاماتها الحتمية، وتعزيز كفاءة البنك المركزي، والمالية العامة، والانتظام النسبي بدفع رواتب الموظفين، رغم الازمة التمويلية الحادة التي صنعتها الهجمات الارهابية الحوثية على المنشآت النفطية.
وحرصا على عدم تكرار نوبات الصراع بين مكونات الشرعية، وعملا بمبدأ المسؤولية الجماعية، اقر مجلس القيادة الرئاسي، استراتيجية شاملة للتعاطي مع تحديات المرحلة، واستحقاقاتها المستقبلية للمرة الأولى منذ انقلبت المليشيات الإرهابية على التوافق الوطني، كما توجت هذه الفترة بإنجاز المسودة النهائية للقواعد المنظمة لعمل المجلس، وهيئاته المساندة.
ورغم تعقيدات المرحلة، تمكن مجلس القيادة، من المضي قدما في اعادة تنشيط مؤسسات الدولة وعلى رأسها القضاء وسلطات انفاذ القانون، ومكافحة الفساد، وتثبيت الأمن في المحافظات المحررة، كما قادت الاصلاحات في اطار المؤسستين العسكرية والامنية، الى تعزيز قدرة الردع ضد هجمات واعتداءات المليشيات الحوثية الإرهابية التي فشلت في تحقيق اي اختراق ميداني على الارض منذ تشكيل المجلس، في حين مثل انشاء هيئة العمليات المشتركة، نقلة نوعية لتوحيد القرار بين كافة الوحدات، والتشكيلات العسكرية، عملا بمبدأ وحدة الجبهات، والمصير المشترك.
كما اسهمت بعض السياسات والقرارات بما فيها تفعيل اللجنة الامنية العليا في التعاطي الحازم مع مخططات التنظيمات الارهابية التي اودت في السابق بأرواح عدد كبير من القادة، ومئات العسكريين والامنيين، والمواطنين الابرياء.
وعلى الصعيد الخارجي، التزم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، سياسة متوازنة في خدمة المصالح العليا للبلاد، والحفاظ على وحدة المجتمع الدولي وموقفه الداعم للشرعية، موظفا في سبيل ذلك كل الإمكانيات التي افضت الى التحولات المهمة التي تشهدونها اليوم، فضلا عن استقرار وزارة الخارجية للمرة الأولى منذ سنوات في العمل من الداخل ضمن إصلاحات طموحة في السلك الدبلوماسي، وزيادة عدد السفراء المعتمدين لدى بلادنا، وانتقال انشطة المنظمات الدولية، والقطاع الخاص بما يعزز المركز القانوني للدولة في العاصمة المؤقتة عدن، والمحافظات المحررة.
وقد كانت إدارة مجلس القيادة الرئاسي لملف السلام، موجهة بعناية لخدمة هذا الهدف، و تقديم مشروع اليمنيين، وتطلعاتهم بأفضل صورة ممكنة، وتعرية المليشيات، ورؤيتها العدائية لمستقبل البلاد، واجيالها المتعاقبة..وقد تعاملنا في ذلك كدولة مسؤولة عن جميع مواطنيها في كل مكان.
ولا شك ان سلطات الدولة، والهيئات المساندة لمجلس القيادة الرئاسي، والمكونات السياسية، و منابر الوعي المقاومة للمشروع العنصري، كان لها اعظم الأثر في تقديم خطاب مغاير، ودحض السرديات المضللة، وصولا الى هذا التغير الايجابي اللافت في موقف المجتمع الدولي كنقطة تحول نحو العد التنازلي لسقوط مشروع الامامة، وتحرير ما تبقى من الأراضي الواقعة تحت الاحتلال الإيراني.
وقد اكدنا -أيها الشعب العظيم- مرارا وتكرارا، ان وعيكم وصبركم، وتمسككم بمشروع الدولة، حتى في ذروة غضبكم على صانع القرار، مثل استفتاء حاسما على رفض مشروع الامامة وداعميه، والعمل المتكامل على تعميق عزلة المليشيات، وإبقاء بلدنا حاضرا في المحافل الدولية، كشاهد على إرادة أبنائه، وبناته التي لا تقهر.
أيها الشعب اليمني العظيم،،
لم يتردد مجلس القيادة الرئاسي، لحظة واحدة عن الإقرار بجوانب القصور في معالجة بعض الملفات الحيوية، بما في ذلك استمرار التباطوء في استقرار قيادات الدولة للعمل من الداخل، وتحسين الإيرادات، والحد من آثار التدهور الاقتصادي، والأوضاع المعيشية التي فاقمتها الهجمات الارهابية الحوثية على المنشآت النفطية وسفن الشحن البحري.
ان انهاء هذه المعاناة، وإعادة بلدنا الى مكانته الطبيعية كعضو فاعل في محيطه العربي والاسرة الدولية، لن يتحقق الا بتعزيز الاصطفاف الواسع حول المشروع الوطني، والتركيز على جذر المشكلة المتمثلة بالانقلاب على مؤسسات الدولة، ووضع بلدنا على طريق الاستقرار، والسلام المستدام.
ولعل أفضل مثال على صعوبة تحقيق انفراجة مستدامة، وشاملة للأوضاع في ظل استمرار الوضع الراهن، هو ما أقدمت عليه المليشيات الارهابية بعد ستة أشهر من تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، حينما ذهبت الى استهداف المنشآت النفطية، وقطع الطريق امام المبادرات المتاحة لدفع رواتب الموظفين في جميع انحاء البلاد، ومضاعفة التدخلات الحكومية للتخفيف من معاناة اليمنيين، وتحسين فرص عيشهم.
و منذ ذلك الحين، توقفت الصادرات النفطية، وخسرت الموازنة العامة نحو 60 بالمائة من مواردها، ما أدى الى تدهور سعر العملة الوطنية، والتضييق على سبل العيش، بينما استمرت المليشيات في مغامراتها الطائشة باختطاف موظفي الإغاثة، و الطائرات المدنية، والسفن التجارية، واطلاق وابل لا يتوقف من الصواريخ والمسيرات الإيرانية على الاعيان المدنية في الداخل وخطوط الملاحة الدولية، فكان الثمن هو المزيد من العقوبات، وعسكرة المياه الإقليمية، وتعميق الازمة الإنسانية، والاضرار بمصالح الشعب اليمني، خدمة لمصالح ايران ومشروعها التوسعي.
وبدلا من ان تبادر تلك المليشيات الى الامتثال لإرادة الشعب اليمني، والمجتمع الدولي، وانقاذ ماتبقى من أصول للقطاع المصرفي، ذهبت كعادتها الى البحث عن أعداء مفترضين، وتدشين مرحلة جديدة من التهديد بحروبها العبثية.
ولا نعتقد ان هناك حاجة لتوضيح ما يعنيه قرار التصنيف، وخلفياته، والالتزامات المترتبة عليه، لان سلوك المليشيات وانتهاكاتها الجسيمة، هي أفضل وأوضح من أي كلمات.
لذلك فإن مليشيا الحوثي الإرهابية، تتحمل كامل المسؤولية عن جلب هذه العقوبات، والتصعيد العسكري في البحر الأحمر وباب المندب، واستدعاء ضربات المجتمع الدولي، كرد كان متوقعا لردع هجماتها وقرصنتها على خطوط الملاحة الدولية، وسفن الشحن البحري، فضلا عن سجلها الملطخ بالعنف، والقتل، والإرهاب بحق اليمنيين واليمنيات، منذ انقلابها على التوافق الوطني، ظنا منها ان كل ذلك لن يمر دون عقاب.
ولكي يكون هذا الفعل الدولي، أكثر فاعلية لتحقيق السلم والامن الدوليين، يؤكد مجلس القيادة الرئاسي، الحاجة الملحة للشراكة المتكاملة، والعمل الوثيق على الارض مع الحكومة اليمنية لتحرير ما تبقى من ترابها الوطني، ووضع حد لتدخلات النظام الايراني، وحروبه المدمرة في اليمن، والمنطقة.
أيها الشعب اليمني العظيم،،
هذه هي المحطة التاريخية التي انتظرتموها طويلا، وعلى وجه الخصوص أهلنا في المناطق الخاضعة بالقوة للمليشيات الإرهابية، حيث تلوح بشائر النصر، وتشتد فيها الحاجة الى اصطفاف وطني حقيقي، وبناء جبهة جمهورية صلبة، وموحدة، تُنهي الانقلاب الامامي، وتُعيد للدولة حضورها، ولليمن دوره، ومكانته.
وإننا نعول كثيرًا على التفافكم المخلص حول القوات المسلحة والأمن، والمقاومة الشعبية، وكافة التشكيلات العسكرية، وتمجيد تضحياتها التي صنعت هذا الصمود، وجعلت آمالكم وامانيكم ممكنة التحقق.
كما لا ننسى التعبير عن عظيم امتناننا لسند بلدنا الدائم في السراء، والضراء، اشقائنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضامن، والمواقف المشرفة الى جانب شعبنا، وتخفيف معاناته، ودعم تطلعاته في الامن والاستقرار والسلام، والتنمية.
ايها اليمنيون الاحرار في كل مكان،،
هذه هي لحظة استعادة الحق التي لم يكن طريقنا اليها سهلا على مدى السنوات الماضية لولا صمودكم، ودعم حلفائنا الأوفياء.
وبفضل ذلك نحن اليوم اكثر ادراكا لتطلعاتكم، واولوياتكم من اجل العبور الى المستقبل، الذي يبدأ بتجاوز اثار الماضي، والخطابات المهزومة، والتفرغ لمعركة استعادة مؤسسات الدولة التي نعاهدكم انها ستظل هدفا لا نحيد عنه، وقريبة المنال بإذنه تعالى.
لقد واجه المناضلون الاوائل نفس التحديات، ونفس المنابر المحبطة، لكنهم ظلوا متحدين ومستميتين في الدفاع عن مبادئ النظام الجمهوري ما جعل تلك القيم حية في وجدان الأجيال المتعاقبة.
ومنذ كشفت المليشيات الحوثية عن أسلحتها الإيرانية المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة، اعتقد البعض خطأ ان كل شيء انتهى، لكن الواقع يثبت اليوم ان التحالف الجمهوري بات اكثر قوة، وعزما، وان استعادة صنعاء وباقي مدن الوطن، صار قريبا اكثر من اي وقت مضى.. وما النصر الا من عند الله تعالى.
السيادة للشعب..
المجد والرحمة للشهداء..
الشفاء للجرحى..
والحرية للمعتقلين..
عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

- المقالات
- حوارات