الرئيسية - تقارير خاصة - تعز تعقلن السياسة وتبعث التنوّع.. حراك يفرض جدول أعمال المرحلة
تعز تعقلن السياسة وتبعث التنوّع.. حراك يفرض جدول أعمال المرحلة
الساعة 11:30 صباحاً (نيوزيمن)

تعز تعقلن السياسة وتبعث التنوّع.. حراك يفرض جدول أعمال المرحلة

الميثاق نيوز - تعز - تقرير -تحمل تعز على عاتقها أكثر من مهمّة جسيمة في آنٍ مزدحم بالأولويات المتراكمة لبلاد بات على محافظة ومدينة أن تنوب عنها في الأهم والمهم. تتولى تعز، وعن جدارة، بعث الحياة السياسية من جديد، وبث الحيوية المقترنة بالحراك الحزبي والممارسة المدنية.

تظاهر المؤتمريون في احتشاد كبير وغفير وفعالية غير مسبوقة منذ نحو عقد من الزمان خصوصاً في تعز. تقاطرت الحشود والجموع الغفيرة من مديريات ومحليات المحافظة إلى قلب مدينة تعز، بينما كانت الاحتمالات تشكك في مدى فاعلية الجهود الوجيزة والمحدودة في إنجاح فعالية مشابهة.

النجاح الكبير والنهائي يحسب لتعز التي تعيد بلسمة الجروح وتطبيب الذاكرة ومداواة ذكريات كثيرة ما كان لها أن تطيب بهذه الكيفية لو لم تكن تعز جديرة باجتراح المبادرات الكبيرة والمفاجآت السعيدة متحاملة على آلام طرية وخبرات قاسية.

أنجز المؤتمريون امتحان العودة المشهودة من بوابة الممارسة التعددية والفعل الجماهيري. جماهيرية الشعبي العام كانت في الموعد وعند الثقة.

وأنجزت تعز وعداً جديداً وشديد الخصوصية والأهمية، بالنظر إلى اعتبارات مباشرة تتعلق بالخبرة القريبة على صلة بجدليات ويوميات الأزمات المتلاحقة والتقلبات المصيرية التي تعاقبت خلال السنوات الأخيرة ولم تنه دورتها بعد.

تزامناً مع انعقاد البرلمان في سيئون كان انعقاد جماهيري مفتوح وغفير يلتئم في شوارع وساحات الحالمة المتحاملة على الجراحات والذكريات والحسابات كافة وتستشرف الغد والوعد.

من تظاهرة الناصريين إلى تظاهرة المؤتمريين وقبلها مظاهرة الإصلاح تطلق تعز روح المدنية من عقال الحرب وقسوة التخندقات وأرصدة الاستئثار ومحاذير اللون الواحد والصوت الواحد والوصاية التي خيّمت مخاوفَ وهواجسَ وحسابات وحساسيات وصلت حد التفجُّر واندلاع النيران المتوحشة في لحظات طائشة.

ورفعت لافتات وشعارات ومطالب تعيد تبني وصياغة المضامين نفسها في تظاهرة الوحدوي الناصري قبل أسبوع، اتجاه إصلاح المؤسستين العسكرية والأمنية ولجم التفرد والاستئثار والعنف والفساد، ولم تغب تسمية وخبرة الحشد الشعبي للإخوان عن تظاهرة السبت 13 أبريل المؤتمرية.

وعلى مسافة من التظاهرات أغراضاً وخلفيات وحسابات كان الاشتراكي اليمني يتمهل ويستحضر دور الإطفائي المستعد، مصرحاً أنه لن يستخدم ورقة الشارع، ولكنه جاهز لإطفاء الحرائق والمساهمة في حل الخلافات بعيداً عن العنف وبالحوار.

وقد تعاقبت مواقف وبيانات مؤكدة باسم منظمة الحزب بتعز على العناوين نفسها التي رفعتها جماهير الناصري والمؤتمر: إجراء عملية تصحيح شاملة في مختلف مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية، وإنهاء الاختلالات الأمنية، وفرض هيبة الدولة، ومكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين.

اكتملت مضلعات الحياة السياسية والحزبية في تعز، التي باتت تختزل وتختصر اليمن، في واحدة من أهم المساهمات التي تقدمها تعز دفاعاً عن الشراكة والتنوع والتعددية، وهي لطالما كانت كذلك ضمانة وطنية ضد انحراف المسار أو انجراف الأحداث والمراحل نحو ديكتاتورية الإلغاء والتأميم والتكميم.

من شأن هذا أن يضع جدول أعمال بعناوين واضحة وصريحة على طاولة الفاعلين السياسيين والسلطات المحلية والحكومية وقيادة الشرعية، ليس فقط إزاء تعز لوحدها وإن كانت في المقدمة الآن، وإنما إزاء الحياة السياسية والشراكة والتوافق ومنطلقات المرجعيات الرئيسية التي تجاوزتها سلطة الأعوام الأربعة الماضية على وجه الخصوص.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص