
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبحزن عميق وحزن جم، ودعنا القيادي الكبير والمرجع الوطني والقبيلي البارز عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، الشيخ زيد بن محمد أبو علي عميد البرلمانيين ، ذلك الرجل الذي لم يكن عابراً في الحياة، بل كان حاضراً في وجدان الناس، في مواقفهم، في أفراحهم وأتراحهم، في ساحة الكلمة وساحة الفعل.
رحل زيد أبو علي فرحلت معه طمأنينة كانت تستند إلى وجوده، وغيّب التراب اسمًا ظل حاضرًا في ذاكرة الناس لا بالصور ولا بالأوصاف، بل بالفعل والوفاء والكرامة.
رحل من كان إذا اشتدت المواقف وارتبكت الأصوات، تقدم بهدوء الواثق، لا يطلب جزاءً ولا ينتظر شكورًا.
كان الشيخ زيد رجلًا إذا حضر حضر الخير، وإذا غاب غاب شيء من الرجولة والنبل.
كان عنوانًا للثبات، وراية للعقل والحكمة، ونموذجًا نادرًا للإنسان الأصيل، الذي يجمع بين الحكمة والموقف، وبين الصمت الناطق والكلمة التي لها ثقل الرجال.
لم يكن مجرد شيخ قبلي، بل كان طودًا وملجأً، أخًا وأبًا وسنداً، ذاكرة من الوفاء تمشي على قدمين.
جنازته لم تكن جنازة عابرة، بل كانت زحفًا من الوفاء، ونزفًا من القلوب.
لقد خرج الكل مودعًا، وكأن الأرض فقدت أحد أوتادها.
كان الحزن واحدًا، والوجع موحدًا، وكان التأبين شعبيًا جماعيًا لا يُنكر.
الشيخ زيد رحل، لكنه ترك أثرًا لا يُمحى، وخلّد زمنًا من الرجولة والنبل والوفاء، سيبقى اسمه نبراسًا للأجيال.
نعزي أنفسنا، ونعزي أبناء الفقيد وأبناء قبيلة حاش، وقبائل اليمن كافة، في هذا المصاب الجلل، ونسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته.
اللهم اغفر لشيخ زيد، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأدخله الجنة مع الأبرار، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، وثبّت على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وارزق أهله وذويه الصبر والسلوان، واجعل ما أصابهم في ميزان حسناته، يا رب العالمين.

- المقالات
- حوارات