الرئيسية - منوعات - سعوديات يتحدين النظرة الذكورية بسيارات رياضية
سعوديات يتحدين النظرة الذكورية بسيارات رياضية
الساعة 01:09 مساءاً (متابعات)

أظهرت بعض السعوديات ميلا متزايدا لاقتناء سيارات رياضية، كاسرات للنظرة النمطية الرابطة بين النساء والمركبات الزهرية والصغيرة، مبديات شغفا بممارسة هواية التفحيط والحصول على رخص سباق،.

تعتمر السعودية رنا الميموني خوذة داخل سيارتها الرياضية الفضية قبل أن تبدأ استعراضا حماسيا في محيط أحد متنزهات العاصمة الرياض، حيث يعلو صوت هدير المحرك وسط سحابة من الغبار المنبعث من الخلف.

كانت لحظات الإثارة هذه تبدو بعيدة المنال عن النساء السعوديات حتى أسابيع قليلة خلت، غير أن عددا من المولعات بالسرعة يحاولن تغيير ذلك الواقع في المملكة التي رفعت في يونيو الماضي حظرا عمره عقودا طويلة على قيادة النساء للسيارات في سياق مشاريع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الإصلاحية.

وتتحدى الميموني (30 عاما) المولعة بسباقات السيارات، النظرة الذكورية المتوارثة بشأن قيادة السيارات والتي تحصر اهتمامات النساء بالمركبات الملونة ذات المواصفات المحدودة ميكانيكيا.

وقالت الشابة الثلاثينية خلال تشغيلها سيارتها الفضية في حلبة ميدان ديراب للسيارات في العاصمة السعودية “أنا أعشق السرعة.. أحلم باقتناء سيارة تفوق قوتها 500 حصان”.

وأضافت “الكلام بأن المرأة السعودية تهتم فقط بالسيارات الزهرية والصغيرة خرافة”، مشيرة إلى أنها تنتظر قرارا حكوميا يتيح للنساء حيازة “رخصة سباق” ما من شأنه تكريس شغفها بالسيارات الرياضية.

وهذا الأمر يشمل التفحيط (دريفتينغ) الممنوع في الأماكن العامة والمسموح به فقط في ميدان ديراب الذي يشدد أصحابه على أولوية السلامة.

وقد وصف الكاتب باسكال مينوريه في كتابه “جويرايدينغ إن رياض” (القيادة السريعة في الرياض) الهوس الكبير لدى الكثير من السعوديين بالسرعة التي تشكل في نظرهم عنوانا للتحدي ورمزا “للرجولة الحقة”.

غير أن هذه المتعة في القيادة السريعة لم تعد حكرا على الذكور وباتت النسوة يقبلن عليها بأعداد متزايدة. وأفاد مدرب القيادة فلاح الجربا لدى مشاهدته الميموني خلال قيادتها في المتنزه “أكثرية الطلبات التي كانت تردنا تتعلق بالتفحيط وكيفية تعلمه وأنواع السيارات المستخدمة فيه أو مدة الدورة المطلوبة”.

وقد أضافت معارض سيارات كثيرة في السعودية على مجموعاتها أنواعا جديدة لاستقطاب السائقات بينها مركبات “ميني كوبر” حمراء، غير أن الأخصائيين في القطاع يتحدثون عن شهية متزايدة لدى النساء على اقتناء سيارات رياضية. وتستلهم سعوديات كثيرات من تجربة أسيل الحمد أول امرأة في الاتحاد السعودي للسيارات، وهي كانت أول سعودية تقود سيارة فورمولا واحد في فرنسا في يونيو الماضي بمناسبة إنهاء الحظر على قيادة المرأة للسيارات.

كما تتدرب نسوة على قيادة الدراجات النارية الرياضية في مدرسة لتعليم القيادة في الرياض، وهو مشهد غريب في هذا البلد المحافظ، حيث صارت هناك مراكز متوفرة لقيادة السيارات والدراجات النارية، ويعلّم مدربوها السعوديات قيادة الدراجات النارية.

وقد وضعت سلطات النقل السعودية أجهزة محاكاة لمساعدة السائقات الجديدات في تعلم أصول القيادة بطريقة أسهل.
وبينما يشرح رجل مسؤول عن حركة المرور أهمية وضع حزام الأمان، تتنقل نساء بسرعة بين المسارات المتعرجة داخل سيارات تدريب فيما تدوس أخرى على دواسة السرعة في آلة لمحاكاة القيادة ليسمع صوت هدير المحرك.

كما أن المجلس الأعلى للقضاء في السعودية أصدر قرارا بتجهيز مقار مجاورة لأماكن توقيف النساء، لأغراض القضايا المرورية، بهدف التسريع في محاكمتهن بقضايا الحوادث والمخالفات المرورية.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”، يأتي هذا القرار دعما لسرعة إنجاز قضايا الموقوفات من النساء، في قضايا الحوادث والمخالفات المرورية.

ولا تفرق القوانين بين الرجال والنساء، وبالتالي سيتم توقيف النساء في السعودية لمحاكمتهن في قضايا مخالفات أو حوادث مرورية.

وقالت نجوى موسى (57 عاما) وهي أستاذة جامعية في الرياض “لم أعد أشعر بأني في السعودية، لكنني لا أتوقع أن أرى نساء كثيرات في السعودية يقدن السيارات بسرعة في الشوارع قريبا”.

ورغم الأهمية الكبيرة لقرار السماح بقيادة النساء السيارات في السعودية واعتباره من جانب كثيرين بأنه يمنح المرأة استقلاليتها وينهي اعتمادها على السائقين الخاصين أو الأقارب الرجال في التنقل، لا تزال سعوديات كثيرات يحجمن عن القيادة.

وكتب الكوميدي ياسر بكر عبر موقع تويتر بعد رفع الحظر على قيادة النساء “باركوا لي. أخيرا شفت سيدة تقود السيارة! صحيح أنها سيدة بحرينية، لكن تنحسب. أراضي سعودية حبيبي”.

وحتى الساعة، يبدو أن أكثرية السائقات هن نساء أبدلن رخص قيادة أجنبية بأخرى سعودية بعد الخضوع لفحص عملي.

وتشكو نساء كثيرات من التكلفة الباهظة لحصص تعلم القيادة والتي تفوق بأضعاف تلك الخاصة بالرجال في ظل النقص الكبير في مدربات القيادة.

ورغم عدم الإعلان عن أي مضايقات علنية كبيرة للنساء في الشوارع، تبدي نساء كثيرات حذرا إزاء السلوك الذكوري من السائقين الرجال واحتمال التعرض لهجمات منهم رغم التحذيرات من السلطات.

كذلك تثور ثائرة البعض على تضييق السلطات على ناشطات عارضن طويلا الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارات، فضلا عن نظام الولاية الذي يفرض حصول النساء على إذن الأب أو الزوج أو أقارب ذكور آخرين للسفر أو الزواج.

وترى كريستين ديوان من معهد دول الخليج العربية في واشنطن أن “الحكومة السعودية توسع خيارات الترفيه المتاحة للسعوديات لكنها تلغي مساحة التعبير السياسي”.

وتابعت “يمكن للنساء التمتع بالقيادة السريعة للسيارات لكن ليس بحرية التعبير”.

وتجدر الإشارة إلى أن الإدارة العامة للمرور في السعودية كانت أعلنت ديسمبر الماضي أنها ستسمح للنساء بقيادة الشاحنات والدراجات النارية، وظهر إقبال السعوديات على القيادة أيضا من خلال طلبات الالتحاق من مئات النساء بالفرع الذي فتحته أكاديمية أكسفورد للطيران بمدينة الدمام في المنطقة الشرقية، اللائي يأملن في بدء التدريب في سبتمبر المقبل في فرع جديد للأكاديمية.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص