سام الغباري
الجنون كوظيفة !
الساعة 09:26 صباحاً
سام الغباري

يحاول محمد عبدالسلام الإيحاء ب "انتصار" لأنصار سيده في الداخل ، يوزع مناشيره التي تحكي عن تراجع "قوات الغزو" !! ، ولم يكن في مواجهتهم سوى "أبو جابر المحرمي" و "طارق صالح" وقواتهما ، وهم يمنيون كبدًا ودمًا وأرومة . يهاتف "عبدالسلام" قناة العالم الايرانية ليبدو وقحًا كعادته ، فيضيف على مبرراته توضيحات لم يسمع بها سواه عن استمرار سُطلتهم الغاشمة على الحديدة ونفاذهم في مينائها ! ، لم يقل كلامًا معقولًا عن السلام والتسويات وحقن الدماء لأنه لا يستطيع ذلك ، فقد حصدت ميليشيا سيده كل مغانمها بالعنف والغرور والتحدي .

يومًا ما ، كان الناس يقولون لهم : هذا لا يجوز ، فيخرجون ألسنتهم ويشمرون اسلحتهم ويغضبون قائلين : ماذا أنتم فاعلون ؟ ، فيكرر الناس معارضتهم لبطشهم وهدمهم وغرورهم واستعلائهم ، فيمضون متحدين بالسلاح ، قاهرين كل عزيز وقاطعين كل لسان ، سلخوا جلود مناوئيهم في أقبية مظلمة ، قتلوا بالظن وانتهجوا الرعب وسيلة لإثبات أنهم مجانين مسلحين لا يرحمون ! ، هذه صورتهم النمطية التي حرصوا على تسويقها أمام الجميع ، قوتهم في عضلاتهم ، مجدهم في سلاحهم ، سلطتهم تصنعها فوهات بنادقهم . السلام بالنسبة لهم خسارة ، الحرية في قاموسهم تهديد وجودي ، لهذا يكرر "عبدالسلام صلاح فليته" عنجهيته ، يقبض ريح نصر ويبيعه معلبًا لأنصار سيده ، لا يريدهم أن يشعروا يومًا أنهم عناصر في جماعة محترمة . الفضيلة بالنسبة لهم عار ، والتعايش ضلال مارق .

"نحن مجانين" ! ، هذا ما يقوله الحوثي للناس والعالم ، سنفجّر ونقتل ونهدم ونزرع الألغام ونمسح كل مدينة من خارطة الوجود إن خرجنا مهزومين ، لن يهنأ أحدٌ بشيء بعد رحيلنا ، ولن نرحل أصلًا . سنقاتل حتى يوم القيامة . أنا مجنون وكل أنصاري كذلك !

يرتعش العالم إنسانيًا على وضع الأبرياء الجوعي الذين حاصرهم إبن بدرالدين وسُلالته ، يطوف أنصاره المريبون عواصم العالم الغربي بإصرار ممنهج لبث رواية مخادعة لا تستند إلى أساسيات الصراع وجذوره ، يُقدّمون أنفسهم كمستقلين ومحايدين وبداخلهم مجنون مُلثّم . تعمل السُلالة العنصرية على التقليل من شأن المعركة وإظهار التحالف العربي كأداة عنف ، في محاولة قصوى لتحييده عن الصراع حتى يتمكنوا من اليمن بقسوة السلاح وكثافة الدعاية والتضليل والحرب النفسية وضخ الأموال المدنسة لشراء الذمم والنفوس .

الحكومة اليمنية عبر وفدها إلى مشاورات السويد وافقت على سحب قواتها من مداخل المدينة وإعادة تموضعها مع انسحاب مماثل للميليشيا ، مقابل السماح بعودة السلطة المحلية المنتخبة والمديرون التنفيذيون لأجهزة الدولة قبل ٢٠١٤م لإدارة مدينتهم . هنا في هذه التفاصيل يكذب "فليته" ويدّعي أنه تفاهم مع الوفد الحكومي على أن يدير عناصرهم كل شيء في الحديدة ، وهذا يعني تفجير الموقف مجددًا .

لقد نكث محمد عبدالسلام بعهده للأمم المتحدة قبل أن تحط طائرته مطار صنعاء كعلامة تدُل عليهم ، ولو لم يفعلوا ذلك لصرعتنا المفاجأة أنهم صاروا قومًا محترمين ، وبأنهم استخدموا العقل للمرة الوحيدة في حياتهم . حمدًا لله أنهم لم يخيبوا ظنّنا فيهم . وحتى آخر ما تبقى من أيام الوعد برحيل آخر مستعمر حوثي من الحديدة ، سيكتشف العالم وأممه المتحدة أن ذلك الوعد ليس إلا كلامًا منثورًا تختبئ في تفاصيله موبقات المكر والخداع ، والحُجج الخبيثة والدعايات الفاجرة .

سيستمر الحوثي مجنونًا ، كانت تلك وظيفته ووسيلته للوصول إلى صنعاء ، وقد استحلاها بعد ذلك حتى صارت طبيعة مكتسبة تتحكم في تفاصيل كل شيء في حياته وتصرفات أنصاره، ولن يُشفى إلا إذا اقتلع اليمنيون جنّيه من رأسه ، فتبرد الرؤوس الحامية ويعود اليمن سعيدًا كما كان ، وتكبر الإبتسامة في وجوه اليمنيين . 

#سام_الغباري

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص