الرئيسية - محافظات وأقاليم - بخطاب قوي بمجلس الأمن.. اليمن يمد يد السلام ويكشف جرائم الحوثي ويعري قناعاته التدميرية
بخطاب قوي بمجلس الأمن.. اليمن يمد يد السلام ويكشف جرائم الحوثي ويعري قناعاته التدميرية
 مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله السعدي.
الساعة 10:39 مساءاً (الميثاق نيوز - خاص)

وقف سفير اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، عبدالله السعدي، اليوم في قاعة مجلس الأمن المطعّمة بالرخام الذهبي، ليحطّم صمت الدبلوماسية بإدانةٍ صارخة: "مليشيا الحوثي تخزّن الصواريخ في غرف نوم المدنيين.. وتلعب بالسلام كـ 'لعبة ثعبان'".

جاءت كلماته كشفاً مروّعاً لواقعٍ يعيشه اليمنيون منذ عقدٍ تحت سطوة المليشيات المدعومة إيرانياً في المحافظات غير المحررة. 

وبصوتٍ واضح ومسؤول، داخل قاعة مجلس الأمن الدولي، حيث دعا السعدي  مجددًا إلى السلام الحقيقي والمستدام، القائم على المرجعيات المعتمدة، وفي مقدمتها القرار الأممي 2216، الذي يُعدّ "خارطة طريق" للحل الشامل في أزمة تجاوزت عقدة الحرب حدودها الإنسانية، لتهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.

يدٌ تمدّ السلام وأخرى تحمل السكين

جاء ذلك في بيانٍ حاد اللهجة، وأمين في الوقت ذاته، القاه السفير عبد الله السعدي، المندوب الدائم لليمن لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط (اليمن)، أكدت من خلاله الجمهورية اليمنية أن السلام ليس مجرد رغبة أو شعار، بل هو خيار استراتيجي نابع من الإيمان العميق بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل آمن لليمنيين، ولضمان استقرار المنطقة وسلامة الممرات البحرية الدولية.

لكن هذا السلام، كما شدد السفير السعدي، لن يُبنى على وهم أو مراوغة. فـ"لا شريك حقيقي للسلام في ظل تنظيم مسلّح عقائدي، يتبنى مفاهيم الولاية الإلهية، ويستبيح الدم اليمني باسم أيديولوجيا متطرفة"، مشيراً إلى مليشيات الحوثي الإيرانية التي ترفض كل مبادرات التهدئة، وتستخدم الاتفاقيات كوقتٍ لتجديد التسليح وإعادة التموضع العسكري.

الحرب الحوثية.. من العنف إلى الأزمة الإنسانية
وأوضح السفير أن الشعب اليمني، منذ أكثر من عشر سنوات، يعاني من أزمات متراكمة، نتيجة الحرب التي شنّتها المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، والتي أدت إلى تدمير مؤسسات الدولة، وتفكيك النسيج الاجتماعي، وخلقت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.

وأشار إلى أن هذه الجماعات لم تتوقف عن ارتكاب الانتهاكات، من اختطافات السفن، وزرع الألغام البحرية، والهجمات الصاروخية على المدنيين، حتى في فترات الهدنة، مؤكدًا أن "أي تهدئة تظهرها المليشيات ليست سوى غطاء لمواصلة مشروعها العدواني".

فشل كل المبادرات بسبب تعنت الحوثيين
ولفت السفير إلى أن الحكومة اليمنية أبدت انفتاحًا كاملًا على جميع مبادرات السلام، بما فيها خارطة الطريق السعودية، إلا أن التعنت الحوثي حال دون تحقيق أي تقدم، إذ واصلت الجماعة هجماتها على المنشآت النفطية، واستهداف المدنيين، والتعمد في تدمير البنية التحتية، بما في ذلك إسقاط طائرات الخطوط الجوية اليمنية بعد اختطافها، ما أسفر عن تدمير أربع طائرات في مطار صنعاء.

وأضاف: "الضربات الإسرائيلية كانت متوقعة، وهي نتيجة مباشرة للمغامرات الحوثية، التي لا تخدم سوى أجندات إيرانية توسعية، وتضع اليمن في دائرة الخطر الإقليمي والدولي".

الحوثيون.. جماعة لا تعترف بالدولة ولا بالقانون
وفي تحليل عميق للبنية الفكرية والممارسات الحوثية، أكد السفير أن "الجماعة لا تؤمن بالدولة المدنية، ولا بالمواطنة المتساوية، ولا بالحقوق والحريات، إنها جماعة عقائدية ترى في نفسها الحق الإلهي في الحكم، وتُقصي كل من يخالفها الرأي أو الفكر".

وأكد أن استقرار اليمن يمثل ضمانة لاستقرار المنطقة بأكملها، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم الشرعية اليمنية في استعادة مؤسساتها، وبسط سلطتها على كامل التراب الوطني، باعتبار ذلك "السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، وتجفيف منابع الإرهاب والفوضى".

الحكومة تمضي في مسار الإصلاح رغم التحديات
وعلى الصعيد الداخلي، أكد السفير أن الحكومة اليمنية تواصل العمل على تنفيذ برنامج الإصلاحات الاقتصادية والإدارية، ضمن خمسة مسارات استراتيجية تشمل: إنهاء الانقلاب، وتحقيق السلام، والحفاظ على المركز القانوني للدولة، ومكافحة الفساد، والإصلاح المالي، وتنمية الموارد، واستخدام المساعدات الخارجية بفعالية.

وشدد على أهمية تعزيز الشراكة مع الدول المانحة، مشيدًا بدعم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، اللتين تواصلان تقديم مساعدات إنسانية وتنموية حيوية للشعب اليمني في أوقات حرجة.

جرائم الحوثيين.. من القمع إلى الكارثة الإنسانية
واستعرض السفير جرائم المليشيات الحوثية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، من اعتقالات تعسفية، وتعذيب، وتجنيد الأطفال، وفرض الجبايات، وانتهاكات خطيرة لحرية التعبير والإعلام، مشيراً إلى انتشار مخازن الأسلحة داخل المناطق السكنية، آخرها انفجار مديرية بني حشيش في صنعاء، الذي راح ضحيته 60 مدنيًا معظمهم من النساء والأطفال.

كما أشار إلى استمرار احتجاز موظفي الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني منذ عام، داعيًا مجلس الأمن إلى التحرك الفوري لإطلاق سراحهم، ونقل مقرات المنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن لضمان سلامتهم.

نداء إنساني: دعم خطة الاستجابة قبل فوات الأوان
واختتم السفير بيانه بنداء إنساني عاجل، أكد فيه أن الوضع الإنساني في اليمن يتفاقم بشكل كارثي، خاصة في القطاع الصحي، نتيجة تراجع التمويل، وتأثير الهجمات الحوثية على صادرات النفط، داعيًا الدول والمنظمات الدولية إلى دعم خطة الاستجابة الإنسانية، والعمل على الحفاظ على الوضع الإنساني في اليمن على قائمة الأولويات العالمية.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تواصل معنا