الرئيسية - محافظات وأقاليم - في ذكراها ال 35..الوحدة اليمنية.. حلم تحقق.. وتحديات تواجه الأمل
في ذكراها ال 35..الوحدة اليمنية.. حلم تحقق.. وتحديات تواجه الأمل
الذكرى ال 35 للوحدة اليمنية
الساعة 04:53 مساءاً (الميثاق نيوز، متابعة خاصة)


في ذاكرة اليمنيين، يظل 22 مايو 1990 يوماً مشرقاً لا يُنسى، يومٌ تحوّل فيه حلم الوحدة من شعاراتٍ تُردّد إلى واقعٍ ملموس، ليكتب اليمن فصلاً جديداً من تاريخه الحديث بعد عقودٍ من التقسيم.

من الشعار إلى الدولة: رحلة كفاح طويل
عبر السنين، كانت الوحدة هاجساً يخيم على قلوب اليمنيين، حاضرةً في خطاباتهم السياسية، وأشعارهم، وأغنياتهم الثورية، بل وحتى في هتافات الأطفال.

يقول يحيى العرشي، وزير الدولة الأسبق لشؤون الوحدة: "كانت الوحدة جوهر ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، فبعد سقوط الإمامة والاستعمار، لم يعد هناك عائقٌ أمام اكتمال اللحمة الوطنية."

وفي وثيقةٍ تعود إلى ديسمبر 1959، يكتب المناضل عبدالله باذيب بصيرةً نافذة: "ليست الوحدة نزوة عابرة، بل هي حتمية تاريخية. لا يوجد يمنان.. لا شمال ولا جنوب.. فقط شعبٌ واحدٌ ووطنٌ واحد." كلماتٌ تجسّد إيماناً راسخاً بأن التجزئة كانت مجرد "استثناء" في مسيرة اليمن الموحد.

الوحدة.. قاعدةٌ تاريخية والتجزئةُ شذوذٌ عابر
يدعم المفكر الراحل د. عبدالعزيز المقالح هذه الرؤية في تقديمه لكتاب "الوحدة اليمنية والنظام الإقليمي العربي"، مشيراً إلى أن "التقسيم كان نتاج مؤامرات خارجية وحكومات متعاقبة، لكنه لم ينجح في طمس هوية الشعب الواحد."

بل يذهب إلى أبعد من ذلك، مؤكداً أن محاولات فرض الوحدة بالقوة زادتها صلابةً واستمراراً.

ويستذكر العرشي في كتابه "الاستقلال والوحدة" مقولة الرئيس عبدالله السلال، أول رئيس للجمهورية العربية اليمنية: "قضية الوحدة كانت حاضرةً في ذهن كل مناضل منذ ثلاثينيات القرن الماضي." ويكشف كيف أن اتفاقية الإمام يحيى مع البريطانيين  التي اعترفت بتقسيم اليمن  أشعلت الغضب الشعبي وساهمت في إسقاط حكمه.

1990.. عام الانتصار والانطلاق
بعد سقوط الإمامة في 1962، وتحقيق الاستقلال في الجنوب عام 1967، دخل اليمن مرحلةً جديدةً من النضال السياسي، تُوّجت في 22 مايو 1990 بإعلان الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية.

كان الحدث تتويجاً لكفاحٍ طويل، وتحقيقاً لحلم أجيالٍ عانت من ويلات التشتت.

التحديات.. عواصف ما بعد الوحدة
رغم عظمة الإنجاز، واجهت الوحدة عقباتٍ داخليةً وخارجية، إلا أن الأخطاء- كما يرى المراقبون - "لا تنفي قيمة الوحدة، بل تُلزم الجميع بإصلاح المسار."

وقد حاول مؤتمر الحوار الوطني 2013 – برعاية أممية – معالجة هذه الإشكاليات عبر مشروع الدولة الاتحادية، لكن انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً في 2014 عطّل تلك الآمال.

الرئيس العليمي: الوحدة والقضية الجنوبية
في تصريحاتٍ متكررة، أكد فخامة الرئيس رشاد العليمي أن "القضية الجنوبية جزءٌ أصيل من حل الأزمة اليمنية."

مشدداً على أن الوحدة لن تكتمل إلا ببناء نظامٍ عادلٍ يضمن المشاركة السياسية والاقتصادية للجميع.

اليوم، وبعد 34 عاماً على تحقيق الوحدة، يبقى التمسك بها خياراً استراتيجياً لمواجهة مشاريع التفتيت، واستعادة جمهوريةٍ تحفظ حقوق كل اليمنيين شمالاً وجنوباً. فالوحدة - كما كتب باذيب  "ليست شعاراً، بل هي مصير."

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص