أدانت السلطة الفلسطينية بشدة، اعتقال سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمحافظ القدس عدنان غيث، ومدير جهاز المخابرات العامة العقيد جهاد الفقيه، مساء السبت.
واعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن هذا الاختطاف والاعتقال بحق غيث والفقيه، خطوة جديدة ضد التواجد الفلسطيني في القدس ويشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وللأحكام التي وضعتها إسرائيل للمؤسسات الفلسطينية في المدينة ،ومثالاً على عدوانها على الشعب الفلسطيني، وتذكيرا للمجتمع الدولي بإفلات إسرائيل من العقاب.
وقال عريقات في بيان صحافي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" إن هذا الاعتقال، هو جزء بسيط من سلسلة من الانتهاكات والممارسات التي تقوم بها إسرائيل بما في ذلك التهجير القسري، وهدم المنازل وتوسيع منظومة الاستيطان الاستعمارية من أجل إكمال مخططها في القضاء على حل الدولتين على حدود 1967، وفرض إسرائيل الكبرى بدلا منه.
وطالب المسئول الفلسطيني، المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لإنقاذ مدينة القدس الشرقية، وتأمين الحماية الدولية العاجلة.. موضحاً أن إسرائيل ستنتهج سياسات وأساليب تعسفية أخرى لترهيب واعتقال القيادات، وأبناء الشعب الفلسطيني، إضافة إلى آلاف الرهائن من المعتقلين، وخروقاتها الممنهجة للقانون الدولي، ولالتزاماتها.
وأكد عريقات أن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لا تمتلك أي حق في تعطيل الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية الفلسطينية في المدينة .. لافتا إلى خطورة التصعيد الذي تشنه قوة الاحتلال على مدينة القدس، وخاصة بعدما منحتها الإدارة الأمريكية الضوء الأخضر لإلغاء الوجود الفلسطيني في القدس.
واعتقلت قوة خاصة في الجيش الإسرائيلي، السبت، محافظ القدس عدنان غيث، بعد اعتراض مركبته في منطقة بيت حنينا شمالي القدس المحتلة، بسبب ما قالت إنها مخالفات ارتكبها في الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما أفادت منظمة التحرير الفلسطينية، يوم الأحد، في حين اعتقلت قوة أخرى، مدير جهاز المخابرات الفلسطينية، العقيد جهاد الفقيه.
وقال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد إنه "تم اعتقال شخصين ويجري حاليا التحقيق معهما".
ونُقل غيث صباح الأحد إلى سجن محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية حيث يتم احتجازه قبل جلسة استماع ستجري خلال أربعة أيام.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، مساء الأحد، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مددت توقيف محافظ القدس عدنان غيث، حتى الثلاثاء.
ويأتي اعتقال غيث والفقيه ضمن حملة اعتقالات واسعة، تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، وتستهدف قيادات ومسئولين في إقليم (قيادة) القدس في حركة فتح التي يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
كما تأتي هذه الاعتقالات في ظل تصاعد التوتر والعنف على الحدود الشرقية لغزة، مع استمرار احتجاجات الفلسطينيون، منذ نهاية مارس الماضي، في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين غزة والأراضي التي تحتلها إسرائيل، وذلك للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها عام 1948، وهو العام الذي قامت فيه دولة إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة.
ويريد الفلسطينيون تأسيس دولتهم في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، واحتلت إسرائيل تلك الأراضي عام 1967 وضمت إليها القدس الشرقية في خطوة لم تحظ باعتراف دولي. وتعتبر إسرائيل كامل القدس عاصمتها الأبدية التي لا يمكن تقسيمها.
- المقالات
- حوارات