يوم قلنا للحوثيين لا وهم في بداية مشروعهم الإمامي الإجرامي الظلامي تعبنا كثيرا ؛ وعانينا أكثر ؛ خذلنا من الجميع وأتهمنا أننا أدوات لنظام لا نعرفه ولا يعرفنا وعلاقتنا به علاقة مواطن صالح بدولته وجمهوريته التي لا يمكن أن يساوم بها أو يتنازل عنها لحركة عنصرية نازية تقوم على فكرة الولاية للسلالة والعرق المقدس وتحتكر السلطة الدينية والسلطوية وتحول أبناء اليمن الى عبيد منزوعي الحرية والكرامة ..
كنّا مواطنون لا أكثر من ذلك ؛ كنّا نعاني حرمان كبير من حقنا في رعاية وتعليم وصحة وكهرباء وطريق ؛ وكانت الدولة لا تعاملنا كما تعامل مواطني عمران او صنعاء أو نحوها ولكنا ندرك ما معنى أن تعود الإمامة وفضلنا الحكم الجمهوري حتى لو كان فاسدا وغير عادلا ولا منصفا ولو بقينا وبقت بلادنا كما تركها أبونا آدم ؛ فيكفي أنها تحت راية جمهورية تتطور يوما بعد آخر وستنتج حتما نظاما يوفر هذه المطالَب ويرسي دعائم التنمية والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية ..
لا أدري كيف وهبنا الله كل هذا الوعي والفهم والإدراك في صعدة ونحن مواطنون ورعايا وأعمى بصيرة النخب والسياسيين وسكان المناطق الأكثر تقدما في الخدمات والوعي والعلم والمعرفة ؛ وكنا نتألم حين نزور صنعاء من حين لآخر ونسمع من الناس كلاما ساذجا عن أن الحوثة مظلومين وكيوتين ويحرسون المزارع ويسعفون المرضى ويغيرون ( التاير ) لسيارة أي مسافر أنفجر إطار سيارته في الطريق ؛ كنّا نسمع من هذا الهراء في عاصمة الدولة والجمهورية التي يفترض أن سكانها على مستوٍ عال من الوعي والثقافة الوطنية والممانعة الصلبة التي لا تقبل أي تشويش في قضايا وثوابت وطنية مقدسة !!
كان إعلام الدولة لا يقوم بالواجب كما يجب أما إعلام المعارضة الذي هو الأكثر رواجا بين الناس فقد كان إعلاما تخريبيا تدميريا مزورا يقلب الحقائق ويدين الدولة ويزين الإمامة ومشروعها البغيض والقذر ..
كنّا نفرح حين نقرأ لكتاب يمنيين من خارج الاعلام الرسمي يضعون الحوثية في مكانها الحقيقي ويوصفون ما يدور في صعدة توصيفا مهنيا صادقا وهم بعدد الأصابع ربما ؛ كنّا نباهي بكتاتاب عادل الأحمدي و نجيب غلاب و همدان العليي و حارث الشوكاني و Jalal Alsharaaby و صالح الحكمي ( من صعدة ) وآخرين في نفس النسق لا يسعني ذكرهم ..
وكانت صحيفة أخبار اليوم و مؤسسة الشموع التي يرأسها الاستاذ Saif Alhadery تمثل المنصة الوحيدة من الاعلام الأهلي او الغير رسمي تقاتل جنبا الى جنب مع الجيش والأمن والمواطنين في جبال صعدة وسفيان في مواجهة عشرات الصحف والمواقع المعادية وعشرات الصحف والمواقع المنطلقة في موقفها من مكايدة النظام أو من وقوعها وبعض كتابها فريسة الاصطياد السلالي والخداع والتضليل الامامي ..
كان لفرسان الاعلام الرسمي في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وقناتي عدن وسبأ مؤخرا ووكالة سبأ للأنباء وصحف الثورة و 14 أكتوبر و الجمهورية ودائرة التوجية المعنوي وصحيفة 26 سبتمبر دورا رائدا في إسناد معركة الدولة وتعرية المشروع الحوثي بكل جدارة رغم الأختراق الهاشمي لهذه المؤسسات الاعلامية العملاقة ولاننسى بنفس المساق دور الاعلام المؤتمري المساند من خلال صحيفة الميثاق وموقع المؤتمر نت ؛ بيد أن إعلام الحاكم أي حاكم لا يمكن أن يتفوق على هالة إعلام معارضة متكتلة ومنحازة وتجيد إرباك الرأي العام وهز ثقته بكل روايات النظام تجاه قضايا هي وطنية بإمتياز وتصوره للمتلقي صراعاً من أجل السلطة والنفوذ والثروة ؛ دون إدراك مآلات هذا الخطاب الكارثية ونتائجه الوخيمة التي ليس أقلها إستقبال شعب مخدوع لإمامة ملعونة بالاحضان مصدقا أن كل ما قيل فيها وبحقها ليس إلا من باب الفجور في الخصومة ؛ وما لبث الجميع أن أدركوا بعد فوات الأوان أنهم وقعوا في فخ محكم لم تعد مسألة الخروج منه ممكنة بدون أن تجري أنهارا من دم وتطير رؤساً بالكم ؛ فخضعوا وسايروا المسيرة رغبة أو رهبة !!
في وسط كل هذه الضبابية والتفسخ والانحطاط السياسي وقف معظم ابناء صعدة ووجهاءها موقفا صلبا مقدمين الدم والمال في مواجهة هذا المشروع بوعي لم يهتز وصلابة لم تلين رغم أنهم يواجهون الاهل والأقربون ممن غسلت أدمغتهم وأختطفت حوزات ومراكز التشيع أذهانهم وفِي ظل تهميش وإقصاء وبيع وتعامل لا أخلاقي من جانب الدولة ومن يمثلها في قيادة عمليات حروب صعدة للاسف الشديد ..
وفِي صنعاء أيضا كان رحلات وصولات وجولات لأخينا المناضل السبتمبري غائب حواس فهو قائد قومه المقاتل في الميدان المثقف في صعدة وصنعاء وكم وكم خاض من نقاشات وسجالات مع سياسيين وصحافيين وكتاب ومفكرين لاسيما من حقل المعارضة الذي يحسب عليه غائب كمعارض حقيقي ونزيه وشريف لنظام صالح رحمه الله وبعد أن خضنا حروبا طويلة وتم التفريط بِنَا عشنا التغريبة الصعداوية معا بصنعاء الحبيبة معا جنبا الى جنب مع كل شرفاء صعدة وسفيان مواصلين الحرب اعلاما وسياسة فكرا وحقوقاً وهذه مرحلة تحتاج الى تدوين دقيق ويؤرخ لها من مارس 2011م الى سبتمبر 2014م وفِي هذا التدوين إن شاءالله سنحاول ذكر اسماء كل مشائخ وقيادات مجتمع صعدة وسفيان ومواقفهم بصدق وإنصاف ولن نهمل أحدا منهم فلهم علينا حق توثيق تضحياتهم ونضالاتهم بكل اعتزاز وفخر ونسأل الله أن يوفقنا الى ذلك
- المقالات
- حوارات