الرئيسية - عربي ودولي - سوريا والعراق يتجهان لفتح معبر "البوكمال – القائم" الحدودي
سوريا والعراق يتجهان لفتح معبر "البوكمال – القائم" الحدودي
الساعة 01:29 مساءاً

تتجه السلطات السورية والعراقية، جدياً، إلى إعادة فتح معبر "البوكمال – القائم"، على الحدود بين البلدين الجارين، بعد إغلاقهما منذ أكثر من أربع سنوات بسبب الحرب السورية الأهلية والحرب ضد التنظيمات الإرهابية.

وبحث نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم، خلال لقاءه في دمشق ، وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، الإجراءات والخطوات اللازمة لإعادة فتح معبر  البوكمال والقائم على الحُدود بين البلدين الجارين، بعد ساعات قليلة من الافتتاح رسميا  لمعبر "جابر ـ نصيب" على الحُدود الأُردنية السورية، أمام حركة التجارة وعبور الشاحنات والبضائع والترانزيت للمدنيين بعد إغلاقه لمدة ثلاث سنوات بسبب الحرب الأهلية السورية.

كما يتزامن ذلك، مع إعادة سوريا وإسرائيل، فتح معبر القنيطرة في هضبة الجولان المحتل، بعد إغلاق دام أربع سنوات نتيجة الحرب ذاتها.

وأعلن المعلم ونظيره والجعفري خلال مؤتمر صحفي مشترك، أن عملية افتتاح معبر البوكمال من الجهة العراقية، والقائم من الجهة السورية باتت قريبة جداً.

ومثل معبر البوكمال في محافظة دير الزور شرق سوريا، قبل اندلاع الحرب في سوريا في عام 2011، ممراً استراتيجياً بين البلدين، وذلك قبل سيطرة فصائل معارضة عليه ثم جبهة النصرة التي باتت تعرف باسم هيئة تحرير الشام بعد إعلان فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة.

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العام 2014، الذي أعلن إقامة "الخلافة الإسلامية" في مناطق واسعة بالعراق وسوريا، على المعبر قبل أن تتقلص سيطرته تدريجياً ويتم طرده من المنطقة أواخر العام 2017.

وقال وزير الخارجية السوري "الإرهابيون الذين كانوا يسيطرون على هذه المعابر والدول الداعمة للإرهاب، كانت تعرقل فتح المعابر الحدودية لسورية مع دول الجوار، وهذه المعابر بين الشعوب، وننظر الآن في مصلحة الشعبين السوري والعراقي لفتح معبر البوكمال.. في أسرع وقت ممكن".

وأكد المعلم أن زيارة وزير الخارجية العراقي إلى دمشق "تأتي في ظروف هامة متقاربة طرأت في سورية والعراق، وهما يتلمسان حلاوة النصر على الإرهاب الذي ضرب البلدين، ولكن صمود الشعبين والتفافهما حول قواتهما المسلحة أدت إلى هذه النتيجة التي سيستفيد منها العالم كله".

من جهته قال وزير الخارجية العراقي إن عملية افتتاح المعابر بين البلدين "ستكون قريبة، وإن أخذت بعض الوقت، حيث لا يوجد ثمة ما يبرر التلكؤ والتأخير في ذلك"، موضحاً أن "المعابر بالنسبة للعراق ليست معابر جغرافية فقط بل تحمل معالم حضارية واقتصادية وسياسية وحتى ديموغرافية".

وأضاف الجعفري: "سورية تخطت الكثير من الأزمات التي تعرضت لها وصمدت في وجه الإرهاب وحليفها النصر في وجه كل المؤامرات، ولا أحدا يستطيع تهميشها لدورها المحوري في المنطقة"، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".

والعراق واحدة من بين دول قليلة في المنطقة، التي لا تزال تحتفظ بعلاقات رسمية مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي قاطعته دول كثيرة نتيجة قمعه لاحتجاجات شعبية في بلاده اندلعت العام 2011، قبل أن تتطور إلى حرب أهلية شارك فيها جماعات وتنظيمات إرهابية.

ويرتبط العراق مع سوريا بثلاثة معابر رسمية تحمل تسميات مختلفة على الجانبين،هي: القائم من الجانب العراقي، والذي يقابله البوكمال على الجانب الآخر، والوليد في العراق، ويقابله التنف على الجانب السوري، وربيعة يقابله اليعربية في سوريا.

وأُغلقت المعابر الثلاثة إثر سيطرة تنظيم "داعش" المتشدد على مناطق شمال وغرب العراق صيف العام 2014، إضافة إلى مناطق شاسعة في الطرف الآخر من الحدود السورية.

وأعلن العراق في ديسمبر الماضي استعادة جميع أراضيه من "داعش" الذي سيطر عليها خلال 2014، والتي كانت تقدّر بثلث مساحة البلاد، إثر حملات عسكرية متواصلة استمرت ثلاث سنوات بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وبعد أكثر من سبع سنوات من النزاع الدامي والمدمر في سوريا، أصبحت الحكومة السورية تسيطر على نحو نصف المعابر الحدودية الرسمية الرئيسية الـ19 مع الدول المجاورة أي لبنان والأردن والعراق وتركيا.

ومع استعادة نظام الرئيس السوري بشار الأسد أغلب أنحاء البلاد بمساعدة حليفتيها روسيا وإيران، تسعى الحكومة السورية إلى إعادة فتح المعابر الحدودية مع الدول المجاورة لها، لما لذلك من أهمية كبيرة في تحقيق ما ترجوه من إنعاش لاقتصادها المنهار وإعادة البناء في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

وتسببت الحرب المستعرة في سوريا منذ أكثر من سبعة أعوام في مقتل أكثر من 350 ألف شخص ، وتشريد ستة ملايين شخص داخل سوريا وفرار 5.5 ملايين آخرين إلى الخارج.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص