الرئيسية - عربي ودولي - الهجومان الانتحاريان في غزة.. صدمة لحماس ومؤشر على فشل المعالجة الأمنية
الهجومان الانتحاريان في غزة.. صدمة لحماس ومؤشر على فشل المعالجة الأمنية
شرطه
الساعة 08:09 صباحاً (وكالات )

     
لا تزال تداعيات الهجوم الذي نفذه انتحاريان ضد حاجزين للشرطة الفلسطينية التابعة لحماس في قطاع غزة، حيث أحدث الهجوم صدمة للأوساط الأمنية والشعبية والسياسية في القطاع، خاصة أن هذا النوع من العمليات غير مألوف في غزة.

وبينما تحدثت وزارة الداخلية التابعة لحماس في قطاع غزة، عن إحباطها مخططًا كبيرًا من وراء هذه التفجيرات، ووعدت بالكشف عن تفاصيله، إلا أن كثيرًا من المراقبين رأوا بأن حُكم حركة حماس لقطاع غزة أفرز مثل هذه الظواهر الغريبة عن الفلسطينيين.

وتزامن الهجوم مع تراشق سياسي بين حركتي فتح وحماس، حيث حمّلت الأخيرة جهاز المخابرات العامة التابعة للسلطة الفلسطينية، مسؤولية الهجوم، وهو ما دفع حركة فتح لاتهام حماس بمحاولة مداراة الفشل في حكم ا القطاع، ومحاولة التستر على الجناة الحقيقيين الذين يقفون خلف هذا الهجوم.

كما أن الهجوم جاء في ظل أوضاع معيشية اقتصادية وإنسانية صعبة في قطاع غزة، بعد ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وازدياد العمليات الفردية لعناصر من التنظيمات الفلسطينية على حدود قطاع غزة، ما يشير لحالة سخط واسعة عن سياسات الفصائل الفلسطينية خاصة حركة حماس التي تحكم القطاع.

وقال الخبير في شؤون الحركة الإسلامية، خالد صافي، إن“حادثة الانفجار مثلت رسالة صادمة لما وصلت إليه الأوضاع في قطاع غزة، وما وصلت إليه الفكر الأصولي في القطاع من خلال اتخاذ هذا المنحى“.

وأضاف لـ“إرم نيوز“:“كانت هناك عمليات شبيهة بذلك وتتم محاولة اعتقال هذه العناصر قبل تنفيذ العملية، لكن أن تفجر هذه العناصر نفسها بحواجز للشرطة، وهو جهاز مدني وليس جهازًا عسكريًا، هذه المبادرة للهجوم تشكل خطورة الفكر الأصولي في غزة“.

وأشار إلى أن الهجوم الذي حمل بصمات تنظيم ”داعش“ الإرهابي، أراد توصيل رسائل بأن التنظيم ما زال موجودًا، وأن خلاياه ما زالت موجودة، وأن له خلايا قوية في غزة وقادرة على تجنيد عناصر، وصناعة متفجرات لاستهداف الأهداف التي تريدها.

وتابع صافي:“الملاحقة التي قامت بها حركة حماس والاعتقالات الواسعة التي نفذتها أجهزة أمن حماس خلال العام الماضي، لم تستطع إضعاف التنظيم، أو ربما أضعفته في جوانب لكنه ما زال قادرًا على توجيه ضربات“.

وأوضح الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن ”الحادث الهجومي رسالة قوية لحركة حماس بأن المعالجة الأمنية لا تغني، وأن هناك خلايا في قطاع غزة لها ارتباطات في الخارج، على صعيد التمويل وعلى صعيد التخطيط“.

وقال صافي، إن“انحسار تنظيم داعش في العراق وسوريا وسيناء، كان يجب أن يضعف هذه الجماعات في قطاع غزة على صعيد توقف التمويل أو الدعم الخارجي، لكن هذا الحدث يبرز وكأن التنظيم مستعد لفتح جبهة جديدة في غزة“، مشددًا على أن ما حدث في غزة هو عكس التوقعات.

وحول إمكانية عمل التنظيمات الجهادية ضمن أجندات أجهزة المخابرات، وهي التهمة التي كالتها حركة حماس لجهاز المخابرات الفلسطينية، قال صافي إن“كل طرف يحاول أن يصدّر الأزمة للخارج، ويحاول إظهار أن الأمن مستتب وأنه يضبط هذه الأمور ولا يوجد لديه أي إشكاليات في الأمن والحكم“.

وأضاف:“لا يجب استباق التحقيقات، وعلى الأجهزة الأمنية الدخول في التحقيق بشكل جدي ونشر نتائجه للشارع، وأن إطلاق الاتهامات بناء على أدلة واضحة للشارع، وعدم خلط القضايا الأمنية بالخلاف السياسي“.

وتابع، أن“توزيع الاتهامات يسهم بزيادة توتير الأجواء الداخلية الفلسطينية، يمكن أن هناك علاقات بالخارج لهذه التنظيمات، سواء علاقة لها بالخارج أو بالاحتلال لأنه لاعب رئيس في ساحة غزة، وهو معني بتفجير الأوضاع الداخلية وضرب السلم الأهلي“.

ولفت الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن هناك عاملًا آخر يسهم في بروز هذا النوع من التنظيمات، وأصحاب الفكر المنحرف، وهو عامل الترهل السياسي للفصائل الفلسطينية وحركة حماس في قطاع غزة، ما أفقد ثقة عدد كبير من العناصر في قياداتها السياسية والمبررات التي تسوقها للشارع.

من هو فهد بن محمد العيسى رئيس الديوان الملكي السعودي الجديد؟
فتح تحذّر من الانخراط في صفقة القرن
وقال صافي:“هناك تعبئة على صعيد المساجد وعلى صعيد المنابر فيما يخص التعبئة الحزبية والمقاومة، وانحسار المقاومة في الفترة الأخيرة بمسيرات العودة فقط، ومحاولة إبرازها كأنها وسيلة مقاومة، بينما كانت التربية في المساجد تأخذ منحى المقاومة العسكرية، أحدث نوعًا من الفراغ في ملف التعبئة والحشد الفكري والحشد التنظيمي“.

وأضاف:“ربما يكون أفراد من التنظيمات الفلسطينية لم يعودوا على قناعة تامة بما تقدمه القيادة السياسية لهذه التنظيمات من تبريرات، بخصوص العمل المقاوم أو التهدئة مع إسرائيل، وبالتالي ربما يكون هناك عمليات فردية، أو خروج عن العمل الجماعي لهذه التنظيمات“، لافتًا إلى أنه تمت محاصرة العمل المقاوم، والعمل الشعبي لا يروق للعديد من الأفراد.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد كشفت أن الخلية التي نفذت الهجوم الانتحاري، والخلية التي خططت للهجوم، تتبعان لـ“سرايا لقدس“ الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تواصل معنا