شاهدت عيدروس الزبيدي يتحدث في منطقة مريس، عن المشروع العربي، وعن تحرير صنعاء .. وتحدث السيد الزبيدي أكثر من مرة من قبل، بأن ما يسمى بالمجلس الإنتقالي، الذي يرأسه، مع أهداف التحالف العربي.. وسمعته أثناء الحرب، وهو يحرض على التحرير من الإحتلال اليمني..! ولا شيء يثير الاستغراب والمفارقة مثلما يتحدث إبن الضالع، وهو زبيدي حميري، والضالع هي من أكثر المناطق يمنية على وجه الأرض، عن احتلال يمني..!
يهدف ما يسمى المجلس الانتقالي، الإنقلابي في الحقيقة، الذي يقوده الزبيدي إلى إعادة تقسيم وتقزيم اليمن، لكن المفارقة أنه يتحدث في نفس الوقت أن مجلسه مع المشروع العربي وأهداف التحالف العربي، وكأن التحالف العربي، جاء لتقسيم اليمن.! وفِي الوقت الذي نكرر الشكر للتحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، على كل أنواع الإسناد الذي يقدمه لأشقائه في اليمن، لكن لعل الحاجة تدعو الآن إلى إعادة تأكيد التحالف العربي على أهدافه في اليمن، وأكثرها أهمية، سلامة ووحدة الأرض اليمنية، ليعيها كل من يهمه الأمر .. ولا ننسى أن قرارات مجلس الأمن ومنها قرار 2216، الذي ساندته دول التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، قد أكدت على سلامة اليمن ووحدة أراضيه، وقبلها مبادرة الخليج وآليتها التنفيذية..
ومثلما أن ترسانة السلاح التي صارت بيد المليشيات الحوثية هي أصل المشكلة، ولا بد من نزعها ليتحقق السلام والإستقرار في اليمن، فإن تسليح مليشيات أخرى خارج إطار الجيش الوطني وبعيدا عن سلطة الحكومة الشرعية، مثل الأحزمة الأمنية والنخب الجهوية لا يقل خطرا عن مليشيا الحوثي ، وقد رأينا كارثية ذلك قبل أيام في عدن.. وإذا كان تكوين تلك المليشيات بحجة حماية المناطق المحررة، أو تحرير ما لم يتحرر ، فلمَ لا يتم ذلك عن طريق الجيش الوطني، ودمج تلك المليشيات في الجيش بعقيدة عسكرية وطنية يمنية واحدة ..
نحن على ثقة بأنه لا يوجد مشروع عربي ولا مشروع للتحالف العربي يهدف إلى شرذمة وتقسيم وتقزيم اليمن، وأن أهداف التحالف العربي هي تلك المعلنة منذ البداية، وهي أهداف الغالبية الساحقة من أبناء اليمن، ولذلك رحبوا بها، وهي تعبر عن ضمير الإنسان العربي وتطلعاته ، من المحيط إلى الخليج ..
ولك أن تتخيل ما الذي سيقوله العرب من المحيط إلى الخليج ، وما الذي سيقوله التاريخ، لو انتهى تدخل التحالف العربي بتقسيم اليمن وشرذمتها وتقزيمها، كما يتخيل ويرغب أخونا عيدورس ومن معه..
ولا بد أنه بات واضحا بأن مرامي ما يسمى المجلس الإنتقالي الجنوبي ، الإنقلابي، لا تقل خطرا عن مليشيات الحوثي،وقد يزيد عليها مستقبلا، وقد تزايد خطره بسبب الدعم الذي يتلقاه، والتسليح الذي بحوزته، ولا بد للتحالف العربي من تحديد موقف حازم وصارم إزاءه، فقد أصبح مليشيات خطيرة، حوثية أخرى، تهدد أمن واستقرار ووحدة اليمن، ويربك أهداف وجهود التحالف العربي ويعيقها، وقد يسهم في عدم نجاحها لا سمح الله..
ولعل الأخوة في التحالف العربي يدركون صعوبة وربما استحالة استمرار بقاء الحكومة الشرعية تحت حراب ورحمة مليشيات المجلس الإنتقالي في عدن، مثلما يستحيل ذلك في صنعاء تحت مليشيات الحوثي، خاصة بعد محاولة الإنقلاب الأخيرة والخراب والسيطرة التي فرضها الإنقلابيون في عدن .
لو أمكن لعدن أن تكون عاصمة لكل اليمنين ، دون إرباكات الإنفصاليين، وطريقة التعامل معهم ، لتحررت صنعاء منذ زمن، ولتوفر الكثير من الوقت والجهد والدم العربي واليمني ..
ولكي تتحرر صنعاء بجهد وتكاليف أقل ووقت معقول ، فلا بد من تغيير التعامل مع الإنقلابيين في عدن بما يخدم أهداف التحالف العربي وسلامة ووحدة الأرض اليمنية، وسلامة الدم اليمني، والعربي أيضا..
- المقالات
- حوارات