بدأت في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، الأربعاء، فعاليات المؤتمر الوطني الأول للطاقة تحت شعار "الطاقة المستدامة من أجل تعافي اليمن"، بمشاركة محلية ودولية واسعة، في خطوة تهدف إلى تحويل قطاع الكهرباء المنهار إلى ركيزة للتنمية، بدعم استراتيجي من الإمارات العربية المتحدة بقيمة مليار دولار.
عام 2026 عاما للطاقة
شهد حفل الافتتاح حضور عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور عبدالله العليمي باوزير، ورئيس الوزراء سالم صالح بن بريك، إلى جانب سفراء دول شقيقة وصديقة وممثلين عن منظمات دولية.
وأعلن بن بريك في كلمته عن دعم إماراتي استراتيجي لتمويل مشاريع كهرباء في عدن والمناطق المحررة، مؤكدًا أن العام 2026 سيكون "عام الطاقة" لتحقيق اختراق في القطاع الذي وصفه بأنه "عانى عقودًا من الإهمال وسوء الإدارة، وليس فقط تداعيات الحرب".
وشدد رئيس الوزراء على تبني الحكومة خطة إصلاحات جذرية بعيدًا عن "الحلول الترقيعية"، عبر إعادة هيكلة المؤسسات وتعزيز الشفافية وجذب القطاع الخاص، مع التركيز على الطاقة المتجددة كركيزة للاستدامة.
وأبرز بن بريك الدور المحوري للمملكة العربية السعودية كـ"الركيزة الأولى" لدعم الاقتصاد اليمني، مشيرًا إلى منحة نفطية أخيرة بقيمة 81 مليون دولار لقطاع الكهرباء، إلى جانب مشاريع البنية التحتية الممولة سابقًا.
الدعم الإماراتي: منعطف حاسم
كشف بن بريك عن حزمة دعم إماراتية بقيمة مليار دولار لمشاريع طاقة شمسية وتحديث شبكات نقل وتوزيع الكهرباء، في أعقاب لقائه مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
ووصف الدعم بأنه "رسالة ثقة" في مسار الإصلاحات، مشيدًا بموقف الإمارات الذي يتجاوز الالتزام السياسي إلى "واجب أخوي تاريخي".
وثمن السفير الإماراتي لدى اليمن محمد حمد الزعابي هذا الدعم، مؤكّدًا أن المشاريع ستركز على تحسين حياة المواطنين عبر طاقة نظيفة ومستدامة.
الرؤية المستقبلية: طاقة متجددة وشراكات استراتيجية
أكد بن بريك أن الحكومة ستستثمر في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتخفيف الاعتماد على الوقود التقليدي، عبر شراكات مع القطاع الخاص والبنك الدولي، الذي أعربت ممثلته في اليمن دينا أبو غيداء عن التزامه بدعم الإصلاحات.
بدوره لفت عضو مجلس القيادة عبدالله العليمي إلى أن المؤتمر يشكل "خطوة مفصلية" لتوحيد الجهود الوطنية والدولية لإنهاء تدهور القطاع، معربًا عن تقديره للدعم السعودي والإماراتي كعاملين حاسمين في تعافي اليمن.
استقرار اقتصادي
اختتم المؤتمر يومه الأول بتأكيد المسؤولين اليمنيين أن مخرجاته ستُترجم إلى سياسات عملية، مع التركيز على تحويل الكهرباء من "عبء على الدولة" إلى محرك للاستقرار الاقتصادي.
ويستمر المؤتمر ليوم ثان لمناقشة آليات التنفيذ، بمشاركة وزراء وسفراء وشركاء تنمية دوليين، في اختبار لقدرة الحكومة على تحويل الطموحات إلى واقع ملموس لشعب يعاني انقطاعًا متكررًا للتيار منذ سنوات.
- المقالات
- حوارات








