الرئيسية - تكنولوجيا - "الهليكوبتر".. الطريقة الأفضل لتربية الأبناء
"الهليكوبتر".. الطريقة الأفضل لتربية الأبناء
الساعة 06:55 مساءاً (الميثاق_ متابعات )

تعتمد بعض الأسر على أسلوب "الوالدين الهليكوبتر" أو "الطوافة"، وهو مصطلح يعني أن الأبوين يحومان حول رؤوس أبنائهما لمتابعتهم عن كثب في معظم الأوقات، ومتابعة كل كبيرة وصغيرة بعناية دقيقة وشديدة لكل ما يتعلق بدروسهم وتحصيلهم العلمي، وثبت مؤخرا أن "أسلوب الوالدين الطوافة"، أو مصطلح "آباء الهليكوبتر" وأطلقه العالمان فوستر كلاين وجيم فاي، يعطي الأطفال بالفعل أفضل فرص للنجاح في الحياة.

الحب والمال والأبوة
جاء ذلك في كتاب جديد بعنوان "الحب والمال والأبوة"، يتناول الأسلوب المثير للجدل في تربية الصغار.

ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عرضا موجزا له، حيث دأب منتقدو توجهات الإدارة الصغرى المكثفة السائدة بين الأبوين من الطبقة المتوسطة على الزعم بأنها تؤدي إلى تنشئة أطفال "عنيدين" غير مستعدين للعالم الحقيقي، وجادل مؤلفا الكتاب الجديد بأن مثل هذه الأبوة القسرية المكثفة يمكن أن تجلب منافع تغير حياة الأطفال، خاصة عندما يتعلق الأمر بالإنجاز الأكاديمي.

اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء
ويرى أيضا مؤلفا الكتاب دكتور ماتياس دويبك، أستاذ الاقتصاد في كلية واينبرغ للفنون والعلوم في جامعة نورث وسترن، والمؤلف المشارك دكتور فابريزيو زيليبوتي من جامعة ييل، أنه ربما يكون هذا النهج مسؤولا جزئيا عن الفجوة الآخذة في الاتساع بين الأغنياء والفقراء.

وقام دكتور دويبك، والمؤلف المشارك دكتور زيليبوتي، بتحليل الاختبارات الأكاديمية لأطفال في سن الخامسة عشرة حول العالم وضمنا النتائج في كتابهما الجديد.

تجارب شخصية
قام مؤفا الكتاب بتناول السرد المباشر لتجارب شخصية وعدد من الأبحاث الأصلية، ليؤكدا أنه في البلدين ذوي التفاوت الاقتصادي المتزايد، مثل الولايات المتحدة، يندفع الآباء أكثر فأكثر لضمان أن يكون لأطفالهم طريق إلى الأمن والنجاح، وفقًا لتقارير في صحيفة نيويورك تايمز.

وقام مؤلفا الكتاب بمقارنة هذه النتائج بالتقارير الواردة من المراهقين وأولياء أمورهم حول كيفية تفاعلهم، حيث توصلا إلى أن أساليب "الأبوة والأمومة الطوافة" تؤدي إلى نتائج تحصيل علمي أكاديمي أعلى.

الأسلوب النموذجي
في وقت سابق طور دكتور دويبك ودكتور زيليبوتي نموذجًا يقدم تفسيراً اقتصاديًا لم يختار مختلف الآباء أساليب تربية مختلفة للأبناء، مثل الأبوة والأمومة "الاستبدادية"، أو "الرسمية"، أو "المتساهلة".

ووفقا للمؤلفين فإن أكثر الآباء فعالية، هم الآباء المسؤولون وليس الاستبداديين. إن الآباء المسؤولين يمكنهم إقناع أبنائهم بفعل ما هو جيد بالنسبة لهم وتشجيع الاستقلال، بدلا من الإصرار على الطاعة الصارمة لتعليماتهم.

الاقتصاد يؤثر على طرق التربية
وتطرق المؤلفان أيضا إلى البيانات المتعلقة بالأبوة والأمومة عبر عدد من البلدان في العالم، وأدركا أن منهجهما الاقتصادي يفسر الكثير عن سبب اختلاف أساليب الأبوة والأمومة حول العالم.

ويقول المؤلفان إن الاقتصاد أسهم في تغيير أسلوب الأبوة المتساهلة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وحول الأهالي إلى آباء وأمهات لديهم التزامات وأنشطة وأعباء كثيرة.

دور المؤسسات لتضييق الفجوة
كما أدى تزايد عدم المساواة إلى زيادة "الفجوة بين أساليب الأبوة" بين الأسر الأكثر ثراء والأكثر فقرا.

يقول دكتور دويبك: "نحن ندعي أن الآباء يستجيبون للبيئة التي يواجهونها، واعتمادًا على طبيعة تلك البيئة، يمكن أن تكون هناك نتائج ذات مشاكل اجتماعية حتى لو بذل معظم الآباء قصارى جهدهم".

ويستشهد المؤلفان بالأوضاع في الولايات المتحدة قائلين: "إن أكبر مصدر للقلق في الولايات المتحدة اليوم، هو عدم المساواة في الأبوة والأمومة، أو ما نشير إليه باسم" الفجوة الأبوية "بين الطبقات الاجتماعية".

وفيما يسلط الضوء على أهمية الدور الذي تضطلع به المؤسسات والهيئات المعنية، يقول المؤلفان إن معظم الآباء يفعلون الصواب بالنظر إلى الظروف الاقتصادية التي يواجهونها هم وأطفالهم.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تواصل معنا