قبل حوالي أسبوع من قرار اقالة رئيس مجلس الوزراء معالي الدكتور احمد عبيد بن دغر، كتب الأستاذ صلاح الصيادي مقالا دق فيه ناقوس الخطر، محذرا من مغبة المؤامرة التي تحاك ضد رئيس الحكومة، ولأن الصيادي كان وزيرا سابقا في حكومة الدكتور بن دغر ومقرب من دوائر صنع القرار، فقد شعر ان هناك مؤامرة تنسج خيوطها بالخفاء ضد رئيس الوزراء، ربما حصل الصيادي على معلومات تخص قرار الإقالة التي خيبة امال اليمنيين وعمقت جراحاتهم، ذلك لأن بن دغر كان يمثل بارقة الامل في الحكومة الشرعية التي تعاني من الخذلان والعراقيل المتعمدة لغرض افشالها وهو ما دفع الأستاذ عبد العزير جباري الى تقديم استقالته من منصبه كنائب لرئيس الحكومة ووزير للخدمة المدنية، تلا ذلك استقالة الوزير الأستاذ صلاح الصيادي.
بقي بن دغر على وفاءه لفخامة الرئيس هادي وللحكومة الشرعية ومخلصا لليمن الاتحادي الموعود، باذلا اقصى جهوده في مواجهة النزعات الانفصالية والدعوات المناطقية والحركات الانقلابية والجماعات المتطرفة مستخدما الكاريزما القوية التي يتمتع بها كقائد وطني محنك ذو خبرة عميقة في قضيا السياسة وشؤون الحكم، فكان بن دغر يلملم الشتات ويعيد البناء ويلتحم بالجماهير حتى غدا الشخصية الجماهيرية الأولى على مستوى الساحة اليمنية يحبه الجميع في الجنوب والشمال والشرق والغرب والوسط كونه مثل شوكة الميزان في الاعتدال والتوازن والحكمة في الرأي واتخاذ القرار السليم.
اذا كان الأستاذ صلاح الصيادي قد حرك المياه الراكدة قبل وقوع المؤامرة على رئيس الحكومة اليمنية الدكتور بن دغر، عندما خاطب المثقفين والعلماء والكتاب والصحفيين والاكاديميين والشخصيات الاجتماعية بالوقوف الى جانب الدكتور بن دغر ضد المؤامرة، لكي لا ندع بن دغر يدفع وحده ثمن مواقفه الوطنية، فإننا اليوم مدعوون جميعا ان نقول بصوت مسموع وصادق وشجاع لفخامة الرئيس هادي ان الدكتور بن دغر يستحق التكريم والتمجيد والتعظيم والاشادة والشكر والعرفان على ما قدمه من خدمات جليلة لليمن والحكومة الشرعية في اخطر واصعب مرحلة تمر بها اليمن.
نقول لفخامة الرئيس هادي ان الدكتور بن دغر عمل كالفدائي في الميدان وفي أوساط الجماهير ليلا ونهارا بكل تفاني وإخلاص وهو يستحق فعلا ان يكافأ على ذلك وليس العكس كما حصل يا فخامة الرئيس، اننا ندرك تماما ان هناك ثمة ضغوط تعرض لها فخامة الرئيس لإصدار قرار اقالة بن دغر او ربما تم اتخاذ القرار بناء على معلومات مغرضة وتقارير كيدية ومضللة هدفها الانتقام من رئيس الوزراء والحكومة الشرعية بل وربما تستهدف فخامة الرئيس هادي نفسه، ذلك لان البعض بدأ يتكهن بأن هادي يضحي برجاله او يبيع رجاله، خصوصا وان مبررات قرار الإقالة واهية وغير مقنعة المتعلقة بالإعصار وانهيار العملة اليمنية، حيث كان فخامة الرئيس هادي نفسه في خطابه الأخير قد قال ان انهيار العملة والوضع الاقتصادي سببه الحوثيين الذين سرقوا البنك المركزي اليمني. وعلى اية حال نقولها ثانية لفخامة الرئيس هادي ان بن دغر يستحق التكريم وان يمنح وسام الوحدة من الدرجة الأولى تقديرا لجهوده وخدماته المتفانية وهذا هو أضعف الايمان.
- المقالات
- حوارات