أصبح اليمن مرهونا برسم الحسابات والصراعات الإقليمية والدولية، وهو نوع من الحروب الذي يمكن أن يطول على ارض اليمن في وقت يبدو فيه السلام المنشود بعيدًا. ومع تزايد الصراعات الداخلية، وتباين المصالح بين الرياض وابوظبي، والصراع السعودي الخليجي الامريكي مع إيران فسيظل الوضع يستنزف اليمنيين ومواردهم وكلها مؤشرات تستبعد فرضية التوصل لحلول جدية قريبة تنهي الحرب في اليمن.
إن اليمن كان وما زال وسيظل محط أنظار كل هذه القوى الدولية، التي تنظر لليمن باعتباره من أهم المواقع الجيوسياسية في العالم وحبلى بمقدرات وإمكانيات طبيعية كبري. وإذا ما توفرت له فرصة تحول سياسي حقيقي نحو الاستقرار السياسي فإنه قد يصبح من أهم البلدان ديمقراطية وتنمية في المنطقة كلها، على غرار التجربة التركية التي تتشابه في موقعها الجيوسياسي مع الحالة اليمنية، كجسر تواصل ونقطة انطلاق قارية مهمة وذات إرث تاريخي حضاري حافل.
هناك صراع حقيقي دولي على اليمن، اختلف فيه المهتمون بالشأن العربي بين صراع سياسي، صراع اقتصادي وصراع حضاري وديني، وكل ما يغذي هذا الصراع هو سعى الدول المستفيدة من الأزمة اليمينية لتحقيق مصالحها وفقط. من الصعب التنبؤ بمستقبل اليمن في ظل اشتداد الصراع الدولي على اليمن تكريسا لمبدأ الواجب تحقيق المصالح الكاملة، فالصراع صراعا جيواستراتيجيا سواء عند السعودية أو إيران أو الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرهم.
إن الرغبة في السيطرة على الأرض لا زالت موجودة لدى الدول المتصارعة، وإنها لم تحقق ما ترغبه فيه رغم مرور السنوات على هذه الأزمة، بحكم أن الأطراف المتصارعة تسيطر على جزء من مناطق اليمن سياسيًا، وعسكريًا، فإن من الصعب على أي منها أن يتخلى عن مناطق نفوذه طواعية، وتجارب التاريخ تؤكد على صعوبة حدوث ذلك في اليمن أو غير اليمن.
ونقول للمتصارعين الداخليين في اليمن:
إلى هنا يكفي.. تعالوا إلى كلمة سواء بينكم تنهون فيها حربكم وتقطعون دابر التدخل الاقليمي والدولي في اليمن وأنتم واليمنيين أولى ببلدكم وموارده.
"فالشرعية تقول ان هدفها من الحرب هي اعادة الجمهورية واقامة دولة يمنية اتحادية ديمقراطية مدنية مؤثرة في الاقليم والعالم من خلال علاقات متوازنة مع الاخر يسودها المصالح والمنافع المشتركة واحترام السيادة.. و(أنصار الله) الحوثيين يقولون إن حربهم ضد مايصفونه (العدوان) لتحرير اليمن وجعلها دولة اقليمية لها وزنها وتأثيرها في الاقليم "..
إذا نقول لهما طالما وأنتم تحاربون بعضكم وتستعينوا بغيركم فان ذلك لن يورث اليمن الا الهلاك وأنتم في مقدم الهالكين. والحل يكمن في الاتي:
- تخلي كل طرف منكم عن اوهامه ومعتقداته وطموحاته في الحكم والاستبداد وفق رؤيته وعن داعميه الاقليميين والدوليين، والاعتذار للشعب اليمني.
- نسيان الماضي والدخول في شراكة على مرحلة انتقالية لمدة ثلاثة اعوام، تكون من أهم مهامها جبر الاضرار واعادة الاعمار واصلاح الاقتصاد وتجهيز لقانون انتخابي جديد لمؤسسات الدولة في نهاية الفترة الانتقالية وترحل كل الموضوعات المتعلقة بشكل الدولة وهوية نظامها وغيرها من نقاط الخلاف الى بعد اجراء انتخابات محلية وبرلمانية ورئاسية.
- وقبل نهاية الفترة الانتقالية تعالوا نتفق على رؤية جيبولتيكية للدولة اليمنية (2023م – 2077م) تعليميًا واقتصاديًا وعمرانيًا وخدميًا وسياسيًا وامنيًا وعسكريًا واجتماعيًا وثقافيا لمدة خمسين عام. تقوم على رؤية بناء القوة اليمنية الشاملة وتكون ملزمة للجميع، وتقسم الى خمس مراحل كل مرحلة مدتها عشرة أعوام. تسمى المرحلة الاولى (2023م – 2033 م) مرحلة اعادة البناء والتعافي للدولة. والمرحلة الثانية بنفس المدة وخلال (2034م – 2044 م) تسمى مرحلة النمو والاستقرار، والمرحلة الثالثة بنفس الفترة وخلال (2045م – 2055م) وتسمى مرحلة التطور. والمرحلة الرابعة بنفس الفترة وخلال (2056م- 2066م) وتسمى مرحلة الازدهار. والمرحلة الخامسة بنفس المدة وخلال (2067م – 2077م) وتسمى مرحلة التمكين والتأثير. ويتم الاتفاق على اهداف وخطط ومشاريع كل مرحلة وفق تصور شامل لما ينبغي ان تكون علية الدولة اليمنية مع تعهد جميع الاطراف في حال وصول احدها إلى السلطة وفق الانتخابات يكون برنامجها هو برنامج تحقيق الرؤية وفق ما سيتم تزمينه وتحديده وهكذا كل حكومة او سلطة تأتي يكون برنامجها البدء من حيث انتهي سلفها وهكذا حتى نحقق الرؤية والشعب يحكم على اداء كل طرف وفق ما ينجزه من الرؤية. وللحديث بقية.
- المقالات
- حوارات