
في تصريحات قوية كشفت عن واقع المشهد، أكد فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أن مليشيات الحوثي "ليست مجرد جماعة متمردة"، بل "جماعة نازية جديدة" ترفض المساواة والعدالة وتحارب الدولة المدنية.
فخامة الرئيس وفي مقابلة حصرية مع قناة (روسيا اليوم)، وجه رسالة مباشرة إلى موسكو: "روسيا التي هزمت النازية لن تكون أبداً مع من يعيدون إحياء نفس الأفكار في اليمن".
الحوثيون جماعة نازية: "لا حقوق للمواطنين، ولا شراكة سياسية"
شدد الرئيس العليمي على أن الحوثيين "جماعة طائفية ثيوقراطية" لا تعترف بالحقوق المدنية أو الحريات، واصفاً إيديولوجيتهم بأنها "مشروع هيمنة عنصرية تهدف إلى حكم البشر وليس بناء دولة".
وأضاف: "هذا الفكر المتطرف لا يختلف عن النازية التي دمرت البشرية في القرن العشرين، وروسيا التي ضحت بملايين الأرواح لهزيمة النازية لن تكون أبداً مع من يعيدون إحياء هذه الأفكار في اليمن".
واردف"بالتالي فأن روسيا بتراثها وتاريخها وثقافتها وفلسفتها وروحها المدنية، لا يمكن أبدا أن تكون مع جماعة نازية من هذا النوع على الإطلاق".
وأكد أن مواقف روسيا التاريخية في مجلس الأمن، خاصة دعم القرار 2216، تُثبت أن موسكو "تقف دائماً إلى جانب الشرعية الدولية والدولة المدنية"، مشدداً على أن الحل السياسي في اليمن لا يمكن أن يتم دون "الانصياع لمرجعيات السلام المعتمدة".
كيف استغل الحوثيون الطائرات كدروع بشرية؟
كشف الرئيس العليمي تفاصيل مثيرة عن تعنت الحوثيين في المفاوضات، مشيراً إلى أن مبادرة المملكة العربية السعودية لإنهاء الحرب قوبلت برفض صارم من الجماعة، التي واصلت هجماتها على المنشآت النفطية والملاحة الدولية.
وسرد قصة مأساوية عن تدمير 4 طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية بعد رفض الحوثيين إخراجها من مطار صنعاء قبل الضربات الإسرائيلية:
الحادثة الأولى: تم تدمير 3 طائرات في مطار صنعاء بعد رفض الحوثيين نقلها إلى عدن أو عُمان.
الحادثة الثانية: تم تدمير الطائرة الرابعة بعد أن أجبر الحوثيون الحكومة على إعادة الطائرة من عمان إلى صنعاء تحت تهديد ضرب مطارات أخرى، ما انتهى بتدميرها قبل يومين.
وقال فخامته : "هذه الجماعة لا تفكر في مصلحة اليمن، بل تستخدم المدنيين والممتلكات كدروع بشرية، وكل محاولة للسلام تُقابلها بتصعيد يُجبر المجتمع الدولي على التدخل".
الوحدة داخل مجلس القيادة: اختلاف سياسي لا يلغي القواسم المشتركة
رداً على التساؤلات حول تماسك مجلس القيادة الرئاسي، أوضح العليمي أن التنوع السياسي والجغرافي داخل المجلس "ليس ضعفاً، بل قوة"، مشيراً إلى أن جميع الأعضاء متفقون على المرجعيات الوطنية والدولية، مثل اتفاق الرياض والقرار 2216.
وأضاف: "الهدف المشترك هو استعادة الدولة، وسنركز لاحقاً على بناء نظام سياسي يُرضي جميع اليمنيين".
وأكد أن هذا التنوع يمثل "الوجه الحقيقي لليمن المُوحد في مواجهة المشروع الإيراني"، معتبراً أن الحوثيين يخدمون أجندة إقليمية تُهدد السيادة الوطنية.
الدعم الدولي: من ترامب إلى بوتين.. كيف يُنظر لليمن في المحافل الكبرى؟
أشاد العليمي بقرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، معتبراً أنه "تشخيص دقيق" لطبيعة الجماعة التي "لا تختلف عن القاعدة وداعش".
ولفت إلى أن الضربات الأمريكية السابقة على قيادات الحوثيين أجبرتهم على وقف الهجمات على السفن الأمريكية، مما يُثبت أن "القوة هي اللغة الوحيدة التي يفهمونها".
كما أكد أن اليمن تحظى بدعم واسع من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، إضافة إلى تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات، قائلاً: "المجتمع الدولي موحد في دعم الدولة اليمنية، لكن الوحدة لن تكتمل دون موقف حازم ضد الجماعات الإرهابية".
سلام أم حرب؟ العليمي يرسم خيار المستقبل
في ختام الحوار، حذر الرئيس العليمي من أن السلام في اليمن لن يُحقق ما لم تُجبر الجماعات المتطرفة على الانصياع، مؤكداً: "نحن مع السلام، لكننا مصممون على استعادة الدولة سلماً أو حرباً".
وأضاف أن "الحوثيين جماعة عدمية لن ترضخ إلا للقوة"، داعياً المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري لمنع تحويل اليمن إلى ساحة صراعات بالوكالة".
تصريحات الرئيس العليمي ترسم مشهداً معقداً يجمع بين التحديات الداخلية والجيوسياسية، حيث يتحول الحديث عن الحوثيين إلى "حرب أيديولوجية" بين الدولة المدنية والهيمنة الطائفية، مع إشارة واضحة إلى أن الحل لن يأتي من المفاوضات وحدها، بل من "إرادة دولية موحدة ترفض إعادة إحياء روح النازية تحت أي مسمى".

- المقالات
- حوارات