
في خطوة تعكس تصاعد وتيرة المواجهة الأمنية مع التنظيمات المتطرفة، عقد فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي والقائد الأعلى للقوات المسلحة، اجتماعًا موسّعًا للجنة الأمنية العليا اليوم السبت، بحضور رئيس الوزراء سالم بن بريك، وعدد من أبرز القادة العسكريين والأمنيين، لمناقشة الأداء الأمني في المحافظات المحررة، وتكثيف الحملات ضد الخلايا الإرهابية المرتبطة بالمليشيات الحوثية والتنظيمات المتطرفة.
الاجتماع.. محطة لتقييم الأداء وتعزيز الاستقرار
ركز الاجتماع على استعراض التقارير الأمنية والعسكرية من مختلف المحافظات، مع التركيز على الجهود المبذولة لتعزيز الأمن والاستقرار في العاصمة المؤقتة عدن ومناطق أخرى، بالإضافة إلى مناقشة الإنجازات المحققة في مكافحة الإرهاب، لا سيما ضبط خلايا مرتبطة بالحوثيين والقاعدة وداعش، وإحباط مخططاتها التخريبية التي تستهدف المؤسسات الحكومية والمنشآت الحيوية.
وضم الاجتماع حضورًا وازنًا من القيادات الأمنية والعسكرية، من بينهم وزير الدفاع الفريق محسن الداعري، ووزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان، ومحافظا عدن وتعز أحمد لملس ونبيل شمسان، إضافة إلى رؤساء أجهزة الاستخبارات العسكرية ومكافحة الإرهاب وجهاز الأمن القومي، في مؤشر على تنسيق مركزي مكثف لمواجهة التحديات الأمنية المتعددة.
تفكيك شبكة إرهابية مرتبطة بالحوثيين.. تفاصيل صادمة
أعلنت اللجنة الأمنية العليا عن تفكيك واحدة من أخطر الشبكات الإرهابية المرتبطة بالمليشيات الحوثية وتنظيمي القاعدة وداعش، والتي كانت تدير عمليات تخريبية واغتيالات في عدد من المحافظات. وأشارت التحقيقات إلى أن الشبكة كانت تُدار بواسطة المدعو أمجد خالد ، قائد لواء النقل السابق، الذي ثبت ارتباطه المباشر بقيادات حوثية بارزة، من بينها محمد عبد الكريم الغماري وعبدالقادر الشامي ، المُعرفين كمهندسين للعمليات الإرهابية في المحافظات المحررة.
وأظهرت اعترافات المتهمين تورط الشبكة في اغتيال مدير برنامج الأغذية العالمي في مدينة التربة، مؤيد حميدي ، في محاولة لضرب جهود الحكومة لتعزيز الثقة مع المنظمات الدولية وتأمين الأنشطة الإنسانية. كما كشفت التحقيقات عن تورط الخلية في تفجير موكب محافظ عدن أحمد لملس في أكتوبر 2021، الذي أسفر عن استشهاد عدد من مرافقيه، بالإضافة إلى عمليات اختطاف واغتيالات طالت محققين وشخصيات دينية وعسكرية وأمنية في عدن ولحج وتعز والبيضاء.
اكتشاف معامل لتصنيع المتفجرات.. وتجهيز السيارات المفخخة
من أبرز الإنجازات التي أعلن عنها خلال الاجتماع، اكتشاف معامل سرية لتصنيع المتفجرات وتجهيز السيارات المفخخة داخل منازل سكنية في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز. وأشارت اللجنة إلى ضبط العبوات الناسفة والألغام المتنوعة، بالإضافة إلى تسجيلات فيديو توثق عمليات اغتيال وتصفيات نفذتها الشبكة، فيما وصفه المراقبون بأنه "دليل قاطع على التنسيق الممنهج بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية".
وأشادت اللجنة بدور محافظ تعز نبيل شمسان وقائد محور طور الباحة واللواء الرابع مشاة جبلي، إضافة إلى مدير مديرية الشمايتين، في إنجاح الحملة الأمنية والعسكرية المشتركة، مشيرة إلى أن التعاون الوثيق بين الأجهزة المعنية كان محوريًا في تحقيق هذه النتائج النوعية.
تعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة المخطط الحوثي
حذّر الرئيس العليمي من خطورة التعامل أو التستر على العناصر الإرهابية تحت أي مبرر، داعيًا إلى تعزيز الاصطفاف الوطني لحماية الجبهة الداخلية من المخطط الحوثي الإيراني الهادف إلى "إغراق البلاد في الفوضى والخراب". وأكد جهوزية الدولة لردع التهديدات الإرهابية وحماية السكينة العامة، مجددًا العهد مع الشعب اليمني بأن "العدالة ستطال كل من تورط في جرائم بحق الوطن والمواطنين".
وأشار إلى أن الحملات الأمنية المستمرة تُمثل "درعًا واقيًا لاستعادة الدولة وبناء اليمن الجديد"، مثمنًا دور المواطنين في تعزيز هذه الجهود، خاصة في تعز، حيث أظهرت الوعي المجتمعي أن "الشعب هو خط الدفاع الأول عن الجمهورية والهوية الوطنية".
قرارات حاسمة.. وملاحقات دولية للمطلوبين
اتخذت اللجنة الأمنية العليا خلال الاجتماع عددًا من القرارات الحاسمة، من أبرزها( ملاحقة وضبط المطلوبين أمنيًا وتنسيق الجهود مع الدول الشقيقة والصديقة والانتربول الدولي لاستردادهم ومحاكمتهم في الداخل؛ وتعزيز إجراءات التعامل مع الخلايا النائمة في المحافظات المحررة، عبر تشديد الرقابة والاستخبارات.بالاضافة الى ذلك دعم الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وتكثيف الحملات التوعوية لحماية الشباب من الفكر المتطرف، مع تكثيف دور المنابر الإعلامية والثقافية لنشر الوعي ومواجهة التطرف، وكشف مخططات الحوثيين والتنظيمات المرتبطة بهم.
استعادة الدولة ومواجهة التدخلات
في ختام الاجتماع، أكدت اللجنة الأمنية العليا أن المعركة ضد الإرهاب والمليشيات الحوثية ليست مجرد مواجهة أمنية، بل "صراع وجودي" يتطلب تكاتف كل القوى الوطنية والإقليمية والدولية. وشددت على أن استعادة الدولة واستكمال تحرير المناطق الخاضعة للانقلاب يمثلان "الضمانة الوحيدة لبناء يمن آمن ومستقر، بعيدًا عن التدخلات الإيرانية والمشاريع الطائفية".

- المقالات
- حوارات