"صدام حسين"يعود من جديد الى الواجهة الشعبية في العراق .. والسلطات تصفه بالخطير وتتهم جهات خارجية بعودته
الميثاق نيوز - بغداد - متابعات: تحاول السلطات العراقية من خلال التحقيق الأمني والعقوبات والإحالة إلى القضاء محاصرة تصاعد فعاليات شعبية عراقية وخاصة الجامعية منها والحد من ظاهرة تكرارها لتمجد الرئيس السابق صدام حسين وتهتف مشيدة به وتهاجم القيادة الحالية واحزابها وأتهامها بالفساد.
وفي آخر هذه الفعاليات فقد هتف طلبة كلية القانون بجامعة محافظة ديإلى (65 كم شمال شرق بغداد) خلال الساعات الاخيرة بتمجيد صدام حسين ونظامه خلال حفلة تخرجهم ما دفع وزير التعليم العالي والبحث العلمي قصي السهيل إلى اصدار أمر بفتح تحقيق فوري مع الجهات المعنية في الجامعة.. مشيرا إلى أنّ "تكرار حوادث تمجيد الطاغية والبعث خلال الحفلات التي تقام في الجامعات هو أمر خطير جداً ولا نستثني وجود جهات خارجية وداخلية مدفوعة تعمل على تحريك الشباب المغرر بهم للقيام بهكذا افعال مخالفة للقانون والدستور" بحسب قوله في بيان صحافي الاثنين تابعته "إيلاف".
وأشار الوزير إلى أنّ "ماحصل بجامعة ديإلى/ كلية القانون من هتافات لبعض الطلبة المغرر بهم باناشيد بعثية خلال حفلة التخرج هو أمر غير مقبول ووجهنا بتشكيل مجلس تحقيق من قبل الوزارة مع الجهات المعنية في الجامعة التي حصلت فيها الاحتفالية لبيان أسباب هذا الاهمال".
وشدد وزير التعليم العالي "على اجهزة الامن في الجامعات بضرورة ان تكون اكثر متابعة لمثل هذه التصرفات وان تكون هنالك عملية اشراف وتنظيم من قبل الجهات الرسمية لهكذا احتفالات جامعية كي لايتم استغلالها من اطراف معادية للعراق وشعبه وتسعى لخلق الفتن" على حد قوله.
وإثر ذلك قال مجلس جامعة ديإلى أنّ "كلية القانون في الجامعة شكلت لجنة تحقيقية كما تم تشكيل لجنة تحقيقية على الفور من قبل رئاسة الجامعة".. واشارفي بيان إلى أنّه قد عقد جلسة طارئة للمجلس الجامعة استضاف فيها مدير استخبارات ديإلى وممثل جهاز الامن الوطني في الجامعة لتدارس صحة مقطع فيديو عن الفعالية ليتسنى محاسبة المقصر.
فيديو طلبة جامعة ديإلى يمجدون نظام صدام حسين:
وأكدت رئاسة الجامعة انها ستتخذ "أقصى العقوبات بشأن هذه المخالفة لتوجيهات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي".. موضحا انه رداً على ذلك قام مجلس الجامعة بوقفة استنكارية مع الطلبة وبالكلية نفسها.
حلوى مغلفة بصور صدام
وفي الاونة الاخيرة تكررت في مناطق عراقية مختلفة فعاليات ومظاهر لتمجيد الرئيس السابق صدام حسين.
وفي 11 من الشهر الحالي ضبط جهاز الامن الوطني حلويات مغلفة بالعملات الورقية التي تحمل صورته وذلك في قضاء سوق الشيوخ موطن عشيرة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي جنوبي محافظة ذي قار(375 كم جنوب بغداد).
وذكر مصدر في الأمن الوطني أن "المفارز الامنية اعتقلت شخصين وبحوزتهما كميات كبيرة من تلك الحلويات التي تحتوي صورا للعملات العراقية القديمة التي تحمل صورة الرئيس المخلوع صدام حسين". موضحا انه تمت مصادرة الحلويات واحالة المتهمين إلى الجهات القضائية المختصة في محكمة سوق الشيوخ الذي أوقفتهما وفقا لقانون العقوبات.
وشاعر شعبي يمتدح الرئيس السابق
وفي 14 من شباط فبراير الماضي اصدر قاضي تحقيق قضاء سوق الشيوخ بمحافظة ذي قار حكما بالافراج بكفالة عن الشاعر الشعبي صلاح الحرباوي المتهم بمدح صدام حسين ومهاجمة الاحزاب السياسية الحالية متهما اياها بالفساد.
وكان القي القبض على الشاعر الحرباوي بعد أن القى اواخر شباط فبراير الماضي في مدينة الناصرية عاصمة المحافظة قصيدته الشعبية أمام حشد من العراقيين قائلا "هلي على الحد قبل حطولهم غارة.. إدك من تمر بالغيم طيارة.. وهسة تغيرت والوضع تعبان وترامب الذي مسك مضيفي وأنا صرت خطاره اي "أصبح ترامب صاحب البيت وأنا ضيفه" في اشارة إلى زيارته المفاجئة لقاعدة عسكرية بغرب البلاد اواخر العام الماضي من دون زيارة بغداد او الالتقاء بمسؤوليها.
وأضاف "يا ابوعداي (صدام) أكرهك لكن أحبك حيل (كثيرا) لأنك تدخل على المعتدي لداره" وقال نافيا انتماءه إلى حزب البعث"هسة يقولون بعثي وتكلم لصدام لكني لم أنتم للحزب وعندّي 16 شهيدا في عهده".
وشدد بالقول "أنا لست بعثيا، لكن غثتني (أغضبتني) جدا دخلت ياترامب لأنك دخلت غصبا ولم تأت زائرا".. مهاجما الاحزاب العراقية الحالية قائلا "الدنيا تضل تهابك (العراق) لو أحزابك فيهم خير" ثم انتقد الوضع السياسي الحالي في العراق وتفشي الفقر والفساد في عموم البلاد.
والافراج عن جامعي رفع صورة صدام
كما أعلنت شرطة محافظة الانبار الغربية اطلاق سراح طالب جامعي كان رفع صورة لصدام حسين خلال احتفال رسمي داخل جامعة الانبار جرى خلاله الهتاف له لمناسبة الذكرى الثانية عشر لاعدامه لكن قرار فصله منها ظل ساريا.
ففي 25 ديسمبر الماضي ارسلت السلطات قوة امنية إلى الجامعة حيث حققت مع مسؤولي الامن فيها وتم فصل ثلاثة من طلابها. واعتبر وزير التعليم العالي والبحث العلمي قصي السهيل ماجرى في الجامعه "يمثل ترويجا لا اخلاقيا لفكرٍ اجرامي كان سببا في خراب البلد وجره إلى اتون الحروب والماسي التي دفع العراق ثمنها قوافلا من الشهداء والضحايا فضلا عن الدمار الذي اصاب البنى التحتية للعراق".
يشار إلى أنّ طلاب جامعة الأنبار كانوا قد رفعوا في 24 ديسمبر الماضي في الذكرى 12 لاعدام صدام حسين في 30 من الشهر نفسه عام 2006 صورة مرسومة له خلال احتفالية داخل حرم الجامعة حيث تجمع العشرات من الطلاب حول حامل الصورة مرددين اغان انتشرت خلال الحرب العراقية الايرانية في ثمانينات القرن الماضي ما اثار استياء رسميا نظرا لان الدستور العراقي يجرم الترويج لفكر حزب البعث المحظور في العراق والذي حكم البلاد 35 عاما.
واثر تحقيق عاجل اجرته ادارة جامعة الانبار تم فصل ثلاثة طلاب بتهمة رسم صورة صدام ورفعها في الجامعة والمشاركة في تمجيده.
تمجيد صدام لا يعد جريمة يحاسب عليها القانون
وكان مجلس القضاء الأعلى العراقي قد نفى مؤخرا المعلومات المتداولة عن اصداره قرارا يتعلق بتجريم تمجيد صدام وتحديد عقوبة لذلك بالسجن لمدة تتراوح بين 5 و15 عاما مؤكدا انها عارية عن الصحة.
ومن جهته أكد الخبير القانوني طارق حرب أن تمجيد صدام حسين في العراق لا يعد جريمة يحاسب عليها القانون موضحا في رأي على موقعه الالكتروني تابعته "إيلاف" إن "هناك فرقاً بين الشخص والحزب وأن القانون الذي صدر في العراق هو قانون حظر حزب البعث وهذا القانون له أساس في المادة السابعة من الدستور العراقي.
وأضاف أن "الممجدين لصدام حسين بعد تفسير مجلس القضاء الأعل ىلا تطالهم الطائلة القانونية لانه وبحسب النصوص القانونية فأن تمجيد صدام لا يدخل في باب تمجيد حزب البعث والترويج له وفق الدستور العراقي".
- المقالات
- حوارات