الرئيسية - عربي ودولي - 300 مليار دولار.. الديون تعصف بشركات الطيران العالمية بسبب الوباء
300 مليار دولار.. الديون تعصف بشركات الطيران العالمية بسبب الوباء
شركات الطيران
الساعة 06:44 مساءاً (منوعات)

تكبدت شركات الطيران في العالم خسائر فادحة لتصنع جبلا من الديون الصافية تجاوز حجمه 300 مليار دولار، ما يعني أن الوباء سيعيق تعافيها لأعوام لأنها تواجه سداد فواتير ضخمة من تمويل الإنقاذ ودعم الدولة.

ويتحول الانتباه إلى مدى السرعة التي يمكن لشركات الطيران أن تعالج بها ميزانياتها بعد أكبر أزمة في تاريخ الصناعة.

قال يوهان لوندجرين، الرئيس التنفيذي لشركة إيزي جيت لفاينانشيال تايمز: "السيولة كانت ولا تزال ذات أهمية كبيرة للتأكد دائما من أن لدينا ما يكفي من النقد لإدارة الوضع".

لكن هناك الآن ثمنا باهظا يجب دفعه بعد أن وفر المساهمون وأسواق الديون وخطط الدعم الحكومية سيولة أساسية لمساعدة الصناعة على النجاة من انهيار أعداد الركاب وتجنب فشل الشركات على نطاق واسع.

على الرغم من أن الشركات لديها أموال نقدية واستثمارات قصيرة الأجل بقيمة 140 مليار دولار، ارتفاعا من 90 مليار دولار في بداية العام، ارتفع صافي ديونها 60 مليار دولار خلال الفترة نفسها إلى 320 مليار دولار، وفقا لتحليل أجرته فاينانشيال تايمز استنادا إلى بيانات فاكت سيت الخاصة بالميزانيات العمومية لأكبر 50 شركة طيران.

قادت شركات الطيران الأمريكية الأربع الكبرى - يونايتد إيرلاينز وأمريكان إيرلاينز ودلتا إيرلاينز وساوث وست إيرلاينز - الطريق إلى جمع الأموال، مدعومة بأكثر من 60 مليار دولار من المساعدات الحكومية. في أوروبا تلقى الناقلان الوطنيان، إير فرانس ـ كيه إل إم ولوفتهانزا، مليارات اليورو من الدعم الحكومي.

أما مجموعة IAG، مالكة الخطوط الجوية البريطانية، التي لجأت إلى المساهمين للحصول على 2.75 مليار يورو، فقد حصلت على قرض مدعوم من الدولة بقيمة ملياري جنيه استرليني من المملكة المتحدة، وجمعت 1.2 مليار يورو من إصدار سندات الأسبوع الماضي.

وفقا لجوناثان روت، نائب الرئيس الأول في وكالة موديز للتصنيف الائتماني، بصورة عامة شركات الطيران دخلت الأزمة وهي في وضع أفضل مما كانت عليه قبل الانهيار المالي في 2008، ما سمح لها بجمع المليارات بسرعة.
قال: "أسواق الائتمان كانت حاضرة لدعم الشركات منذ اليوم الأول. إذا كان هذا 2008، لكنا نجري مناقشة مختلفة اليوم".

جمعت شركات الطيران 42.6 مليار دولار في أسواق الديون في 2020، وهو أكبر رقم على الإطلاق، وفقا لشركة دايلوجيك لتزويد البيانات.

أطلقت شركة أمريكان إيرلاينز هذا الشهر صفقة ديون قياسية بقيمة عشرة مليارات دولار سلطت الضوء على كيف حفزت أسعار الفائدة المنخفضة المستثمرين على البحث عن عوائد حتى في الصناعات التي تضررت بشدة من الأزمة.

قالت راشيل جيريش، مديرة في وكالة ستاندر آند بورز العالمية للتصنيف الائتماني: "لقد فوجئنا، وأعتقد أن الصناعة فوجئت بمدى الدعم الذي تم تقديمه لكثير من الشركات".

مع ذلك، ستكون هناك حاجة إلى الدعم لفترة أطول مما كان يأمل كثيرون في الصناعة، كون توقعات السفر الجوي غير مؤكدة هذا العام على الرغم من حملات التطعيم الناجحة في كثير من الأسواق الرئيسة.

أشار الاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا" إلى أن شركات النقل يمكن أن تحرق 95 مليار دولار من السيولة في 2021، وحذر من أن توقعاته بأن الصناعة يمكن أن تجعل السيولة النقدية إيجابية بحلول نهاية العام قد تكون متفائلة للغاية.

قال برايان بيرس، كبير الاقتصاديين في أياتا: "النقد ضروري اليوم وستحتاج الصناعة إلى مزيد من الأموال بينما نمضي هذا العام من أجل البقاء. لكن (...) الكثير من ذلك سيأتي على الأرجح على شكل المزيد من الديون".

بمجرد أن يتمكن الركاب أخيرا من العودة إلى السفر، يمكن للشركات البدء في محاولة تحسين ميزانياتها العمومية. قال لوندجرين، من إيزي جيت: "لطالما كانت القدرة على سداد الديون موضع تركيز".

أوضح أن القرض الأخير المدعوم من الحكومة البريطانية بقيمة 1.4 مليار جنيه استرليني كان مفيدا بشكل خاص لأنه سمح لشركة الطيران بسداد بعض القروض قصيرة الأجل وتحسين ملف استحقاق ديونها. أضاف "أي دين نتحمله نريد سداده، نريد العودة إلى الوضع الذي كنا فيه قبل الدخول في هذا".

من المتوقع أيضا أن يحدد العام المقبل أقوى الشركات الناقلة ـ مثل شركة مايكل أوليري، رايان إير، التي تتمتع بتكاليف منخفضة نسبيا ومرونة للاستجابة لتعافي الطيران، في حين أن المنافسين مثقلون بعبء الديون.

قال دانييل روسكا، محلل الطيران في بيرنشتاين، إن شركات الطيران ذات الديون الأعلى ستضطر إلى تقليل "ندوب" ميزانياتها العمومية قبل أن تصبح جذابة مرة أخرى للمستثمرين.

قدم أوليري تحليلا فظا، واصفا بعض شركات الطيران الأوروبية بـ"مدمني مساعدات الدولة". فتحت شركة الطيران الخاصة به إجراءات قضائية للطعن في عمليات الإنقاذ الحكومية الأوروبية.

مع ذلك، في الولايات المتحدة، قد لا تكون أعباء الديون المرتفعة مشكلة لأن المجموعات الكبيرة من بين أكثر الشركات ربحية.

قالت روت، من وكالة موديز، إذا كان من الممكن توزيع اللقاح على نطاق واسع هذا العام، فستكون شركات الطيران الأمريكية قادرة على سداد "جزء كبير من الديون التي تكبدتها".

إن الفئات الأضعف، والذين لا يتمتعون برفاهية الدعم الحكومي الكبير، يواجهون مستقبلا أكثر قتامة. قدمت الخطوط النرويجية التي تعد منذ فترة طويلة واحدة من أكثر شركات الطيران ضعفا في أوروبا بسبب ديونها المرتفعة، طلب إفلاس في 18 تشرين الثاني (نوفمبر).

لكن بغض النظر عن الاستراتيجية أو الميزانيات العمومية "لن يكون هناك الكثير من التدفق النقدي الحر المتاح للاستثمارات في الأسطول أو المنتج"، كما قال بيرس، من أياتا، حيث لا تزال شركات الطيران معرضة لعوامل خارجة عن سيطرتها.

قال الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد، توني دوجلاس، لفاينانشيال تايمز إنه كان يخطط للتعافي في النصف الثاني من العام مع طرح اللقاحات، لكن "في كل مرة نعيد فيها تقييم الوضع، تتبدل الأحوال".

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص