كيف نجا "زعيم داعش" من عملية اغتيال .. ومن الذي خطط لها .. ودور المخابرات الغربية
الميثاق نيوز - لندن: نجا أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" من محاولة انقلابية ضده قام بها مقاتلون أجانب في يناير الماضي، كما افاد مسؤولون استخباراتيون في المنطقة مشيرين الى ان الجماعة الارهابية اعلنت مكافأة لمن يقتل رأس المحاولة.
ويعتقد المسؤولون الاستخباراتيون أن المحاولة جرت في 10 يناير في قرية قرب بلدة هجين في حوض الفرات شرق سوريا حيث يتحرك داعش يتحرك في رقعة أرض ضيقة هي آخر موقع ما زال تحت سيطرته.
نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن المسؤولين الاستخباراتيين ان الحركة التي دُبرت ضد البغدادي أدت الى اشتباك بين مقاتلين أجانب وحراسه الذين تمكنوا من تهريبه الى الصحراء القريبة.
وعرض داعش مكافأة لمن يقتل أبو معاذ الجزائري الذي يُعتقد انه مقاتل أجنبي مخضرم من بين ما يُقدر عددهم بنحو 500 مسلح ما زالوا في المنطقة.
وفي حين ان داعش لم يتهم الجزائري مباشرة بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية فان وضع مكافأة على رأسه اجراء غير معهود ويعتقد المسؤولون الاستخباراتيون انه كان المخطط الرئيسي للمحاولة.
وقال احد المسؤولين الاستخباراتيين لصحيفة الغارديان ان حراس البغدادي "عرفوا بالمحاولة قبل تنفيذها وكان هناك اشتباك قُتل فيه شخصان".
ويبدو ان المسؤولين العراقيين ونظراءهم في بريطانيا والولايات المتحدة واثقون من ان البغدادي أمضى بعض الوقت مؤخراً في المعقل الأخير لخلافته المزعومة حيث اعاد داعش تجميع فلوله بعد عامين من الخسائر العسكرية لخوض ما يُعتقد انها ستكون معركته الأخيرة.
وأصبح البغدادي مركز اهتمام الأجهزة الاستخباراتية والقوات الموجودة في المنطقة مع تفكك سيطرة دعش ومقتل قيادات الجماعة بأعداد كبيرة.
وتطارد البغدادي المصاب بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم مع اصابة دائمة نتيجة ضربة جوية قبل اربع سنوات، جيوش اربع دول وآلاف المسلحين الذين ينتمون الى ميليشيات مختلفة منذ ظهره أول مرة ليعلن نفسه خليفة من على منبر مسجد النوري في الموصل صيف 2014.
وحتى المحاولة الانقلابية التي تحدث عنها المسؤولون الاستخباراتيون لم يكن هناك ما يشير الى وجود تهديد جدي لزعامته أو حياته من داخل الجماعة الارهابية. فالذين بقوا معه متطرفون قدماء متعصبون ايديولوجياً تأكد ولاؤهم له على امتداد سنوات من الخسائر والنزيف.
ولكن مقاتلي داعش يفرون من المناطق المحاصرة كل يوم منذ ثلاثة اسابيع فيما استسلم آلاف مع عائلاتهم لقوات سوريا الديمقراطية بقيادة الكرد قرب دير الزور شرق سوريا.
ومن بين الأسرى الجدد اعداد كبيرة من الأجانب الذين يقول بعضهم ان اشهراً من الهجمات المتواصلة دفعتهم الى عمق الأراضي التي ما زالت تحت سيطرة داعش.
وتقول القوات الكردية ان هناك اجانب ما زالوا متوزعين حول المتبقي من قيادة داعش بينهم عدة رهائن منهم الصحافي البريطاني جون كانتلي الذي كان من بين 25 أجنياً وقعوا في قبضة داعش في مدينة الرقة.
وتقدر القوات الكردية ومسؤولون استخباراتيون في العراق ان فلول داعش لديهم ما يكفي من السلاح والمقاتلين للاستمرار شهراً آخر على الأقل إذا قرروا البقاء في مواقعهم.
ويتوفر طريق لهروب المسلحين الى الصحراء لكن قوات النظام السوري والقوات الروسية تنشط جنوب معقل داعش الأخير وأي محاولة للهروب الى الصحراء ستكون عملية محفوفة بالأخطار.
ورغم خسائر داعش للأرض فهناك دلائل الى عودته للعمل بمجموعات متحركة في العراق قرب المناطق التي انطلق منها لاحتلال الموصل عام 2014.
ويقول مسؤولون في شمال العراق ان عدد العبوات المزروعة على جانب الطريق والاعدامات ازداد بإطراد خلال العام الماضي.
ويُعتقد ان داعش رفع رايته وإن لفترة قصيرة في مناطق من الموصل وسهل نينوى.
- المقالات
- حوارات