خرج جنرالات تويتر وفيسبوك لإعلان أنه قيد الإقامة الجبرية حتى انتهاء مدة رئاسته، وزادت تويتر وانستغرام بإغلاق حساباته الشخصية والرئاسية إلى الأبد، إلا أن «نانسي بيلوسي» لم تكتفِ بذلك، وقررت مطالبة الجمهوريين بعد «موقعة الكونغرس» للانضمام مع الديمقراطيين لعزله من منصبه، وما لم يفعلوا فإنها ستتكفل بدعوة مجلس النواب للتصويت على محاكمته وعزله، إن لم يتصرف نائب الرئيس بتفعيل المادة 25 من الدستور.
حتى لحظة كتابة هذا المقال فجر السبت يبدو أن «ترامب» عاجزًا عن الحديث، كلما أظهر شفتيه من ضلفتي باب إليكتروني هرول «حُراس الحرية» لإغلاقه وإسكات الرجل، وبينما لم يتدخل الجيش حرفيًا في الانقلاب، إلا أن «جنرالات» وسائل التواصل الاجتماعي تكفلوا بإرغامه على عدم استخدام هاتفه .
دخل «ترامب» معركة مع الإعلام، وعندما أغلقت النافذة الوحيدة له، أصيب بشلل تام، فيما يبدو أن خصومه يرسمون نهاية دارماتيكية لرئاسته خشية أمرين: أن يستغل باقي أيامه لإعلان حرب خارجية قد تُعطّل الانتقال السلمي للسلطة، والثاني أن يقرر الترشح للرئاسة مجددًا في 2024، وكي لا يحدث أحد الأمرين، يفور هلع «رئيسة مجلس النواب» وتصر على خلعه لتنهي مستقبله السياسي تمامًا.
ترامب الذي صار تيارًا مستقلاً بذاته، قد يفكر فعليًا في الانحناء لعاصفة غضب الدولة العميقة، لكنه لن يتراجع عن تأسيس حزب في المستقبل والحصول على تراخيص لإنشاء قنوات إعلامية مستقلة ومنصات إليكترونية تدعم توجهاته وتلبي طموحاته وتغطي العوار الذي كُشِف عنه في معركة يناير 2021، وهو الشهر المشؤوم الذي يقابل يناير 2011 بعقد كامل، عندما أصيب العالم العربي بموجة حادة من انقسام مدمر أصاب اليوم أمريكا على وهن، وكشف أن الديمقراطية بلا جيش يعني جمهورية في مهب الريح.
أربعة أعوام مقبلة لا أتوقع أنها ستكون هادئة بلا مفاجآت، ومع إحكام الديمقراطيين على الكونغرس والبيت الأبيض، قد يضع «ترامب» ومن معه الكمائن في وجه الإدارة الجديدة، في الجهة الأخرى من الكوكب يعمل الرئيس «بوتين» على تعزيز بيادقه في خارطة ليست جديدة عليه، معززًا حضوره بذكاء، فيما تبادر الصين برسم خطوط التواصل السياسي والاقتصادي الهادئ مع مختلف دول العالم، بينما أمريكا المنقسمة على ذاتها لم تفكر بعد في أن استمرار حصار «رئيس خسر الانتخابات» أمر له تداعياته الشعبية المقلقة.
إنني أرقب عودة «مجلجلة» للرئيس «ترمب» بعد أربع سنوات، فالمؤسسية التي صُنعت عليها أمريكا تحولت إلى أدوات بأيدي ورثة الجمهورية، هذه الوصاية التي هشّمت دولًا عديدة على مدى التاريخ، يمكنها اليوم أن تصيب أمريكا بالذهول وتعيد صياغة النظام العالمي الجديد، حيث تدفئ نار التنين الصيني أكواخ الدب الروسي الباردة، فيما يستيقظ الأمريكيون على جمهورية جديدة، ليست جمهورية موز، بل جمهورية في العالم الافتراضي، اسمها جمهورية تويتر.
وإلى لقاء يتجدد..
- المقالات
- حوارات