تستمر الصين في بذل الجهود لتعزيز علاقاتها الندية مع الدول العربية من مشرقها إلى مغربها ، وقد ترجمت هذه الجهود على أرض الواقع عن طريق التعاون الدائم والمثمر وكذا عن طريق عدد من الوسائل والمبادرات ولعل أبرزها المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية.
في جامعة الدول العربية تم إنشاء مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية والذي يستضيف المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية وذلك استجابة لدعوة الرئيس الصيني شي جينبينغ في أبريل 2017 ، ليصبح المنتدى منصة هامة لتعزيز الحوار وتبادل الخبرات للحكومة والإدارة والتنمية بين الدول العربية والصين.
انعقاد سنوي
حرصت الدول العربية والصين على عقد المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية سنوياً متجاوزين كل التحديات والظروف ، فقد عقدت الدورة الأولى للمنتدى بعنوان " تعزيز تبادل الخبرات في الحكم والإدارة وتعزيز مواءمة الاستراتيجيات التنموية بين الصين والدول العربية في 23 أبريل2018 في بيجينغ ، وقد حظيت هذه النسخة باهتمام كبير من قبل الجانبين وحضرها عدد من المسؤولين الحكوميين والخبراء والعلماء الصينين والعرب.
كما استضافت الصين الدورة الثانية للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية بعنوان الحزام والطريق تقاسم التنمية والازدهار في 15أبريل 2019 بشنغهاي حيث ركزت على التواصل السياساتي وتعميق التعاون والتواصل بين المؤسسات الفكرية لتقديم الدعم الفكري لبناء الحزام والطريق ، وقد تنامت نسبة الحضور من كلاً من الجانبين العربي والصيني لتصل إلى أكثر من 140 ممثلاً أكاديمياً وسياسيا ورجال أعمال عرب وصينيون.
ومع الظروف التي واجهها العالم خلال أزمة كوفيد 19 استمر المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية بعقد عدد من الأنشطة افتراضياً وبذات الاهتمام والحضور ، حيث تبادل الخبراء والعلماء العرب والصينيون وجهات النظر حول عدد من المستجدات والقضايا والأفكار كان أبرزها إقامة منصة الحوار المتعدد الأطراف في منطقة الخليج والتعاون في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك استدلالاً بمبادرة التنمية العالمية.
وفي العام 8 سبتمبر 2022 عقدت الدورة الثالثة للمنتدى عبر الاتصال المرئي تحت عنوان مواءمة الاستراتيجيات التنموية وتظافر الجهود لدفع مبادرة التنمية العالمية وتميزت كسابقاتها من نسخ المنتدى بالحضور الأقوى والاهتمام المشترك من الجانبين.
وفي السادس والعشرين من سبتمبر 2023 ستنظم الصين الدورة الرابعة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية والذي سيحضره ممثلون حكوميون وخبراء وباحثون وإعلاميون صينيون وعرب، وتركز هذه الدورة على الدفع برفع مستوى التعاون الصيني العربي وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية.
ويبقى انعقاد هذه الدورة على أرض الواقع هاماً واستثنائياً لا سيما أنه جاء بعد انعقاد القمة الصينية العربية وكذلك بعد انعقاد دورة افتراضية.
