عبدالرب السلامي
كلمة للمثقفين الأحرار
الساعة 08:27 صباحاً
عبدالرب السلامي

في اليمن -شمالا وجنوبا- مثقفون كبار يعيشون للعلم والثقافة والأدب، ولم تجرهم الصراعات السياسية إلى التخلي عن وظيفتهم السامية المتمثلة بنضال القلم والكلمة دفاعا عن هوية الأمة وثوابتها الدينية والوطنية والقومية العليا.

هؤلاء المثقفون الذين تزخر بهم الساحة الأدبية والثقافية اليمنية اليوم هم الامتداد الحقيقي للرعيل الأول من الأدباء والمثقفين الوطنيين الذين لم تحجزهم عوائق الأنظمة الشمولية السابقة -في الجنوب والشمال- عن الانتصار للمشروع الوطني والقومي الكبير.

مثقفو اليوم -لاسيما الشباب منهم- وجدوا أنفسهم -بسبب حدة الاستقطاب السياسي اللاوطني الذي ترعاه قوى الإمامة والاستعمار العائدة من الكهوف ومن وراء البحار- أمام تكوينات معلبة ومهترئة قدمت من مطابخ السياسة على أنها أطر مدنية لتنظيم الحياة الأدبية والثقافية!، فلذا لم يكلف المثقف الوطني الواعي نفسه عناء الانشغال بخلافاتها ومعاركها الطفولية الضيقة.

الواقع يقول: إن معظم الأدباء والمثقفين اليمنيين انصرفوا عن التشكيلات الأدبية والثقافية الضيقة الى فضاءات وساحات أرحب على المستوى الوطني والقومي والانساني، ولذا ترى المثقف والاديب اليمني حاضرا في كثير من قنوات الثقافة العالمية وفي منظمات الدفاع عن الحقوق والحريات الانسانية وفي روابط واتحادات الأدب والثقافة العربية والإسلامية والعالمية.

لكن.. يا ترى هل هذا التحليق المثالي الذي نراه من بعض المثقفين اليمنيين المنتصرين للمعرفة والقيم وحدها دون الاكتراث بالجانب المؤسسي المجتمعي وبالذات ما يجري -باسم الأدب والثقافة- في بنية المجتمع يعتبر وضعا طبيعيا وصحيحا، أم أن الصحيح هو إيجاد التوازن بين واجب النضال بالكلمة والقلم دفاعا عن الحقيقة والقيم والمبادئ العليا من جهة، وواجب النضال المدني والبناء المجتمعي من جهة أخرى؟!

في تقديري أن الثقافة الوطنية إذا لم تتحول إلى حركة مجتمعية ستظل مجرد ظاهرة صوتية فحسب، وأن المثقف إذا لم يكن جزءا من بناء مؤسسي حامل للمشروع الوطني فإنه يصبح - بوعي أو بدون وعي- جزءا من مشاريع الآخرين اللاوطنية.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص