د. أحمد عبيد بن دغر
كلمة رئيس الوزراء في افتتاح مشروع الاتصالات
الساعة 12:56 مساءاً
د. أحمد عبيد بن دغر

فخــامة الأخ الــرئيس 
   عبـدربه منصــور هــــادي   
رئيس الجمهورية 

الأخوة مستشاري رئيس الجمهورية 
الأخ وزير الاتصالات 
الأخوة الوزراء 
الإخوة موظفي قطاع الاتصالات الحاضرين جميعاً
   

حيـــاكــم الله

نحتفل معكم وتحت قيـادتكم بافتتاح أهـم مشـروع اتصـالات في اليمن .. خطوةٌ أخرى نحو بناء اليمن الجديد اليمن الاتحادي هنا اليوم نضع حدّاً للاحتكار، والنهب، والاستحواذ على أموال الشعب. كما نضع للانقلاب وحوثيته وعبيده حداً، ليست انتصارات الحديدة سوى مقدمته .

هذا المشــروع أخي الرئيس كنتم قد وجهتم به بمجرد تشكيل حكومة الوفاق الوطني، ومنذ ذلك الحين درسنا الأفكار مع مهندسي الاتصالات الذين أبدعوا في إعداد الدراسات ووضعوا  التصاميم وتم توفير الكادر القادر على التنفيذ من كوادر  وزارة الاتصالات والمؤسسة العامة للاتصالات اليمنية. لقد أنجزنا بعض مكوناته مثل الانعلاب ثم واصلنا الجهد مرة اخرى فيه منذ عامين.

كما وفرنا المال لهذا المشروع الوطني، وعقدنا الاتفاقيات وأقرّت من جانبكم ومن جانب الحكومة حينها، ثم وضعتم حجر الاساس له في العام 2013م كفرع وطني هام من فروع المؤسسة العامة للاتصالات الذي استحوذ عليها الانقلابيون، وعلى اموالها. كما استحوذوا قبل ذلك على أموال البنك المركزي مرتكبين أبشع الجرائم بحق شعبنا.

هذا المشروع هو أحد مشاريع التنمية في اليمن، سيذكر التاريخ بهذا الانجاز اليوم أن عهدكم شهد حراكاً تنموياً غير مشهود من قبل، في ضل ظروف غاية في التعقيد تمر بها البلاد. 

كما تعرفون فخامة الرئيس، أقر المشروع وأنجز بأفق وطني، فهو مشروع لكل اليمن الكبير ووطن مايو العظيم سوف تمتد خدماته على كل مساحة الوطن وسوف يستفيد منه كل مواطن، وهذه دعوة صريحة لشركات الاتصالات للربط بهذه الشبكة الوطنية للاستفادة من الامكانيات الهائلة للمشروع في الاتصالات الدولية والانترنت.

 يوفر هذا المشروع سعات تفوق ثمانون مرة عما هو متاح اليوم في البلاد. ويمنح مستخدمي الانترنت سرعات هائلة، وسعات غير مسبوقة، ووضوح اكبر في المخرجات وسعر اقل.

 كُلفة المشروع بلغت نحو مئة مليون دولار أمريكي، بالأعمال المصاحبة جرى توفيرها بإمكانيات محلية وموارد ذاتية، وكان آخرها  أن خصصنا من الموارد المركزية من الضرائب خمسة مليار ريال يمني عندما سيطر الحوثيون على موارد الاتصالات وموارد. البلاد كلها وخاصة على العملة الصعبة.

 يوفر المشروع بوابة احتياطية لليمن في عدن، وغداً سيكون لدينا بوابتين أخريتين في الحديدة والمكلا. هذه البوابات تمنع حدوث أيّة انقطاعات في الاتصــالات الدولية والانترنت، وسعة ومرونة في الحركة، كما انها تكسر  الاحتكار، وتمنع المركزية الشديدة التي تسببت في نهب الوطن والمواطن، وتعيد المال الناتج عن الاتصالات الى أهله؛ الى الدولة والى البنك المركزي، ستذهب اموال وموارد المشروع من اليوم الى البنك المركزي؛ وعلى وزارة المالية والبنك المركزي القيام بواجبهما في هذا الشأن.

  نحن الآن بهذا المشروع الذي حظي برعاية فخامتكم ومتابعة مستمرة ، وتسهيل إجراءاته المالية؛ هو اليوم جاهزاً للاستخدام وتقديم الخدمة الراقية للمواطنين. نعم كل مواطني اليمن. ومرةً أخرى، على شركات الاتصالات أن تسرع بالربط مع المشروع، وعلى المتأخرين أن يتحملوا نتائج تأخرهم. لايمكنهم أن يحرموا المواطن في صنعاء اوعمران او ذمار او صعدة او حجة او إب من فوائد هذا المشروع لإرضاء حكومة الانقلاب الاجرامية ومجموعة اللصوص الحوثيون. 

 فخامة الأخ الرئيس كماهي صنعاء مركزاً رئيسياً للاتصالات اليمنية؛ عدن اليوم مركزاً بذات الأهمية والمستوى، وبذات الامكانيات. لقد ضاعفنا هنا قدراتنا الوطنية اليمنية في مجال الاتصالات. ومرة اخرى جهودنا ستمتد إلى المكلا والى الحديدة قريباً .. أما فوائد المشروع فهي متاحة لكافة مواطني بلدنا. وعائداته لخزينة الدولة

 سيرتبط هذا المشروع بالمؤسسة العامة للاتصالات، فهو بالكامل ملكية للدولة.. للجمهورية اليمنية.. للشعب اليمني، لكن القطاع الخاص في مجال الاتصالات سيكون مستفيداً استفادة تامة من امكانياته، والأهم هو أن المواطن ابتداءً من اليوم سوف يشعر تدريجياً بالفارق الكبير بين هذا النوع من الخدمة والخدمات السابقة له.

كما ان المشروع يفتح آفاقاً جديدة لتطور المؤسسة العامة للاتصالات والشركات العاملة، يمن موبايل، وشركة سبأفون، وشركة MTN، وشركة واي. كما يساعد على تحسين الخدمة مع الدول المجاورة. ومع العالم. وقد انجزنا اتفاقاً قانونياً مع الشركاء في هذا المجال. 

 هذا المشروع وفر مئات الفرص من العمل في تنفيذه، وسيوفر فرص عمل جديدة، وسيضيف الكثير الى الدخل الوطني.كما يحاصر هذا المشروع الانقلاب اقتصادياً .. في الوقت الذي يقدم فيه خدمات أفضل للمواطنين .. عموم المواطنين اليمنيين.

إنني أخاطب زملائي في المؤسسة العامة للاتصالات وشركة تليمن ويمن موبايل  والشركات الخاصة وشركائنا لأقول لهم. هذا تحول كبير في قطاع الاتصالات تعود فوائده لكم، وكما تعود الى الشعب أخاطبهم في صنعاء وفي كل المحافظات، هذا رافد جديد لاقتصاد البلاد وللمؤسسة العامة للاتصالات فلاتصغوا لأكاذيب مجرمي الحرب و الانقلاب كما لاتسمعوا لعبيد الحوثة ومخلفات السياسة والحاقدين على اليمن واليمنيين.

 إن كان من شكر يقدم فهو لكم أولاً أخي الرئيس، فقد تابعتم باهتمام مراحل التأسيس والبناء ووجهتم بتسهيل عملنا في الحكومة، كما ان هناك شكر خاص يمكن أن يوجه للأخ المهندس لطفي باشريف وزير الاتصالات الذي لولاه ربما تأخر تنفيذ المشروع أشهراً او سنوات، كما اننا نزجي الشكر لكل العاملين في المؤسسة العامة للاتصالات في عدن وغيرها من المحافظات الذين حموا المشروع وحرصوا على نجاحه. ونحث المرتجعين منهم على الإنضمام إلى العمل في خدمة الوطن.

 والشكر موصول لأشقائنا في التحالف العربي الذين وفروا لنا ظروفاً أمنية لتنفيذ المشروع بدءاً بتسهيل عمل شركة الكابل البحري الدولي، وتأمين مدّه الى عدن، وتسهيل وصول معداته. ثم بسرعة الربط وخاصة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. اليوم يتعزز الدور الاقتصادي للشرعية؛ شرعيتكم أخي الرئيس، وترتقي اليمن بخدمات الاتصالات في ظروف الحرب وتلك قضية تستحق الاهتمام.

وهناك شكر خاص لشركة هواوي الصينية الذين حرصوا على الوفاء بالتزاماتهم في موعدها المحدد. إنهم اصدقاء محترمون اوفياء إذا تعهدوا.

هذا إنجاز يُحسب لكم أخي الرئيس؛ ويحسب لكل يمني فخور بيمنيته وعروبته ويرفض العبودية ويقف بصلابة دفاعاً عن الجمهورية والوحدة دولة اتحاديه ولكل من عملوا معنا في انجازه .. 

وسوف تجدون في الايام القادمة مشروعات أخرى في مجال الكهرباء هي نتاج لتوجيهاتكم، وثمرة لعمل كوادر وموظفي وعمال المؤسسة العامة للكهرباء وغيرها من مشاريع نأمل ان تتمكنوا من افتتاحها.

سوف نتغلب على الانطفاءات قريباً؛ لدينا ما يقرب من مائة وعشرين ميجاوات ستدخل خلال الاسبوعين او الثلاثة الاسابيع القادمة للخدمة، ولدينا إجراءات ضد الذين يتسببون في عرقلة الأعمال، او الاعتداء على المحطات والشبكات. 

نحتاج إلى دعم الاشقاء في الديزل والمازوت الذي يكلف عشرات الملايين من الدولارات شهرياً في ضل انعدام أو شحة الموارد. نحن فقط في عدن نحتاج الى خمسين مليون دولار شهرياً لكي تعمل جميع المحطات بطاقتها.

شكــــراً لحضوركم .. وألف مبروك لشعبنا هذا المنجز. وللشباب منهم على وجه الخصوص .. النصرة لحماة الجمهورية، والذائدين عن الوحدة الدولة الاتحادية، الرحمة لشهدائنا، والشفاء لجرحانى، والله يرعاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

  رئيس مجلس الوزراء 
الدكتور أحمد عبيد بن دغر 
العاصمة المؤقتة عدن 
18/06/2018

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص