حينما قامت ثورة ال 26 من سبتمبر قامت معها مخططات الإمامة الهاشمية السلالية والتي دخلت في الجمهورية لتعيد ترتيب نفسها وتهيئة صفوفها للعودة لاحتلال البلاد واستعباد العباد والإنقضاض على الحكم الجمهوري واتخذت معركة النفس الطويل متخذة كل وسيلة للوصول إلى هدفها والذي امتد لاكثر من خمسين عاما ، لم يكن بقايا الإمامة يخططون ويمكرون بمعزل عن بعض الدول الخارجية وإنما تلقت كافت الدعم المادي والمعنوي واللوجستي من بعض الدول العربية والأجنبية والملكية على وجه الخصوص.
لم يكن انقلاب21سبتمبر نتاجا لانعزال الحركة الحوثية في كهوفها وتدارس انصارها لملازم سيدهم حسين ولا لبعض التدريبات المسلحة على القتل والتهجير والتفجير التي كان يتلقاها اعضاء الحركة من قبل مدربين ايرانيبن او لبنانيين ينضوون تحت الحكم الإيراني فحسب وإنما كان لبعض دول المجتمع الدولي والأمم المتحدة دور فاعل وبارز في تمكين الحركة من الإنقلاب على الشرعية الممثل الحصري والرسمي للجمهورية اليمنية في المحافل والمنظمات الإقليمية والدولية.
مع اول طلقة انقلابية إمامية إلي صدر الجمهورية والأمم المتحدثة توصي الشرعية بضبط النفس وأن تقف بقواتها المسلحة والأمن على مسافة واحدة من طرفي الصراع - حسب زعمها - مليشيا الحوثيين كطرف أول معتدي ومتمرد و الطرف الثاني معتدى عليه محافظات الجمهورية وقبائل اليمن ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وانساقت الشرعية إلى وصايا الأمم المتحدة حتى تم تسليم صنعاء مركز الجمهورية الى الإنقلابيين وبحضور رسمي أممي عبر المبعوث الدولي جمال بنعمر والذي لعب دورا بارزا وماكرا في اقناع السلطة العليا للشرعية باقحام الحوثيين مؤتمر الحوار الوطني ويداها ملطختان بدماء الأبرياء تفوح منها رائحة بارود التفجير .
لقد اصبح الحوار مع المليشيا الإنقلابية عبارة عن نفق ومتاهة طويلة مظلمة ملتوية فأرسلت الأمم المتحدة مبعوثيها بالتناوب لتحسين دروب المتاهة الحوارية وتصويرها للشرعية على أنها أقصر الطرق وأيسر المسالك وأقلها كلفة لاستعادة الجمهورية وعودة هيبة الدولة غير أن الواقع أثبت أن المبعوثين الأممين ليسوا إلا مبتعثين لإنقاذ الإماميين وتتويه الشرعية وتضليلها وتغييبها في المتاهة الحوارية لتعيش حالة تيهٍ تقبل معها بأي تسوية أقلها العودة للقبول بالإنقلابيين للشراكة السياسية وتقاسم السلطة والثروة وتحت قاعدة ( من جلست معه للتحاور جلست معه للحكم ) .
عززت الأمم المتحدة طاولة الحوار بمبعوث أممي ثالث وهو ( غريفيت ) بريطاني الجنسية ملكي النزعة خلفا للعربيين بنعمر وولد الشيخ وهما من مهدا الطريق وعبداها لإن تدخل بريطانيا ليس لاستعادة الشرعية وإنما لشرعنة الإنقلاب فاستطاع غريفيت اقناع الشرعية بكل سهولة باستئناف جولات الحوار في السويد دونما شرط بينما ناضل لاقناع المليشيا الإنقلابية بحضور حوار السويد بعدأن نفذ كافة شروطها لحضور الحوار وكل ذلك الاعيب وحركات أُمَمية إِمامية لإضاعة الوقت والذي تستفيد منه المليشيا الإنقلابية لإظهار نفسها عبر مبعوث الأمم المتحدة بإنها سلطة فاعلة وقوة بارزة يجب التعاطي معها إن لم يكن الرضوخ لاشتراطاتها وتعنتاتها والتي تتعاهدها الأمم المتحدة بإيعاز من الدول الطامعة واولها بريطانيا والتي تسعى عبر المليشيا الإنقلابية للهيمنة على كل ماهو استراتيجي في اليمن.
لقد بات ضروريا أكثر من ذي قبل على الشرعية أن تحزم أمرها وتجمع شتات قوتها وتلملم مابعثرته يداها حينما انساقت بلا روية خلف مبعوثي الأمم المتحدة والذين انتزعوا هيبتها ومهابتها ومارسوا معها ابشع انواع الإبتزاز مستغلين وضعها الضعيف في التحالف ليجعلوا منها معبرا رسميا لعودة الإمامة للشراكة في الحكم ومتربصين وكامنين ومراقبين وداعمين في نفس الوقت لتمكين الإماميين من السلطة والثروة ولن تتحقق تلك المطامع الإنقلابية الأممية إلا حين تمسك الشرعية بدفة القيادة لايشاركها في ذلك أحد تستمد العون من الله ومن غاياتها السامية ومن حلفائها دونما شرط او قيد مباركة وداعمة لجيشها الوطني في ما فشلت فيه طاولات الحوار بتحرير الجمهورية واستعادة الدولة واجتثاث كل من يدعو للإمامة السلالية العنصرية الطائفية وليس بعد هذا من حل وماعداه فإنما هو إطالة للمعاناة وإضاعة للحق وليس بعد عودة دولة الجمهورية والنظام والقانون من حق.
- المقالات
- حوارات