معين في ١٥٠ يوماً
هاشم الابارة
يستطيع أن يلمح المتابع للقاء الدكتور معين على قناة اليمن بالأمس الجدية في العمل والقدرة على التخطيط والمصداقية مع الجمهور. لقرابة الساعة عرض الدكتور فيما يمكن أن نعتبره تقريرا عن الأمور التي أنجزتها الحكومة منذ قرار تعيينه، وعن الأهداف التي تسعى الحكومة لإنجازها حتى نهاية العام ٢٠١٩، وعن مشروعات وخطط حتى عام ٢٠٢٠-٢٠٢١، ويستطيع أن يلمح المتابع أيضا بوضوح ما أنجزته الحكومة حسب جدول أولوياتها، فعودة صرف المرتبات لمائة ألف موظف وإيقاف الانهيار، والتحسن في مستوى خدمة الكهرباء، جزء من هذه الأمور الذي تحققت والذي يلمسها الناس بوضوح. وأمور أخرى أنجزتها الحكومة على مستوى إعادة فاعلية المؤسسات الحكومية والدفع بها لممارسة مهامها سوى تلك التي في الجانب الإيرادي لغرض تنمية الإيرادات الحكومية أو في الجانب الرقابي لغرض مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة، أو في جانب المؤسسات القضائية لغرض تعزيز الأمن وتطبيق القانون، وهذه الأمور سيلمسها الناس مع الوقت. لقد عمد الدكتور مناقشة النجاحات الذي حققتها الحكومة والتحديات التي تواجهها بأدق التفاصيل في هذا الحوار التزاما بطريقته في العمل التي أعلن عنها في أول لقاء تلفزيوني له، حيث أوضح بأنه سيظل قريبا من المواطنين وأنه سيخاطبهم في فترات متقطعة ليشاركهم ما تحقق وليشاركوه العزم على مواصلة الجهود لتحقيق المزيد، ويجب أن نعترف أننا أمام حالة مختلفة من الإدارة والاستجابة والتوجهات التي أبداها الدكتور منذ تعينه لم نشهدها من قبل، تثبت أن الدكتور معين ينتمي إلى مصالحنا نحن المواطنيين وأولوياتنا في الحياة هي جدول أعماله، إن الأداء الحكومي بهذا الوعي هو القادر على انتشال بلادنا من هذا الوضع، وقادر على إثبات أن هنالك فرصة لحل مشاكلنا وأنها ليست قضاء وقدرا علينا تقبله، بل باستمرار العمل ونزاهة اليد والمصداقية مع الشعب نستطيع تجاوز هذا الوضع وتخليق شروط التنمية والنهضة وحشد الطاقات لها. وكلما يحتاجه الدكتور معين منا هو الدعم، ولا أقصد بالدعم هو الكتابة عنه أو الهتاف له، بل أن يكون الجميع جزءا من إرادة الإصلاح وجزء من إرادة تفعيل مؤسسات الدولة ومكافحة الفساد وتعزيز النزاهة وحماية المال العام واقتصاد البلد. يعد المجتمع بقواه السياسية والاجتماعية شريكا في إنجاح هذه الإصلاحات وشريكا في منافعها، وشريكا في تحمل تبعاتها السيئة إذا ما تم إفشال الدكتور. أمام بلادنا فرصة ونحن نستحقها وهنالك أمل ونحن متمسكون به..
- المقالات
- حوارات