فراس اليافعي
اليمن والمملكة.. علاقات راسخة ومصير مشترك
2018/06/03
الساعة 10:37 مساءاً
كانت المملكة العربية السعودية ومازالت السند القوي والداعم الأساسي لليمن طوال سنوات مضت، وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس عبدربه منصور هادي، تسير العلاقات اليمنية السعودية في اتجاه أقوى وأمتن، علاقة أخوية متميزة ومشتركة بين دولتين جارتين قهرتا منذ وقت مبكر كل أسباب الخلاف والاختلاف وشيدتا جسور الود والاحترام المتبادل بينهما.
يسمي اليمنيون المملكة العربية السعودية بالشقيقة الكبرى، ولا غرابة في ذلك، فهي سند اليمن في وقت الشدائد والرخاء على السواء، قدمت السعودية لشعب اليمن أكثر من 50 مليار دولار خلال السنوات الماضية، ولولا هذا الدعم لما كان الاقتصاد اليمني مستقرا خلال سنوات طويلة مضت.. استهدفت المملكة العربية السعودية باستثماراتها مشروعات الصحة والتعليم والإسكان والسياحة، وفي آخر 8 سنوات مضت، قدمت مملكة الخير دعما لليمن يتجاوز 9 مليارات دولار.
في 2011 وحين كانت رياح التغيير قد عصفت بكثير من البلدان، رعت المملكة المبادرة الخليجية لتوفق بين اليمنيين وتجنبهم الحرب الأهلية وترعى لهم حلا يجنب البلاد الحرب على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، وعقب الانتقال السياسي قدمت المملكة في العام 2012 مليار دولار كوديعة في البنك المركزي اليمني لدعم استقرار العملة اليمنية قبل أن تلحقه بالعام 2017م بمليارين إضافيين لدعم استقرار العملة لتصبح الوديعة السعودية لليمن ثلاثة مليارات ريال.. خصصت السعودية مبلغ 1.75 مليار دولار لتمويل مشروعات إنمائية واقتصادية، وصحية وأكاديمية، ومساعدات إنسانية طوال ثماني سنوات مضت، بالإضافة إلى 500 مليون دولار لتمويل وضمان صادرات سعودية، كما ساهم الصندوق السعودي للتنمية بمبلغ 100 مليون دولار لدعم قطاع الكهرباء في اليمن.
أما خلال العامين الأخيرين فقد تجاوز حجم المساعدات التي قدمتها السعودية إلى اليمن 8 مليارات دولار، شملت المساعدات الإنسانية والإغاثية والتنموية والحكومية، إلى جانب دعم البنك المركزي اليمني.
ظلت السعودية تقدم الدعم تلو الدعم خشية انهيار الاقتصاد اليمني الذي ساعده دعمها المتوالي على تجنب كثير من الأزمات، كل ذلك في وقت السلم، وحين اجتاحت الميليشيات الحوثية المدن مستكملة انقلابها على الشرعية كانت السعودية في مقدمة المتصدين لهذا العدوان الحوثي، وكما استجابت دائما لطلبات القيادة اليمنية في وقت السلم، استجابت لطلب الرئيس هادي في وقت الحرب، وقادت تحالفا عربيا عريضا لتخليص اليمن من أسوأ ميليشيات عرفها التاريخ.
اليوم يسير البلدان على خط واحد، ويجمع الشقيقين مصير مشترك ومعركة مشتركة، تقف السعودية إلى جانب اليمن لإعادة الشرعية لأنها تدرك أن الشرعية إذا فقدت فستضيع اليمن، تحرك السعودية كل إمكانياتها العسكرية والمدنية لصالح اليمن، وفي الوقت الذي يقاتل فيه جنودها وطائراتها إلى جانب الشرعية اليمنية ضد الميليشيا الكهنوتية، يبدأ برنامج إعادة الإعمار الذي خصصت له السعودية 10 مليارات دولار كما أعلن ذلك فخامة الرئيس هادي، ولتدخل إجراءات إعادة الإعمار حيز التنفيذ فقد صدر مرسوم ملكي سامٍ بتعيين سعادة السفير محمد آل جابر سفير المملكة لدى اليمن مشرفا عاما على برنامج إعادة الإعمار في اليمن.
حقيقة ندركها ويدركها الشعب اليمني، وقت الشدائد والمحن تولي اليمن وجهها شطر السعودية، ويأتي الرد السريع العاجل دائما وأبدا من الأشقاء في المملكة بالوقوف إلى جانب اليمن والتدخل السريع لإنقاذه ومعالجة أزماته، وما تحركات السعودية لإنقاذ الاقتصاد اليمني طوال سنين طويلة مضت إلا مثال.