مثلما كان ضعف الهوية اليمنية لدى المجتمع اليمني سبباً لوقوف كثير من القبائل مع الحوثي ، كان أيضاً ضعف الهوية العربية.
فعندما تجد الكثير من اليمنيين يساندون مشروع إيران ضد الدولة اليمنية والتحالف العربي فهذا يدل على ضعف الهوية العربية لديهم.
بالهوية اليمنية يتم تحصين اليمن من المشاريع المعادية للهوية والوطن ، وأيضاً بالهوية العربية يتم تحصين اليمن وكل الأوطان العربية من تلك المشاريع القادمة من خارج المنطقة العربية والتي تتحد في حربها لكل هوية بلد عربي وكل الأوطان العربية بشكل عام.
مشكلة العرب جميعاً أنهم لم يعرفوا ما هي الهوية العربية وأهميتها لتوحد صفهم بمختلف توجهاتهم واختلافهم داخل الوطن العربي لمواجهة المشاريع المعادية ، ولم يكن لديهم برنامج يعمل على أساس وجود مشروع شامل وعام لكل الشعوب العربية يجمع بين الإسلام كدين والعروبة كوطن .
محاربة الهوية العربية تتم من خلال وجود الجماعات الدينية التي تظهر ان الدين ضد الهوية العربية ، وبعض التيارات القومية التي اظهرت الهوية ضد الدين ، وجميعها تحارب الدين والهوية العربية في آنٍ واحد.
التقسيم الحقيقي على مستوى العالم يتمثل في وجود أوطان ووجود أمم.
نحن كعرب وكمسلمين نعتبر شعب واحد داخل وطننا العربي ، وكأمة واحدة مع كل المسلمين في العالم.
ديننا الاسلامي جاء لتعزيز هويتنا الوطنية العربية بوطننا العربي وتعزيز الهوية الوطنية لأي مسلم آخر في الاوطان الأخرى ، فحب الأوطان من الايمان والنبي عليه الصلاة والسلام قال عند خروجه من مكة والله انك احب البقاع إليّ لولا ان اهلك اخرجوني منك.
بينما الاسلام الذي فضل الأمة الاسلامية على بقية الأمم فضل العرب المسلمين على بقية المسلمين في الأوطان الأخرى من حيث ان جعل النبي عربي والقرآن عربي واللغة العربية لغة أهل الجنة ومكة التي تقع في الوطن العربي قبلة لكل المسلمين.
فليس هناك تفضيل على أساس عرقي داخل العرب المسلمين وانما على أساس عربي مع غير العرب ، ومن يساند المشاريع القادمة من خارج المنطقة العربية كإيران وغيرها فهذا يحارب التفضيل العربي ويحارب هويته العربية ودينه الاسلامي.
مشاريع تعزيز الهوية العربية تنبع من داخل الوطن العربي وكلما كانت قريبة لمكة كانت أقوى وأي مشاريع تأتي من خارج الوطن العربي لا يمكنها ذلك لأن فاقد الشيئ لا يعطيه ، ومشكلة دعوات القومية انها أوجدت صراعاً داخل الوطن العربي مع الدين الاسلامي بسبب أنها ارادت ان تجعل العروبة دين والعرب أمة منفصلة عن الأمة الاسلامية.
فالعرب شعب واحد لأنهم داخل وطن عربي واحد وليس أمة وداخل هذا الشعب قبائل عدة كونت هذا الشعب ليتعارف بعضه داخل بعض ويتميز ليعرف ويتعارف مع شعوب الأوطان الاخرى مصداقاً لقول الله تعالى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا.
اما المسلمين فقد جعلهم الله أمة واحدة والدليل قوله تعالى ان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون.
هويتنا العربية نعززها من خلال معرفة اننا شعب عربي واحد داخل وطن عربي واحد نمثل جزء من العالم كله بوطننا وجزء من الأمة الاسلامية الواحدة بديننا.
وجود الهوية العربية يتضح من خلال تحالف العرب مع بعضهم ومساندة بعضهم بعضاً .
وغياب الهوية العربية يظهر من خلال التبعية للمشاريع المعادية للمنطقة العربية والتحالف معها الذي يعتبر خيانة للوطن وعبودية ومساندة للاحتلال الحقيقي للوطن العربي الذي يريد ان يصور ان تحالف العرب مع بعضهم احتلال بعضهم لبعض والحقيقة ليس هناك احتلال عربي عربي فالعرب وطنهم واحد والحدود المرسومة بين دولهم المتعددة داخل موطنهم العربي لا يمكن اختلافهم ونزاعهم عليها بسبب التغيير الناتج اختلافه عن احداث بين الماضي والحاضر ، ولكن الخلاف يجب ان يكون مع من يتجاوز حدود الوطن العربي الممتد دائرياً عليه شامل كل اطرافه وجهاته قادماً من خارجه ليفرض سيطرته عليه ويحكم العرب من خلال استخدام بعض كأداة تابعة له يستقوي بها ضد بعضهم ويثير صراع فيما بينهم ولم يترك العرب أسياد موطنهم يحكمون أنفسهم بأنفسهم ويساند بعضهم بعضاً .
أي مشروع قادم من خارج الوطن العربي يريد أن يكون سيداً على العرب ليحولهم من أسياد متبوعين إلى عبيد تابعبن.
وأي اداة داخل الوطن العربي تتبع تلك المشاريع فهؤلاء بمثابة عاهرات لا أكثر يساعدوا تلك المشاريع على احتلال أوطانهم.
العرب أسياد العالم فضلهم الله مرتين ، الأولى لأنهم مسلمون والثانية لأنهم عرب ، والهوية العربية ترجمة للفكر الاسلامي الصافي ذو الموطن العربي الأصيل ، ومن يتبع إيران أو تركيا أو روسيا فهذا ليس عربياً أصيلاً .
- المقالات
- حوارات