الرئيسية - محافظات وأقاليم - البيضاء.. اخر تطورات المعارك المشتعلة بين الحوثيين والقبائل في ال ردمان (تفاصيل المعركة كاملة)
البيضاء.. اخر تطورات المعارك المشتعلة بين الحوثيين والقبائل في ال ردمان (تفاصيل المعركة كاملة)
اشتعال المواجهات بين الحوثيين والقبائل في البيضاء
الساعة 11:52 مساءاً (الشارع)

تفجرت المواجهات بين مسلحي مليشيا الحوثي ومسلحي قبيلة “آل عواض” ورجال القبائل المساندين لهم، عصر اليوم الأربعاء، في إحدى مناطق مديرية السوادية، الواقعة على الحدود مع مديرية ردمان، في محافظة البيضاء.
وقالت مصادر قبلية محلية لـ “الشارع”، إن مسلحي مليشيا الحوثي شَنُّوا، في الثالثة وعشرين دقيقة عصر اليوم، هجوماً على مديرية ردمان، معقل “آل عواض”، بالتزامن مع قيام طائرتين مسيرتين حوثيتين بقصف مدرسة الشيخ أحمد سالم العواضي، والد الشيخ ياسر العواضي، زعيم قبيلة “آل عُواض” في الوقت الحالي.
وأوضحت المصادر أن المواجهات دارت بين الجانبين في منطقة “الحماطة” التابعة لمديرية السوادية، وتمكن مسلحو “آل عُواض”، ورجال القبائل المساندين لهم، من السيطرة على “الحماطة”، وطرد الحوثيين منها بعد قتل ثلاثة وإصابة آخرين منهم.
وأفادت المصادر أن مسلحي الحوثي انسحبوا من “الحماطة”، بعد سقوط قتلى وجرحى منهم، فيما عزز رجال القبائل من وجودهم هناك. وساد الهدوء المنطقة، فيما واصل الجانبان حشد مقاتليهما إلى خطوط التماس الواقعة بينهما في هذه المنطقة وغيرها من مناطق مديرية ردمان. في الحادية عشرة من مساء أمس، تجدد المواجهات بين الجانبين.
وقالت المصادر إن مسلحين من عدد من قبائل البيضاء توجهوا، اليوم، إلى مديرية ردمان للقتال مع “آل عُواض” ضد المليشيا. وظل الوضع هادئاً حتى لحظة كتابة هذا التقرير في العاشرة من مساء اليوم.
وبشأن الطائرتين المسيرتين الحوثيتين اللتين قصفتا مدرسة الشيخ أحمد سالم العواضي، أفادت المصادر أن مسلحي “آل عُواض”، وقبائل البيضاء، أسقطوا إحدى الطائرتين.
وأوضح مصدر قبلي أن مليشيا الحوثي قصفت المدرسة معتقدة أن فيها مسلحين قبليين مساندين لـ “آل عُواض”. وفيما نفى المصدر سقوط أي ضحايا في عملية القصف، قال مصدر قبلي ثانٍ، إن عملية القصف أدت إلى إصابة اثنين من مسلحي القبائل.
وقالت معلومات أخرى أن عملية القصف أدت إلى مقتل شخص وإصابة آخرين من رجال القبائل الذين كانوا في المدرسة، مشيرة إلى أن القتيل يدعا حسين صالح الطاهري الهشامي.
ومساء أمس، قطعت مليشيا الحوثي الإنترنت الخاص بشبكة يمن موبايل عن مديرية ردمان، كتمهيد لاعتزامها شَنَّ حرب واسعة على “آل عواض”.
وذكرت المعلومات أن مليشيا الحوثي أرادت مهاجمة مديرية ردمان من جهة منطة “الراكب” الواقعة في قبيلة “آل المجانح”، إلا أن مسلحون من هذه القبيلة، بقيادة، الشيخ علي سالم المجنحي، اشتبكوا، مساء اليوم، مع مقاتلي مليشيا ومنعوهم من مهاجمة معقل الشيخ العواضي.
وكانت مليشيا الحوثي قصفت بصواريخ الكاتيوشا، في الثانية و40 دقيقة من فجر أمس، منطقة في مديرية ردمان.
وبعد ظهر اليوم، قال الشيخ ياسر العواضي: “يعلم الله ما نسعى إلا للسلام وحقن الدماء بكرامة وشرف، وبعد استهداف الشعف [يقصد مشرفي الحوثي على البيضاء الذين ينتمي أغلبهم إلى منطقة الشعف في صعدة] لردمان بقذائف صاروخية، في ظل وجود دور للوساطة ومشايخ البيضاء، فإني أدعو آل عواض من الجريبات إلى المرية، وأصحابنا مستنير وآل الثابتي للاحتشاد فوراً، وتشكيل سرايا محور ردمان الدفاعية وفق الخطة السابقة للدفاع عن ردمان”.
أضاف، في “تغريدة” ثانية نشرها على حسابه الرسمي في “تويتر”: “ثانياً وللتوضيح، أنا لم أُغَرِّد سابقاً بطلب النكف. وبعد مرور شهر ونصف من قضية العار وقتل الشهيدة جهاد ورفض تسليم الجناة للعدالة، وما هو معروض حالياً من الوساطة فإني أدعو كل أبناء البيضاء ومأرب وشبوة، وكل القبائل التي تواصلت إيجابياً، إلى الاجتماع حال وصولها هذا البلاغ خلال اليوم في ردمان”.
وتابع، في “تغريدة” ثالثة: “أدعو الجميع لفزعة قبلية خالصة لاتخاذ القرار الذي يرونه حال وصولهم اليوم إلى ردمان، ومن تأخر وفى، ومن حضر كفى، ومن وصله البلاغ أخبر ذي وصله النابي، ولا نامت أعين الجبناء، ولله الأمر من قبل ومن بعد”.
وأكدت المعلومات أن مئات من مسلحي القبائل وصلوا، اليوم، إلى مديرية ردمان، استجابة منهم لدعوة الشيخ ياسر. وقال مصدر محلي للصحيفة: “قبائل البيضاء تتوافد إلى ردمان لردع مليشيا الحوثي”.
وبدأ التوتر بين مليشيا الحوثي وقبيلة “آل عُواض” عندما أعلن الشيخ ياسر العواضي، نهاية أبريل الماضي، أنه سيناصر أسرة الشهيدة جهاد الأصبحي، التي قتلها مسلحون حوثيون، في 27 أبريل، في منزلها في مديرية الطفة، التابعة لمحافظة البيضاء.
ولجأ أفراد أُسرة “الشهيدة جهاد”، وزعيم قبيلتها، إلى الشيخ العواضي، وطلبوا منه مناصرتهم، فأعلن أنه سيناصرهم، حتى لو لم يبقَ إلا هو وأولاده. حينها، بَثَّ ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر الشيخ العواضي وهو يقول ذلك، بعد استقباله لشيخ “آل الأصبحي”. وآثار مقطع الفيديو حالة واسعة من التضامن، وتوجه مئات المسلحين من قبائل البيضاء، ومحافظات أخرى حولها، إلى معقل “العواضي” لمساندته في أخذ القصاص من قتلة “الشهيدة جهاد الأصبحي”.
يومها، منح “العواضي” ثلاثة أيام مهلة لجماعة الحوثي لتسليم قتلة “جهاد”، وسحب مشرفيها من البيضاء. وتوسطت سلطنة عُمان لتأجيل المهلة، وهو ما حدث. ثم أرسلت جماعة الحوثي لجان وساطات قبلية عدة إلى العواضي، ودارت مفاوضات طويلة حول القضية، وخلال ذلك كانت الجماعة تحشد آلاف من مقاتليها إلى البيضاء استعداداً للهجوم على مديرية ردمان. وأمس، بدأت المليشيا الهجوم، وفجرت الموقف، رغم أن لجان الوساطة القبلية مستمرة في العمل بين الجانبين.
ومساء اليوم، قال يحيى سريع، المتحدث باسم مليشيا الحوثي، إن ما حدث في “آل عواض” هو “اعتداء واضح وسافر على المواطنين والجيش واللجان الشعبية”، وأنكر ما أكدته كل المعلومات من بدء مليشيات جماعته الاعتداء على “آل عُواض”.
ونقلت وكالة “سبأ”، في نسختها الحوثية، عن “سريع” قوله: “المرتزق ياسر العواضي اعتدى على المواطنين ومواقع الجيش واللجان الشعبية، بمساندة تحالف العدوان السعودي الأمريكي بكل أنواع الدعم المالي واللوجستي والتسليح والتدريب، والانتشار في الجبال والتحريض الطائفي والمناطقي، سعياً منه لتفجير الوضع بالمنطقة، دون أي مبرر غير الانسياق مع دول العدوان، وتنفيذ أجندتها، بعد أن استلم مساعدات عسكرية وأموالاً وسلاحاً، ورفض كل الوساطات”.
وأضاف “سريع”: “بعد ظهر اليوم، قام [العواضي] بتفجير الوضع بدعم مباشر من دول العدوان، وهو ما يحتم علينا في القوات المسلحة التصدي له والدفاع عن المواطنين، وحفظ البلد وأمنه واستقراره، متوكلين على الله سبحانه وتعالى”.
وتابع: “نطمئن الجميع من أبناء الوطن الشرفاء، خاصة محافظة البيضاء، أن القوات المسلحة ستظل إلى جانبهم.. لحمايتهم من أدوات العدوان.. كما ندعو كل قبائل البيضاء وأحرار مديرية ردمان، وعقال آل عواض، للوقوف إلى جانب الدولة ضد قطاع الطرق وأدوات العدوان السعودي الأمريكي، الذين يتاجرون بدماء الأبرياء، حتى تأمين المنطقة وقطع دابر المعتدين بإذن الله تعالى”، ما يؤكد اعتزام مليشيا الحوثي شن الحرب على “آل عُواض”.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تواصل معنا