الرئيسية - محافظات وأقاليم - "المشهد العربي":ألغام الحوثي.. مازالت تحصد أرواح الأبرياء
"المشهد العربي":ألغام الحوثي.. مازالت تحصد أرواح الأبرياء
الساعة 09:50 صباحاً (متابعات)

انقلاب ثم قتل ثم خطف ثم سرقة مقدرات البلاد والتسبب في انتشار الأوبئة والأمراض وانتهاء بزرع الألغام لحصد أرواح الأبرياء، هذا ما تفعله مليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن منذ اندلاع الأزمة قبل أكثر من 3سنوات على مرأى ومسمع من العالم أجمع.

وتمارس مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران أبشع صور الإجرام منذ اندلاع الحرب في اليمن، حيث يعاني الآلاف من الشعب اليمني من الممارسات الغير إنسانية للحوثيين وعلى رأسها حجب المساعدات الإغاثية والنهب والخطف والتسبب في انتشار الأوبئة الفتاكة وأخيراً اتباع سياسية الأرض المحروقة.

وآخر الصور الإجرامية للمليشيات الانقلابية هي استشهاد فتاة يوم الخميس اثر انفجار لغم أرضى زرعه الحوثيون استهدف حافلة، كانت تقّلهم للنزوح بمنطقة الشجيرة في مديرية الدريهمي جنوب محافظة الحديدة غربي اليمن.

وبحسب مصادر فإن الفتاة قتلت، بينما أصيب الآخرون بإصابات خطرة تم نقلهم للمخا، مشيرة إلى أن غالبية الجرحى نساء وأطفال، وأطلق أبناء مدينة الدريهمي مناشدات للمنظمات الدولية بالتدخل لفتح ممرات آمنة لإخراج السكان.

ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن المدير التنفيذي لبرنامج نزع الألغام في اليمن العميد، أمين العقيلي، قوله، إن عدد الألغام التي تم نزعها في المحافظات المحررة حتى الآن تزيد عن 310 ألف لغم، فيما تقدر كميات الألغام التي لا تزال تحت الأرض بأكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة، وتشكل خطراً كبيراً على المدنيين.

وأجمعت عدة تقارير متفرقة لمنظمات حقوقية دولية على أن الحوثيين تَعَمّدوا زراعة نحو مليون ونصف المليون لغم في اليمن، وتسبب تفخيخ الحوثي منازل ومزارع المدنيين في مقتل وتشويه الآلاف وإعاقة عودة عدد كبير من النازحين إلى منازلهم، وتعطيل الحياة في عدد من المحافظات المحررة.

وذكرت التقارير الحقوقية أن الحوثيين استخدموا ألغاماً لاستهداف الأفراد، وكذلك ألغاماً أخرى محظورة ومحرمة دولياً تستهدف المركبات؛ من أجل تخليف أعداد أكبر من الضحايا، كما استخدموا الألغام بطرق تخالف كل قواعد الحرب الدولية؛ حيث قاموا بتفخيخ منازل المدنيين ومزارعهم بطريقة عشوائية؛ بوضع الألغام في الثلاجات وعلى أبواب المنازل وفي دواليب الملابس، إلى جانب المزارع، بما يخالف القوانين والأعراف كافة، وهم بذلك يستخدمون أدوات القتل بطريقة أكثر إجراماً.

ووفقا لتقارير رسمية فإن البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام (حكومي) قام منذ مطلع 2018 بنزع أكثر من 282 ألفا و319 بين ألغام وعبوات ومخلفات الحرب، وتشير الأرقام إلى أن ضحايا الألغام بالفترة الممتدة بين مارس/ آذار 2015 إلى الشهر نفسه من عام 2018، إلى سقوط أكثر من 1539 قتيلا و2287 مصابا جراء الألغام، ومعظمهم من المدنيين، من بين الضحايا 216 طفلا و72 امرأة.

وأطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، يونيو الماضي المشروع الضخم لنزع الألغام في اليمن "مسام"، بحضور عدد من المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي وممثلي المنظمات الدولية الإنسانية.

واكتشف المشروع أن المليشيات الانقلابية ابتكرت ألغاما متفجرة فردية ومموهة وارتجالية IED متنوعة الأغراض والأهداف، بما فيها العبوات المتفجرة الارتجالية بواسطة أجهزة الراديو بعضها قادمة بشكل مباشر من إيران (كما ورد في تقرير فريق خبراء مجلس الأمن لعام 2017.

وتتصدر محافطتي مأرب والجوف قائمة المدن الأكثر زراعة بالألغام، بسبب مساحاتها الشاسعة، بينما تؤكد تقارير موثقة أن الفرق الهندسية المتخصصة نجحت في نزع نحو 50 ألف لغم ومقذوف لم ينفجر في العاصمة المؤقتة عدن فقط منذ تحريرها في يوليو/تموز 2015 من قبضة المليشيات.

أما الألغام البحرية، فقد تشكل بدورها خطرا كبيرا على الملاحة الدولية في البحر الأحمر مستقبلا يحتاج الأمر وبشكل عاجل إلى جهود إنسانية دولية ضخمة لنزع تلك الألغام وتطهير الأرض اليمنية وسواحلها من تلك الألغام، وتحييد خطرها وإعادة روح الحياة إلى الأراضي اليمنية المحررة من قبضة المليشيات الحوثية.

وأكدت تقارير منظمات الرصد وحقوق الإنسان في اليمن أن هناك مئات الآلاف من النازحين الذين يريدون العودة إلى منازلهم ولكنهم لا يستطيعون بسبب الألغام التي زرعها الحوثيون بكثافة وبصورة عشوائية دون خرائط واضحة.

ولم تكتف مليشيات الحوثي الانقلابية بزراعة الألغام في المدن والمناطق بل قامت أيضا بتفخيخ الجزر اليمنية غير المأهولة بالسكان منها 16 ألف لغم بجزيرة ميون الواقعة في مضيق باب المندب، بحسب مسؤولين في الجيش اليمني .

وظهرت مؤخرا أنواع مختلفة من الألغام بنوعيها المضاد للدروع والأفراد مجهولة الصنع، في الوقت الذي تلجأ المليشيات غالباً إلى طمس معالم الألغام وأماكن صناعتها، قبل زراعتها وتمويهها بأشكال مغرية وغير لافتة ليكون ضحاياها من الأطفال وكبار السن الذين لم يستوعبوا ماهيتها بعد، في حين تواصل الفرق الهندسية التابعة للجيش، وبمساعدة خبراء من التحالف العربي، حملة واسعة لإزالة هذا الخطر المحدق الذي يهدد أرواح عشرات الآلاف من اليمنيين.

وكانت هيومن رايتس ووتش طالبت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بإنشاء لجنة دولية مستقلة للتحقيق في الانتهاكات الخطيرة لقوانين الحرب التي قامت بها مليشيا الحوثي الانقلابية.

ويعد اليمن واحدا من الدول الموقعة على اتفاقية " أوتاوا " التي تحرم زراعة واستيراد وصنع الألغام، وتم بناء على ذلك تدمير مخزون اليمن من الألغام بشكل كامل عام 2007، قبل أن تقوم المليشيات بإعادة إحيائها عبر استيرادها وبالأخص من إيران، عقب انقلابها على السلطة في سبتمبر/أيلول 2014.

كما تُعَد زراعة الألغام من الجرائم ضد الإنسانية، حيث تُلحق بالأشخاص عاهات مستديمة، ويحتاج اليمن إلى أعوام طويلة من أجل التخلص من تلك الألغام، نظراً لعدم وجود خرائط توضح أماكن وجودها .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص