الرئيسية - تقارير خاصة - تحالف إعادة الشرعية في اليمن: جـهــودٌ لا تتـوقـــف
تحالف إعادة الشرعية في اليمن: جـهــودٌ لا تتـوقـــف
الساعة 03:36 مساءاً (متابعات)


عندما أطلق تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية عملية عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية اليمنية أدرك اليمنيون أن هذه الحرب مفروضةٌ فرضًا وكان لا بد من خوضها حتى في وقتٍ أبكر لأنها من جهتنا حربٌ مقدسة تقود إلى السلام والاستقرار والحرية والكرامة ولها ضريبتها وميزانيتها ورجالها. أما مليشيا الحوثي الإرهابية فحربها علينا حربٌ لتكريس العنصرية والعرقية والتطرف والطائفية والسلالية البغيضة ولتمكين الصفوية الفارسية من احتلال بلادنا وجعلها مسرحًا لعمليات الاعتداء على أشقائنا العرب وتحديدًا على أرض الحرمين الشريفين. 

دعم وإسناد عسكري

من هنا أدرك تحالف دعم الشرعية أهمية الأمر فكرست الشقيقة الكبرى جهودها لصد العدوان الفارسي الصفوي وإرهابه وإيقاف العبث الإيراني من خلال ضرب ذراعه الحوثي ووقف تمدده واختطافه لمؤسسات الدولة ونظامها، حيث قدمت المملكة نموذجًا للأخوة والنخوة والعروبة الأصيلة بتحمل المسؤولية التاريخية لدعم اليمن أرضًا وإنسانًا باعتبار معركته معركة هوية ووجود. ولقد قدم التحالف الدعم العسكري بكل أشكاله من التسليح والتدريب وتنفيذ العمليات الهجومية بالطيران والعمليات الدفاعية وتقديم الدعم البشري والتضحيات البشرية للضباط والجنود الذين راح منهم الكثير بين شهداء وجرحى سكبوا الدماء الطاهرة على الثرى الطاهر.

  وديعة سعودية لدعم الاقتصاد

كما قدم التحالف وعلى رأسه السعودية الدعم الاقتصادي لدعم الحكومة ودعم العملة والبنك وتحسين الحالة المعيشية للسكان، وتبني المؤتمرات المانحة، وتصدرت المملكة القوائم في الدعم السخي الذي لا يرقى إليه دعمٌ آخر ولا يدانيه ، حيث أودعت السعودية في 20 مايو من العام 2020مبلغ ملياري دولار في البنك المركزي اليمني لحماية العملة المحلية، معلنةً أن وديعة الملياري دولار ستنعكس إيجابًا على أحوال المواطنين "العربية نت"، إلا أن الوديعة النقدية المقدرة بملياري دولار لدى البنك المركزي اقتربت من النفاد، مما تسبب في تراجع كبير في سعر صرف العملة المحلية المتداعية أمام العملات الأجنبية، وتشير الاخبار والتوقعات إلى دعم العملة الوطنية بوديعة جديدة بعد قرارات الرئيس عبدربه منصور هادي بتغيير مجلس ادارة البنك المركزي وتفعيل جهاز الرقابة والمحاسبة لتقييم أداء الادارة السابقة.

  جهود إنسانية

وقد تنوعت جهود التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية إلى عسكرية وسياسية وإقتصادية وإنسانية ففي الجانب الإنساني انطلقت الجهود الإنسانية للمحتاجين والمتضررين والنازحين والجرحى من عسكريين ومدنيين ، جهود بتقديم الدواء وجهود بتقديم الإغاثة وجهود بتقديم المساعدات الغذائية، وجهود بتقديم المشاريع الخدمية والتربوية والطبية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وعبر الجهود الحكومية لحكومة المملكة العربية السعودية، وجهود التدخل السريع في الكوارث كما حدث في كارثة السيول، وإعصار تشابالا وميغ في جزيرة سقطرى، أضف إليه إطلاق مركز المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) كمشروع إنساني لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام والذخائر غير المتفجرة التي يزرعها الحوثيون في مناطق الحرب والسلم لإقلاق السكان، حيث أطلقه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في يونيو 2018،  إلى جانب مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالنزاع المسلح في اليمن،  إذ بدأت أعمال المشروع مـن محافظـة مأرب في سبتمبر 2017م، ويهدف لتأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين في النزاع المسلح وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية وتقـديم الدعم الاجتماعي لهم، وكذلك إلحاقهم بالمدارس ومتابعتهم، إضافة إلى تأهيلهم نفسيًا واجتماعيًا، وتوعية أولياء أمور الأطفال بمخاطر التجنيد من خلال إقامة دورات توعوية وتثقيفية والتعريف بالقوانين التي تجرم تجنيد الأطفال.

جهود دبلوماسية ومبادرات سلام

  ونوع آخر مهم من جهود التحالف هو الجهد الدبلوماسي الذي لا يكل ولا يمل في توضيح القضية اليمنية في كل المحافل والذي وجهت المملكة ،تحديدًا، من خلاله عدة ضربات دبلوماسية سياسية تفضح إرهاب المليشيا الحوثية وإرهاب داعميها في نظام الملالي الإيرانية، ونستطيع أن نقول عنه بأنه جهد دبلوماسي مصحوب بجهد آخر هو الجهد الحقوقي الذي يرصد ويحقق ويطالب وينفذ ويواجه بعزيمة وتفان، وفي هذا السياق جاء إعلان المبادرة السعودية لإنهاء حرب اليمن والتي أعلنها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ،الإثنين 22 مارس 2021 ، لإنهاء الأزمة في اليمن، والوصول إلى اتفاق سياسي، وقد جاءت هذه المبادرة بالتعاون مع المبعوثين الأممي والأميركي الخاصين باليمن، وتضمنت فتح مطار صنعاء لعدد من الرحلات الإقليمية والدولية، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة، وفق "اتفاق ستوكهولم" ، وبما أننا ذكرنا اتفاق ستوكهولم ومبادرة السلام السعودية -واللتان رحبت بهما حكومة الشرعية وأكد رفضهما التعنت والخروقات الحوثية حتى الآن- وجبت الاشارة إلى دعم التحالف ومبادراته، وفي هذا الصدد ووفقًا لموقع "اندبندنت عربية" فإن رحلة البحث عن السلام بدأت من أشهر الحرب الأولى، فقد كانت أول محاولة جادة لوقف صوت الرصاص في الـ 12 من مايو (أيار) 2015، أي بعد شهرين من بداية الحرب، عندما أعلنت السعودية هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام، وحققت تلك الهدنة الهدف منها إلى حد كبير،  وبعد أشهر من ذلك التاريخ، وفي يونيو (حزيران) أعلنت الأمم المتحدة مفاوضات مباشرة بين الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي في جنيف، واستدعى ذلك سعيًا إلى وقف إطلاق النار، وأمام التعنت والاشتراطات الحوثية انتهت الفرصة قبل بدايتها،  وفي حين دُعمت كافة هذه الجهود من قبل التحالف بقيادة السعودية فقد كان أقصى ما حققته  مفاوضات مدينة بيل السويسرية -التي هدفت إلى وضع حد للحرب-   تبادلًا للأسرى، لتنهار بعده المفاوضات على وقع الخروقات، وفي الكويت تم احتضان أولى محاولات العام الجديد التي تخلف الحوثي عن حضورها في البداية، ثم حضر جلسات الحوار لأيام، ليفشل الحوار قبل أن يأتي بأي نتيجة بسبب إصرار الحوثيين على إعادة ترتيب هذه الأولويات بتنفيذ الشق السياسي والوصول إلى حل تتشكل بناء عليه حكومة وحدة وطنية، قبل سحب القوات من صنعاء، مما عجل بانهيار المفاوضات والهدنة دون اي نتائج رغم دعم التحالف وحكومة الشرعية لجهود السلام في كل هذه المراحل، بعد ذلك وبعامين من الحرب وفي ديسمبر احتضنت العاصمة السويدية ستوكهولم مفاوضات يمنية نتج منها اتفاق حمل اسم المدينة، وسبقت المفاوضات هدنة شاملة أوقف خلالها التحالف حملاته الجوية، في حين أعلن الحوثيون وقف إطلاق الصواريخ الباليستية تجاه الأراضي السعودية وقد نجح هذا الاتفاق لأن الحوثيين -وبدعم دولي- كانوا مضطرين إلى انجاحه لوقف تقدم القوات المشتركة ما أدى إلى تجميد جبهة الحديدة التي كانت تحررت كثير من مناطقها في يد الحكومة الشرعية التي سيطرت على مرافقها الأساسية مثل المطار ومركز المدينة، إلا أنها انسحبت كجزء من عملية وقف إطلاق النار في مقابل وقوع الميناء تحت الرقابة الأممية لعدم استخدامه لدواع عسكرية، وهي الخطوة التي وصفها رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك بعد ثلاث سنوات من تلك اللحظة بـ "الفاشلة"، نتيجة فشل ضبط التهريب بحسب ما تصرح به الحكومة اليمنية وتؤكده استمرار السفن بتهريب الأسلحة التي كان آخرها ما تم ضبطه خلال نوفمبر وديسمبر من العام 2021، وفي أبريل (نيسان) 2020 بلغت حالة التفشي الوبائي لكورونا ذروتها، ودعت الأمم المتحدة المتحاربين حول العالم إلى مراعاة الظرف الصحي وعدم مفاقمة الأوضاع الإنسانية، داعية إياهم لوقف الاقتتال وإعلان هدنة بشكل مؤقت، وهو الأمر الذي استجاب له تحالف دعم الشرعية في اليمن عندما أعلن المتحدث باسمه العميد تركي المالكي في التاسع من أبريل وقف القتال من طرف واحد لمدة أسبوعين وعرض المالكي تمديد الهدنة في حال التزم الطرف الآخر بها، وهو ما تم فعلًا عندما تم تمديدها بعد ذلك لمدة شهر، على الرغم من أن الحوثي لم يبد التزامًا كاملًا."اندبندنت عربية".

ونقلا عن وكالة سبأ الشرعية أكد بيان سعودي إماراتي مشترك في ختام زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في الثامن من ديسمبر2021، على مواصلة الجهود لإيجاد حل سياسي شامل في اليمن وفقًا للمرجعيات الثلاث وجددت السعودية ودولة الإمارات مواصلة جهودهما لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية وفقًا للمرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، ومبادرة المملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية بما يحفظ لليمن وحدته وسلامته واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية. نحن نريد الاستقرار إن تحالف دعم الشرعية يدرك أهمية الاستقرار في اليمن لتمكين استقرار المنطقة بكاملها وهذا هو ما عبر عنه الملك سلمان عند لقائه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما حيث قال خادم الحرمين الشريفين " نحن نريد الاستقرار".

وبهذه الجملة لخص أهداف التحالف التي انطلقت بناءً عليها كلُ هذه الجهود الممتدة والمتواصلة والتي لا ينكرها أحد إلا جاحد، ولا تزال المملكة باعتبارها قائدة التحالف تخوض المواجهة الدبلوماسية كخوضها للمواجهة العسكرية في كل محفل وهي تعمل في هذا المجال بشكل أكبر من غيرها على الإطلاق.

معركة إعلامية

كما لا ننسى الجهد الإعلامي والثقافي البارز حيث سخرت المملكة -قائدة التحالف- مؤسساتها الإعلامية بكل أشكالها وتفريعاتها لدعم المعركة معنويًا وثقافيًا وتنويريًا وإعلاميًا وإنسانيًا، كما فُتحت في هذا الشأن القنوات الفضائية الجديدة والإذاعات والصحف والمواقع الإلكترونية والمنابر المتعددة في وسائل التواصل الاجتماعي.

   خلاصــة القـول

لقد لاحظ اليمنيون على مدى سنوات الحرب أن التحالف الذي تقوده المملكة قدم ويقدم المليارات لتمويل الحرب ولتمويل المشاريع ولتمويل الأعمال الدبلوماسية والسياسية ودعم الحكومة الشرعية، وجهود السلام، وكل ذلك لا يمكن اختصاره واختزاله في مقال.  خلاصة القول أن جهود التحالف موجودة ومشاهدة في الجانب العسكري والسياسي والدبلوماسي والإغاثي والإعلامي والاقتصادي والإنساني والصحي والثقافي والاجتماعي والتنموي وغير ذلك من الجهود التي تصب في جانب إحلال السلام والاستقرار في اليمن ودعم معركته الوطنية المقدسة ضد الانقلاب والإرهاب والاحتلال السلالي والصفوي الفارسي.

*العدد واحد من مجلة العميد النسخة الالكترونية.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص