لم يدخر فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي جهدا في تقديم النصح تلو النصح للمراهق عبد الملك الحوثي، تلميذ الحوزة الإيرانية الفاشل، الذي لم يفلح في شيء من أمور السياسية والدين الا شيئا واحدا هو التقليد الاعمى لولاية الفقيه والحفظ المجرد من كل فهم لنظرية الولاية حسب طروحات صنمهم الإيراني الأكبر وامامهم السلالي الاغبر خميني.
لقد حاول فخامة الرئيس مرارا وتكرارا توجيه النصح للحوثي بشتى الطرق والوسائل مطالبا إياه بالجنوح للسلم والتخلي عن المشاريع الإيرانية الغريبة والدخيلة على المجتمع اليمني والتي لا يمكن قبولها مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات، فاليمن كما يشدد فخامة الرئيس ويؤكد للحوثي في كل مناسبة لن تكون تابعة للتاج الكسروي الفارسي المتدثر بعباءة الإسلام المزيف والمسمى ولاية الفقيه.
لا زلت أتذكر نصيحة فخامة الرئيس هادي للحوثي والتي وردت في احدى المقابلات التليفزيونية، التي خاطب فيها عبد الملك الحوثي شخصيا قائلا له ان اليمن لن يقبل بالتجربة الإيرانية مهما كان الثمن وانه لا يمكن فرض التجربة الإيرانية على الشعب اليمني بقوة السلاح مرددا ثلاث مرات لا يمكن، لا يمكن، لايمكن.
كان الحوثي يومها ما يزال في اوج قوته العسكرية باسطا سلطته الكهنوتية على معظم أراضي الوطن، لكن فخامة الرئيس كان يدرك منذ البداية ان مشروع الحوثي زائل لا محالة، وهو الامر الذي لم يفهمه الحوثي في ذلك الوقت.
اليوم تغيرت الموازين وانقلب السحر على الساحر، فالحوثي أصبح محاصرا في عقر داره (مران) بجيوش الوطن ابطال الشرعية والمقاومة الوطنية، اليوم خسر الحوثي أكثر من نصف الأراضي التي كان يسيطر عليها وأصبحت ميلشياته تتقهقر في كل مكان، اليوم خسر الحوثي كل ارواقه المزيفة وسقطت قناعاته وانكشفت عورته لغالبية اليمنيين، الذين خدعهم بشعارات اسقاط الجرعة وزيادة المرتبات.
لوفهم الحوثي كلام فخامة الرئيس في حينه لما دمرت اليمن وانهار اقتصادها الوطني، ولما ازهقت الأرواح وسفكت الدماء وهدمت البيوت وانتشر الفساد في البر والبحر، وتفاقمت الامراض وتشرد الملايين من اليمنيين داخل الوطن وخارجه، لوفهم الحوثي كلام فخامة الرئيس ما انتشرت المجاعة والفقر والحرمان وسوء التغذية، ولما تمت سرقة مرتبات الموظفين واستأثر بها المشرفين الحوثيين.
لو كان الحوثي فعلا يهمه الوطن لفهم نصائح فخامة الرئيس واصغى لصوت الحكمة والعقل والمنطق، لكن فاقد الشيء لا يعطيه، فالحوثي لا يفكر الا في نفسه فقط ولا يقبل باي حلول سلمية الا عندما يدرك انه هالك لا محالة، فكل المؤشرات تدل على ان الحوثي في انهيار وشيك خاصة بعد ان اقتربت الجيوش من منطقة مران وأصبحت رؤوس قيادات الحوثيين تتساقط مثل أوراق الخريف، وعليه نتوقع ان يذعن الحوثي ويرضخ وهو صاغرا لكلام فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي وعد شعبه بانه سيرفع علم الجمهورية في جبال مران.
- المقالات
- حوارات