الرئيسية - عربي ودولي - مليون ضحية للتحرش الجنسي في المؤسسات الكنسية الكاثوليكية
مليون ضحية للتحرش الجنسي في المؤسسات الكنسية الكاثوليكية
الساعة 10:45 صباحاً (elaph)

مليون ضحية للتحرش الجنسي في المؤسسات الكنسية الكاثوليكية
الميثاق نيوز- برلين: ما زالت قضية الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها القساوسة الكاثوليك على الأطفال والرعايا تشغل الصحافة الألمانية، منذ مثول الكاردينال الاسترالي جورج بيل أمام القاضي في استراليا، ومن ثم الحكم عليه بالسجن 6 سنوات بتهمة الاعتداء الجنسي على الأطفال. ويعتبر بيل أول رجل ديني مسيحي بهذا المنصب يُدان بهذه التهمة.

30 ضعفًا

مع احتدام الجدل حول اعتداءات القساوسة الجنسية على الأطفال، اضطر مجلس الأساقفة في ألمانيا إلى إعداد دراسة حول الموضوع، تحدثت عن3677 حالة اعتداء جنسي ضد أطفال وبالغين من الجنسين، حصلت في الكنائس والمؤسسات الكاثوليكية منذ عام 1946.

أعلنت النيابة العامة الألمانية عن فتح التحقيق مع 67 قسًا بتهمة الاعتداء والتحرش الجنسي، وقال مجلس الأساقفة إنه سيفتح أبواب مؤسساته بالكامل أمام المحققين. كما يدرس المجلس الآن قرارًا يقضي بإجبار الأساقفة الذين يمارسون الاعتداءات الجنسية على دفع تعويضات عالية للضحايا وأهاليهم.

ويبدو أن الألمان الذين يشكلون 72 في المئة، والذين لا يعتقدون أن الكنيسة الألمانية تتستر على القساوسة من مرتكبي التحرشات الجنسي، على حق، لأن دراسة جديدة تقول إن عدد ضحايا الاعتداءات الجنسية للقساوسة الكاثوليكيين يعادل 30 ضعف العدد الذي طرحه مجلس الاساقفة.

114 ألف ضحية

أجرى الدراسة فريق من الباحثين من جامعة أولم الألمانية بقيادة البروفيسور يورغ فيغيرت المتخصص في الموضوع. وسبق لفيغرت أن حاز على وسام استحقاق الدولة الألمانية نظير دراساته وتحليلاته النظرية في موضوع الاعتداء الجنسي على الأطفال.

يترأس فيغيرت قسم العلاج النفسي للأطفال في جامعة أولم، وساعده في الدراسة المحلل النفسي المعروف أندرياس فيت من نفس الجامعة، وستنشر نتائج الدراسة في "مجلة الاعتداء الجنسي على الأطفال".

شملت الدراسة المعنونة "العنف الجنسي لرجال الدين في المؤسسات الكنسية" 2516 امرأة ورجلا من الأحياء من معدل عمر 48 عامًا من ضحايا الاعتداءات الجنسية لرجال الدين الكاثوليك، إلا أن العدد الحقيقي للضحايا يبلغ 114 ألفًا. وعلى الرغم من هذا العدد الكبير توقع فيغيرت أنه ليس إلا قمة جبل الجليد، لأن العدد الحقيقي منذ عام 1946 يفوق التصورات. وذكر الباحث فيغيرت أنه لا يعتقد أن الوضع يختلف في مؤسسات البروتستانت عنه في مؤسسات الكاثوليك.

مليون ضحية متوقعة

أشار فيغرت إلى أن الإحصائيات التي توصلت إليها الدراسة تكشف، بدقة تبلغ 95 في المئة، أن عدد الاعتداءات الجنسية للقساوسة الكاثوليك يتراوح بين 28592 و228736 حالة. وهو رقم يقل بكثير عن التوقعات الحقيقية، إلا انه يبقى أكثر 10 مرات من الرقم الذي طرحه مجلس الأساقفة الألماني.

على أساس هذه المعطيات، توقع فيغيرت أن يرتفع عدد ضحايا معلمي الموسيقى في المدارس الكاثوليكية إلى 85,6 ألف ضحية، وإلى 200 ألف ضحية في مجال الرياضة. وقدر عمومًا أن عدد ضحايا الاعتداءات في المؤسسات والمدارس الكاثوليكية يزيد على مليون حالة.

حاليًا، تدرس الكنيسة الكاثوليكية أكثر من 1900 طلب تعويضات مالية من نساء ورجال وأطفال تعرضوا للاعتداء الجنسي على أيدي قساوسة وأساقفة، وهذا العدد لايتناسب مع 3667 حالة طرحها مجلس الأساقفة منذ عام 1946. وتدفع الكنيسة عادة مبلغ 5000 يورو تعويض لضحايا الاعتداءات الجنسية، لكنها سترفع هذا المبلغ، كما أعلنت، كما ستحمل مرتكب الجناية مبلغ تعويضات آخر.

هذا، وسيقيم فيغيرت ندوة مفتوحة في أولم، الثلاثاء المقبل، يدعمها بعض المؤسسات الكنسية الكاثوليكية، حول موضوع الاعتداءات الجنسية على الأطفال بعنوان "الزمن لا يمحي الجروح".

العزوبية الكنسية

في استطلاع للرأي أجراه مركز "يوغوف" لصالح وكالة الأنباء الألمانية (دي بي آيه) عبرت نسبة 59 في المئة من الألمان (في مقابل 23 في المئة فقط من المقتنعين) عن قنعاتها بأن الكنيسة ليست جادة في دراسة موضوع اعتداء رجال الدين على الأطفال، ووضع حد لذلك.

وقال 72 في المئة إن سبب الانحراف الجنسي في المؤسسات الكاثوليكية هو العزوبية الكنسية، وخالفتهم نسبة 13 في المئة في هذا الرأي. وطالبت نسبة 82 في المئة باجتثاث العزوبية الكنسية والسماح لرجال الدين بالاختيار بين العزوبية والزواج بأنفسهم، في مقابل 13 في المئة رفضوا ذلك.

لكن، هل يكمن الحل في السماح لـ"نساء الدين" بالعمل قساوسة يحلّن محل رجال الدين؟ كشف استطلاع الرأي أن 72 في المئة يؤيدون هذا البديل، ويعتقدون أن القساوسة النساء أفضل من الرجال. وفي الإجابة عن سؤال إذا كانت الكنيسة ستسمح بقسوسة النساء، عبر 54 في المئة عن قناعتهم بأن الكنيسة لن تسمح بذلك.

قساوسة مثليون

ذكر فونيبالد مولر، العالم النفسي والثيولوجي الكاثوليكي، أن الكثير من القساوسة يجهلون الكثير عن الحياة الجنسية، بسبب العزوبية الكاثوليكية، ولا يعرفون إذا كانوا طبيعيين أو مثليين أو مزدوجي الميول الجنسية، ويريدون اختبار ذلك بأنفسهم مع الآخرين. واضاف أن بعضهم "جنسيًا" مثل الأطفال، ولا يشعرون بتأنيب الضمير عند التحرش الجنسي بالآخرين.

الملاحظ أن القس الذي يمارس التحرشات الجنسية يفعل ذلك بعد 10 إلى 15 سنة من تعميده قسًا. وهذا يكشف دور الخواء الجنسي و"العزوبية" في تنمية شرهه الجنسي، بحسب موللر الذي فسر نسبة 80 في المئة من الذكور بين ضحايا الاعتداءات الجنسية في المؤسسات الكنسية على أساس وجود الكثير من المثليين في هذه المؤسسات.

تحدث الباحث عن نسبة 30 في المئة من المثليين بين القساوسة، وقال إنهم مضطرون للتستر على مثليتهم، لأن الكنيسة ترفضهم. وتعامل مولر مع الاعتداءات الجنسية في الكنيسة بصفتها "جناية" لا يمكن السكوت عنها حتى بالنسبة إلى قس، لكنه رفض إلغاء العزوبية الكنسية.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص